افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرضا للتصوير الفوتوغرافي لعشرين فنانا أسبانيا بقاعة أفق واحد في متحف محمود محمد خليل وزوجته, بعنوان "اتجاهات جديدة - التصوير الفوتوغرافي الأسباني المعاصر", التصوير الفوتغرافى الآسبانى المعاصر شهد الافتتاح أنطونيو لوبيث مارتينيث سفير أسبانيا بالقاهرة, وعدد كبير من أعضاء السفارة, ومارثيلينو جارثيا دومينجث نائب مدير بلدية ألكروكون للشئون الثقافية, وألينا جونثاليث القوميسيرة لهذا المعرض, كما حضر الافتتاح نخبة من الصحفيين والإعلاميين وعدد كبير من الفنانين والجمهور المصري المتذوق. محيط رهام محمود : فللعام الثاني على التوالي، تقيم سفارة أسبانيا بالقاهرة معرضا فنيا في محاولة لتعريف الشعب المصري على أحدث الأعمال الفنية في التصوير الفوتوغرافي الأسباني, وأقيم هذا المعرض في إطار التبادل الثقافي المشترك بين مصر وأسبانيا, فقد قدم المصورون الأسبان اتجاهات جديدة للتصوير المعاصر. كما أن جميع الأعمال المعروضة "التي يصل عددها إلي واحد وعشرون عملا" ضمن المجموعة الفنية الخاصة بالإدارة الثقافية لمجلس بلدية الكوركون, حملت على عاتقها سياسة ثقافية رائدة وملتزمة من خلال تشجيعها للتصوير الفوتوغرافي كواحد من أكثر الفنون البصرية إبداعية في البانوراما الفنية المعاصرة. علق أنطونيو لوبيث مارتينث السفير الأسبان بالقاهرة قائلا: هدفنا ليس فقد تعريف الجمهور المصري بأعمال أشهر الفنانين الأسبان, بل فتح قنوات اتصال بين فناني البلدين, وخلق مشروعات تعاون ثنائية من خلال هذا التعارف المتبادل, ونأمل أن نستمر في بناء جسور ثقافية جديدة بفضل هذا التعاون المثمر, الذي يقدمه لنا دائما شركائنا المصريين. بدأ تشكيل مجموعة التصوير الفوتوغرافي الخاصة بمجلس بلدية الكوركون منذ السنوات الأولى من عقد الثمانينات من القرن الماضي, نتيجة لإدراكهم الخاص بأهمية تشجيع وتطوير عالم الفن التشكيلي. وتضم هذه المجموعة في المقام الأول أعمالا تنتمي إلى واحد من أكثر المجالات الفنية إبداعا في الوقت الحالي, وهو فن التصوير الفوتوغرافي, وتتميز هذه المجموعة بجمعها بين المدارس الفنية المختلفة, حيث تشمل تطبيقات وموضوعات متنوعة من إنتاج أكثر من مائة فنان, معظمهم من الشباب, وقد اختير 21 عملا من أبرز هذه الأعمال لتعرض على أرض مصر. ويقول مارثيلينو جارثيا دومينجث نائب مدير بلدية الكوركون للشئون الثقافية: أن علاقة المجلس بمجال التصوير الفوتوغرافي لا تقتصر فقط على امتلاكها لهذه المجموعة, حيث أن معظم الفنانين الممثلين في هذه الأعمال سبق أن شاركوا في معارض أقيمت في قاعاتنا أو تعاونوا معنا من خلال ندوات أو دورات سياسية, وبعض الفنانين أقاموا معارض فردية أو جماعية بقاعاتنا, على نفس مستوى قاعات العرض المتخصصة دوليا في مجال التصوير الفوتوغرافي. نرى في هذا المعرض أن بعض الفنانين الأسبان اختلفت رؤيتهم عن التصور الفوتوغرافي المعتاد, حيث اعتمدت لوحاتهم على اختيار اللقطة التي يشكلها الفنان بنفسه, كأنه يرسم لوحة ويجمع عناصرها من الطبيعة ويقوم بتشكيلها, ثم تصويرها وإظهار المضمون التعبيري منها وإبراز الجماليات في اللقطة, ففي لوحة "علامة في الهواء" للفنان مانويل بيلارينيو والتي انتجها في عام 2002, أتى الفنان بعظمتين معلقتين بأسلاك ملتفة حولها بألوان مختلفة ومتضافرة, وصاغها في ثلاثة لوحات تعرض بجانب بعضها لإظهار شكل العظمتين كاملا, مع وجود فاصل أبيض بينهما.
أما الفنان خوسية لويس سانتايا شكل من ملابس طفل تكوين يوحى بوجود طفل مرتدى هذه الملابس, موضحا بثنايات القماش وحركة الجسم وارتفاع يده وارتخاء ساقيه بأنه صبي مرتطم على الأرض في وسط طريق على جانبيه بعض المزروعات, التصوير الفوتغرافى الآسبانى المعاصر ثم قام بتصوير هذا العمل برؤية خاصة ليظهر قيمة تعبيرية عالية. كما اختار بعض المصورين التعبير عن المناظر الطبيعية, فأخذوا لقطات من المشاهد اليومية وهذه اللقطات هي الشائعة في مجال التصوير الفوتوغرافي, كلوحة "إنسان نيانديرتال" للفنان بليدا وروسا الذي صور أعماله من أماكن غامضة وهادئة, كما صور فنانين آخرين أشكالا معمارية كلوحة "سلسلة مدمرات" للفنان أيتور أورتيث, ومناظر عمرانية في لوحة "طريق مدريد" للوبيث ساجوار ولوحة "حول العالم 13" لأنخل ماركوس, كما نقلتنا لوحة "ماريا بين أوراق الزهور" للفنانة أوكاليلي إلى فن التصوير البيوغرافي, الذي يدور حول التصوير الذاتي, إلى عالم من الأحلام شبه الطفولية, فقد عبرت عن وجه طفلة ينبثق من كم هائل من الزهور يحيطها كأنه جزءا منها. وقد تميز هذا المعرض بالتنوع في الموضوعات, واستخدام التقنيات المختلفة, والأساليب الحديثة التي جعلت التصوير الأسباني أكثر عطاءا وإبداعا, كما أن جميع الفنانين العارضين قدموا أعمالهم في أحجام كبيرة جدا جعلت المتلقي يشعر برهبة عند رؤيته لهذه الأعمال. كما لاحظنا الاقتراب في بعض الأعمال كلوحة الفنانة أوكاليلي مع لوحة "المارنج" لثيوكو جوتيرث, الحالمة مع عرائس صغيرة من البلاستيك, وأيضا وجدنا تناقض بين لوحة أوكاليلي اللطيفة, ولوحة "ظل" لماريا خيسوس ريدوندو بحميمتها وسيكولوجيتها, فقد صورت هذه الفنانة وجه رجل يضع يده فوق عيناه, تظهر في جبهته بعض التشوهات التي وضعتها الفنانة بفضل استخدام التقنيات المختلفة في التصوير الفوتوغرافي. تقول إيلينا جونثاليث قوميسير المعرض: أن الهدف من هذا المعرض هو التعرف من خلال نظرة عشرين فنان أسباني معاصر, على الإمكانيات التقنية والموضوعية المتعددة, التي يقدمها التصوير الفوتوغرافي كوسيلة تعبيرية فنية, كما يمثل تنوع إبداعي في حد ذاته الهدف المنشود من هذا المعرض الذي يعكس حقائق مكتشفة وخيالية وإبداعية, فهي أولا وأخيرا صور من الواقع بفضل قدرة التقنيات الفوتوغرافية. وأضافت أن الاتجاهات الجديدة في التصوير الفوتوغرافي الأسباني ممثلة هنا بشكل حر دون القيام بأية محاولات لتصنيف الفنانين والأعمال, فلدينا هنا واحد وعشرين صورة في حوار مؤقت يدعو مشاهديه إلى المشاركة فيه. يقول الفنان محسن شعلان : "يتميز معرض "اتجاهات جديدة" التابع لبلدية "الكوركون" بتنوع واضح في رؤى فوتوغرافية, تناوله عشرون فنانا على رغم تباينهم, فهم من مراحل عمرية مختلفة, التصوير الفوتغرافى الآسبانى المعاصر إلا أن التقارب واصل فيما بينهما من خلال اقتحام واضح للمألوف, وصولا إلى حافة المغامرة والتجربة المثيرة, إما في موضوع التناول, وإما في تقنيات طالتها حدقة العين النافذة خلال بؤرة عدسات التصوير".