البابا شنودة يطلق تصريحات طائفية محيط عادل عبد الرحيم البابا شنودة الثالث أدلى الأنبا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بتصريحات طائفية أشبه بتلك التي يرددها المتطرفون من أقباط المهجر للدولة وللحكومة في مصر، وذلك خلال مقابلة مع برنامج "إتكلم" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، وتبثه القناة الأولى بالتلفزيون المصري. في بداية الحلقة قدمت لميس تهنئة بعودة البابا من رحلة علاجه بأمريكا، ثم وجهت له سؤالا عن عدد الأقباط في مصر فزعم أنهم 12 مليون قبطي، رغم أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أنهم لا يزيدون عن 6% من السكان. وفي سؤال عن عدد الكنائس الموجودة فأجابها لا أعرف، فعاجلته بسؤال: ما دمتم لا تعرفون عدد الكنائس فكيف تجزمون أنها غير كافية وتطالبون ببناء المزيد منها؟ فرد قائلا: العبادة حق لله على البشر، وأينما وجد بشر فلا بد من وجود دار عبادة للرب. فردت الإعلامية لميس الحديدي: إذن سنفاجأ بطلب بناء كنيسة في كل شارع يسكنه قبطي؟ واكتفى البابا شنودة بابتسامة ذات مغزى، وهنا تدارك البابا الأمر وأشاد بقيادة الرئيس حسنى مبارك، وقال" إنه حدث خلال عهد الرئيس مبارك الكثير"، لافتا إلى أن ما يحدث من تعقيدات تكون من أشخاص وليس أكثر من ذلك. بعد ذلك انتقلت المذيعة لسؤال عن مصير وفاء قسطنطين التي دخلت الديانة الإسلامية وأصرت الكنيسة على ردها للمسيحية فقال الأنبا شنودة : "لماذا يتدخل الناس فيما لا يعنيهم، ولماذا التركيز على وفاء قسطنطين بالذات التي لا يعرف أحد شكلها ولا حتى رجال الأمن أنفسهم، هذا شأن الكنيسة وليس من حق أحد التدخل فيه"، واستطردت لميس: لماذا لا تخرج وفاء على الناس لتشرح ما حدث معها وتوضح حقيقة الموقف، فأجابها شنودة السؤال لماذا تخرج؟. ثم انتقلت المذيعة لقضية أقباط المهجر ومزاعمهم الباطلة بوجود حالة اضطهاد ديني للأقباط في مصر وسألت البابا عن تأييده لمواقفهم من عدمه، فأجابها بعدم تأييده لهم بشكل مطلق، وإن كانت هناك ملفات تحتاج للمراجعة على حد قوله وحين استفسرت منه عن هذه الملفات، أطلق البابا ضحكته المعهودة طوال الحلقة، وأشار إلى خلو كثير من المناصب الإدارية في الدولة من قبطي واحد ضاربا المثال بأساتذة الجامعات وعدم تعيين معيدين أقباط طوال السنوات الأربعة الماضية. وبابتسامة ساخرة أخرى قال الأنبا شنودة للمذيعة: "حتى أوائل الثانوية العامة ليس بينهم مسيحي واحد، يعني ما فيش تلميذ مسيحي بيفهم؟"، فقالت لميس: لماذا لا تكون هذه من قبيل الصدفة، فأجابها أعجب من هذه الصدفة التي تتكرر صدفة كل عام. وبخصوص أموال الكنيسة التي تنفق من خلالها، وجهت لميس سؤالا للبابا فأجابها بضحكة ساخرة بقوله: "إذا تحدثنا عن الخزانة سنبقى حزانى"، مشيرا إلى أن الكنيسة لا تتلقى أموالا من الدولة وإنما تعتمد على حصة "العشور" التي يخرجها المسيحيون كل شهر، وعلى "تعطف رجال الأعمال والأثرياء الأقباط". وعن مشاكل 100 ألف قبطي يطلبون الطلاق أمام المحاكم المصرية، رفض البابا اتهام الكنيسة بالتعنت في مسألة الزواج بعد الطلاق من المحكمة لان هذا هو حكم الإنجيل، موضحا أن "الدين ثابت وليس متغير يفسره البعض كما يشاء"، وعن قانون الأحوال الشخصية والطلاق بين الأقباط، رفض البابا شنودة الأرقام التي وصفها ب "الخرافية" التي يرددها البعض عن عدد الراغبين فى الطلاق ويقدمون أوراقهم الى المحكمة..وقال "انها لا تتعدى أكثر من ألفي حالة"، داعيا إلى ضرورة حسن الاختيار وتوضيح أسباب الزواج. البابا شنودة خلال حواره مع لميس الحديدي وقال البابا شنودة: "إن الزواج سواء في المسيحية أو الإسلام يشرف عليه رجال الدين، ففي المسيحية القس هو الذي يزوج ..وفى الإسلام المأذون هو الذي يزوج ..وبالتالي هناك طابع ديني موجود وبهذا التواجد الديني يشعر الزوج والزوجة برضاء الله على هذه الزيجة". انتقلت بعد ذلك الإعلامية لميس الحديدي إلى مسألة الصراع على الكرسي البابوي، وسألت البابا لماذا لا يعين نائبا له أو خليفة يأتي من بعده، وهنا نفى البابا شنودة انزعاجه وضيقه من هذا الصراع وقال "الخطأ الموجود هو أن الذين يبحثون فى هذه الأمور ليسوا على علم بقوانين الكنيسة وتاريخها مهما أدعوا معرفتهم، وضرب مثالا بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سئل وهو على فراش الموت عن من يخلفه فرد عمر قائلا: "لا أستطيع تحمل مسئوليتها حيا وميتا". وعن الحديث حول ضرورة تغيير أو تعديل لائحة انتخاب البابا قال شنودة: "هناك حوالي 700 رجل دين قبطي يقومون بانتخاب البابا ..ولان البابا هو أكبر سلطة دينية فى الكنيسة بالمنطقة التى يعيش فيها فلا يجوز لعامة الشعب أن يختاروه بسبب تأثير الأخر عليهم"، ولا يجوز ترك الأمر لرغبات عامة الشعب القبطي الذين يمكن أن يخضعوا لتأثيرات غير سليمة، موضحا أن هناك وظائف يختارها الخاصة من الناس الناضجين، أما عامة الشعب فلا يجوز لهم الاختيار لانه صعب لهم معرفة الشخص المنتخب ولا قانون الانتخاب نفسه. بطاقة تعارف والبابا شنودة الثالث هو البطريرك السابع عشر بعد المئة في سلسلة الآباء البطاركة الذين جلسوا على كرسي "مارمرقس" الرسول بالكنيسة القبطية، وهو من مواليد الثالث من أغسطس عام 1923 بقرية (سلام) بمحافظة أسيوط لأسرة من الطبقة الوسطى، وتخرج في كلية الآداب قسم التاريخ، بجامعة "فؤاد الأول" القاهرة حاليًا ثم التحق ب"الكلية الاكليريكية" في العام 1946 واختتم دراسته فيها عام 1949. وفي العام 1954 التحق بالرهبنة باسم "انطونيوس السرياني"، حتى تمت رسامته كاهنًا عام 1958، وعام 1962 صار اسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية والكلية الإكليريكية و"مدارس الأحد"، وفي 14 نوفمبر 1971 رسم بطريركاً للكرازة المرقسية وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى يومنا هذا.