الكلاب أيضا تشعر بالظلم محيط – سهير عثمان مشاعر .. أحاسيس .. صفات سلبية وإيجابية .. كل هذه الأمور أصبحت من القواسم المشتركة بين الإنسان والحيوانات علي اختلاف أنواعها .. والحديث هذه المرة عن الكلاب ، حيث أكد باحثون نمساويون أن الكلاب يمكنها أن تتعرف على مواقف الظلم وأن تظهر عواطف بسيطة مشابهة للحسد أو الغيرة ، حيث أكد فردريك راينج العالم النفسي في مجال الحيوان بجامعة فيينا والذي قاد الدراسة عن العواطف لدى الكلاب إن الكلاب عبست ورفضت "هز" أطرافها إذا حصلت كلاب أخرى على مكافأة مقابل عمل ما بينما لم تحصل هي على شيء ، مشيرا إلي أنه شعور أو عاطفة أكثر تعقيدا مما ينسب عادة إلى الحيوانات. ووفقا لما ذكرته شبكة ميدل ايست اونلاين ، أظهرت الدراسة المنشورة في دورية أحوال الأكاديمية الوطنية للعلوم أن الكلاب تلعق وتحك نفسها وتصرفت على نحو ينم عن الضيق عندما حرمت من مكافأة منحت لكلاب أخرى. وفي سلسلة من التجارب باستخدام سلالات مختلفة من الكلاب راقب الباحثون كيفية استجابة كلبين يجلسان متجاورين لمنح مكافآت غير متساوية بعدما يمد الكلب كفه لباحث. وقال راينج إن الكلاب التي لم تمنح مكافأة لعقت أفواهها وتثاءبت وحكت نفسها وأظهرت علامات أخرى على الضيق وتوقفت عن أداء المهمة. ولإثبات أن ذلك لم يكن لمجرد أن الكلاب لم تكن تحصل على طعام، اختبر الباحثون لاحقا الكلاب منفردة ووجدوا أنه في هذه الحالة تتعاون الكلاب الحاسدة لفترة أطول قبل أن تتوقف. وقال راينج "الأمر بالفعل متعلق بالتوزيع غير المتساوي للمكافأة". وأضاف "لو كان الأمر يتعلق بالإحباط فقط لكانت قد توقفت في نفس الوقت". ولكن القرود .. تشعر بفرحة العطاء
أفاد باحثون أمريكيون بأن القرود يمكنها أن تشعر ببهجة العطاء مثل البشر تقريباً، مشيرين إلي أن الاختبارات التي أجريت على قرود من فصيلة الكبوشي، أظهرت أن هذه القرود اختارت دوماً مشاركة طعامها مع قرد آخر إذا كان لها الخيار وأن ذلك يشير إلى قدرة القرود على الشعور بالتعاطف.
وأوضح الباحثون أن اختيار قرود الكبوشي بصورة غالبة المنفعة العامة يعني بالتأكيد أن رؤية قرد أخر يتلقى الطعام هو بمثابة إرضاء أو مكافأة لها، مؤكدين أن سلوك المنفعة العامة يقوم على التعاطف، فالتعاطف يزيد لدى كل من البشر والحيوان مع التقارب الاجتماعي وفي الدراسة اتخذ الشركاء الأكثر تقاربا مزيدا من اختيارات المنفعة العامة.
وأضاف الباحثون أن قرود الكبوشي تتشارك في الطعام بعفوية في كل من البيئة الطبيعية والأسرة وبشكل عام تجلس بجوار بعضها البعض أثناء تناول الطعام.
سلوكيات جريئة للطيور والحديث ما زال مستمرا عن سلوكيات الحيوانات والطيور ، فهل تعرف عزيزي القارئ أن الطيور تتشارك مع الإنسان وتقاسمه في صفات كثيرة من بينها التوتر، حيث تفرز أجسادهم هرمون التوتر نتيجة لذلك، وهذا ما كشفت عنه دراسة علمية بريطانية تؤكد أن الطيور التى تعانى من مستويات عالية من التوتر تندفع للقيام بمهام جريئة قد تعرضها للخطر، فيما لا تميل الطيور ذات المزاج الهادئ إلى المجازفة عموماً. وأشار باحثون من جامعة إكسيتير البريطانية، إلى أن تجارب التي أجريت على نوع من طيور الزيبرا والمعروف باسم "zebra finches"، حيث تم إجراء تزاوج فيما بينها، ومن ثم قام الباحثون بتصنيف الأفراد الناتجة بحسب مستوى هرمون "الكورتيكوستيرون" الذى تفرزه أجسامها وهو هرمون التوتر عند الطيور لتعطى ثلاث مجموعات هي مجموعة الطيور "المتوترة"، وأخرى أظهر أفرادها مستويات طبيعة من هرمون التوتر، أما أفراد المجموعة الأخيرة فكان أفرادها متراخين ولا يعانون من التوتر. وتتميز طيور الزيبرا بألوانها فهناك الرمادي والفضي والبني والبيج والأبيض .. وأحياناً مزيجاً بين لونين غير متضاربين كالبني والأبيض ، وهو يفضل العيش فى مجموعات و الطائر الذى يربى فى مجموعات يكون أسعد و أقوى و أكثر خصوبة، وأيضاً من مميزات التربية الجماعية زيادة إنتاج الطائر فان صوت الصغار وهى تستجدى الطعام من الأبوين يجعل باقى الطيور تعمد إلى التزاوج. وتضمنت التجارب وضع جميع الطيور فى بيئة جديدة عليها، والتي احتوت أجساماً غير مألوفة بالنسبة لتلك الطيور، حيث بدأ أفراد المجموعة التي عانت من أعلى مستويات لهرمون التوتر، أكثر جرأة وميلاً للمجازفة عند وضعها فى البيئة الجديدة، وذلك لدى مقارنتهم مع غيرهم من الطيور الخاضعة للتجربة. ومن وجهة نظر القائمين على الدراسة، فقد أظهرت النتائج أن الطيور كالبشر من جهة استجابتهم للتغير فى البيئة المحيطة أو الاختلاف فى مظهر العدو، حيث تفرز أجسادهم هرمون التوتر نتيجة لذلك، وطبقاً للنتائج فقد كانت طيور الزيبرا "المتوترة" أول من قام بالتردد على أماكن الغذاء، مقارنة مع الطيور الأخرى، كما سعت إلى التعرف إلى الأجسام التى تمت إضافتها إلى البيئة الجديدة أكثر من أقرانهم "المتراخين". يذكر أن هذا الهرمون يفرز من قبل الجسم ليساعد الطير على التعامل مع التوتر من خلال تشجيعه على اتخاذ خطوات جريئة للبحث عن الغذاء لضمان بقائه، لذا ليس من الغريب أن تبدى تلك الطيور ميلاً أكبر لاستكشاف بيئتها الجديدة.