تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الأحد بقيادتها وشعبها بيومها الوطني وقد بلغت مصاف الدول المتقدمة في العالم وفي ظل نهضة حضارية شاملة إثر عمل دءوب وإنجازات تنموية كبيرة وغير مسبوقة بقياس الزمن وبكل المعايير الدولية طيلة أربعة عقود وعامين. اثنان وأربعون عاما مرّت على استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة عن بريطانيا شهدت خلالها الدولة سلسلة قفزات نوعية نهضوية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، ففي مثل هذا اليوم من عام 1971، نالت دولة الإمارات استقلالها الناجز وباتت دولة ذات سيادة كاملة وكيان وطني واحد مقاليدها بين أبنائها. مسيرة بناء وانطلقت مسيرة البناء والتحديث والتطور في الإمارات فيما يشبه الملحمة التي قادها بصبر واقتدار وسخاء مع تفان وإخلاص في العمل والأداء مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي نذر نفسه وسخّر كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها. وبدأت المرحلة الأولى من الصفر تقريبا وشملت تنفيذ خطط عاجلة وبرامج تنموية طموحة طالت كل مناحي الحياة ومجالاتها وتمثلت في المئات من مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية من كهرباء وماء وطرق ومستشفيات ومدارس ومطارات وموانئ ومواصلات واتصالات ومشاريع عمرانية وإسكانية وغيرها من المشاريع التي أرست لبنات متينة في مسيرة التقدم والازدهار التي عمت كافة أرجاء الإمارات يعززها ويشد أواصرها اتحاد دولة الإمارات. وتواصلت المسيرة الاتحادية الشامخة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي أطلق مرحلة التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي للدولة لإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات التي تحققت وتطوير آليات الأداء المؤسسي والعمل المنهجي وفق أسس علمية واستراتيجيات محددة وصولا إلى التميز والريادة والإبداع في تحقيق المزيد من الإنجازات النوعية في شتى المجالات وإعلاء راية الوطن وشأنه حيث أن احتفال الدولة بهذه المناسبة يتواكب مع جهود أبنائها المخلصة لتحقيق رؤية الإمارات 2021 م متسلحين بالعزم والتصميم ومستلهمين تراث الآباء والأجداد ومستندين إلى برنامج شامل للعمل الوطني وخطة إستراتيجية متكاملة للحكومة الاتحادية. وإذا كانت احتفالات الإمارات بيومها الوطني في العامين الماضيين قد جسدت شعار "روح الاتحاد" ورسخت قيمه المتمثلة في التلاقي الوطني والولاء والوفاء والحب المتبادل بين القيادة والشعب فإن احتفالات هذا العام تضيف أبعادا أعمق تبرهن على أن المسيرة الاتحادية لم تعد تجربة رائدة في الوحدة فقط بل أصبحت نموذجا فريدا في التلاحم الوطني والتناغم والتفاعل الإيجابي الخلاّق في العلاقة المتينة التي تربط بين أفراد الشعب من جهة وبينهم وبين قادتهم من جهة ثانية والتكاتف بينهم جميعا من أجل بناء مستقبل مشرق منشود. ويشكل احتفاء دولة الإمارات بيومها الوطني منعطفا هاما نحو تعزيز مسيرة الاتحاد وبلوغ تطلعات شعب الإمارات في مزيد من الخير والازدهار وأن الإنجازات التي تحقت خلال الاثنين والأربعين عاما الماضية كانت ثمرة للعمل الدؤوب والمخلص الذي قام به كل فرد من مواطني البلاد. ويمكن القول إن دولة الإمارات تصنف اليوم كواحدة من أفضل الدول من حيث كفاءة الخدمات والسياسات العامة ومن حيث مصداقية الحكومة تجاه المجتمع وتحسب ضمن الدول الأكثر أمنا وأمانا واستقرارا والأكثر استثمارا في الإنسان تعليما وتأهيلا. وفيما تعد دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتألف من سبع إمارات هي أبوظبيودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين من أنجح التجارب الوحدوية التي ترسخت جذورها على مدى أربعة عقود ونيّف متصلة فإن نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي يتميز بالاستقرار وذلك نتيجة طبيعة التناغم والانسجام بين القيادات السياسية والتلاحم والثقة والولاء المتبادل بينها وبين مواطنيها النظام السياسي ويتكون النظام السياسي في دولة الإمارات من مجموعة من المؤسسات الاتحادية على رأسها المجلس الأعلى للاتحاد الذي يمثل السلطة العليا في البلاد ويتشكل من أصحاب السمو حكام الإمارات السبع ومجلس الوزراء الذي يمثل السلطة التنفيذية والمجلس الوطني الاتحادي الذي يمثل السلطة التشريعية والرقابية والسلطة القضائية التي تحظى باستقلالية تامة بموجب دستور الدولة. واعتمدت دولة الإمارات في إطار حرصها على مواكبة تحديات الألفية الجديدة نهجا جديدا في الأداء التنفيذي يرتكز على استراتيجيات عمل محددة وواضحة الأهداف والمقاصد.. واعتمدت أيضا الخطة الإستراتيجية لهيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية للأعوام 2011 /2013 م والتي تحدد دور الهيئة في التعامل مع قضايا التوطين وتمكين الموارد البشرية المواطنة وإشراكها الفعلي في سوق العمل. كما اعتمد مجلس وزرائها خطة الحكومة الالكترونية الاتحادية حتى العام 2014 م التي تهدف إلى رفع مستوى التحول الالكتروني في الخدمات الحكومية وإقامة بنية تحتية الكترونية متقدمة وتوفير بنية تشريعية وقانونية وتنظيمية مناسبة لتقديم خدمات الكترونية متطورة. بين العرب وعلى الصعيد العربي تبوأت دولة الإمارات مركزا متقدما في التنمية البشرية والاقتصادية المرتبة الأولى والثانية والثلاثين عالميا بين 169دولة في العالم في تقرير التنمية البشرية للعام 2010 م وصنّف التقرير دولة الإمارات ضمن إحدى دولتين فقط في المنطقة في الفئة الأكثر تقدما وهي فئة "التنمية البشرية المرتفعة جدا". وعملت دولة الإمارات على تعميق ثقافة المشاركة الديمقراطية عبر تجربة انتخابات نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي العشرين من إجمالي عدد أعضائه الأربعين والذي يمثل السلطة التشريعية في البلاد حيث حرص دستور الدولة على صون جميع الحقوق والحريات في حين أسهم المجلس منذ إنشائه في إقرار التشريعات والقوانين التي تنظم مناحي الحياة ومناقشة قضايا المواطنين واحتياجاتهم من الخدمات والتنمية ومتابعة أداء الأجهزة التنفيذية، إضافة إلى تبني القضايا الوطنية في مختلف المحافل والفعاليات البرلمانية الإقليمية والدولية. وشارك المجلس بصورة منتظمة وفاعلة في جميع المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات للاتحادات البرلمانية الخليجية والعربية والإسلامية والدولية.. كما عمل المجلس عبر اعتماده منهجية نشطة للدبلوماسية البرلمانية من خلال مشاركته البرلمانية إقليميا ودوليا على القيام بدور فاعل لبناء المزيد من جسور التعاون بين دولة الإمارات ومختلف الدول الشقيقة والصديقة وكسب الدعم والتأييد للمواقف والسياسات الحكيمة للدولة في مختلف الميادين ونصرة القضايا العربية والإسلامية. السياسة الخارجية وعلى صعيد السياسة الخارجية لدولة الإمارات فقد اتسمت هذه السياسة بالحكمة والاعتدال وارتكزت على قواعد إستراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على التزامها بميثاق الأممالمتحدة واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والجنوح إلى حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين. وحققت دبلوماسية دولة الإمارات انفتاحا واسعا على العالم الخارجي أثمر عن إقامة شراكات إستراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول من مختلف قارات العالم بما عزز مكانتها في المجتمع الدولي. الإمارات تتزين وفي هذه المناسبة عبر المواطنون والمقيمون على أرض الإمارات عن فرحتهم بالعيد الوطني 42 ، ذكرى الوحدة والعزة والمناعة التي كتب أهم سطورها القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي مازالت تتدعم يوما بعد يوم, في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدول رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ورصدت كاميرا صحيفة "البيان" هذه التهاني من الشارع الإماراتي بمناسبة اليوم الوطني ال 42. واكتست الإمارات التي تحتفي باليوم الوطني 42 بألوان أعلام البلاد وصور زعيم الدولة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، وازدانت الشوارع والاشجار والمركبات بالألوان التي تميّز علم الدولة. ويصل امارة دبي اليوم الأحد اكثر من مائة صحافي وإعلامي يمثلون 77 وسيلة إعلامية من 42 دولة عربية واجنبية للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني الثاني والاربعين لدولة الامارات العربية المتحدة. ويلتقي نائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الوفد الاعلامي قبل أن تقام احتفالات ضخمة أعدتها دبي للمناسبة. ويحتفل سكان الإماراتالمتحدة المواطنون والمقيمون يوم غد الاثنين بذكرى اليوم الوطني الثاني والأربعين لتأسيس الدولة في أجواء احتفالية صاخبة، وتعد احتفالات هذا العام هي الأكثر تميّزًا وفرحًا في تاريخ دولة الاتحاد، حيث أن اليوم الوطني ال42 يأتي بعد 5 أيام فقط من تحقيق دبي إنجازًا تاريخيًا بفوزها باستضافة "معرض إكسبو الدولي 2020". وكانت دولة الاتحاد التي تضم سبع إمارات هي "أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، عجمان، الفجيرة، أم القيوين" قد تأسست في الثاني من ديسمبر من العام 1971. وستشمل الاحتفالات استعراضات جوية للطيران الحربي في سماء الامارات واستعراضاً للطائرات النفاثة بألوان علم الإمارات الأحمر والأبيض والأخضر والأسود، فضلاً عن استعراضات بحرية وبرية. مبادرات خليفة من جهته، أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أنه قرر بهذه المناسبة اعتماد 20 مليار درهم مبلغًا إضافيًا للصرف على المبادرات التي كان قد أطلقها، كما أطلق مبادرة بناء 10 آلاف مسكن للمواطنين في مختلف إمارات الدولة. وقرر رفع قيمة الدعم السكني الذي يحصل عليه المواطن من "برنامج الشيخ زايد للإسكان" من 500 ألف الى 800 ألف درهم، مشيدًا بقرار الحكومة تخصيص أكثر من 50% من ميزانيتها للعام القادم 2014 لقطاع المنافع الاجتماعية لتطوير والارتقاء بالتعليم والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية والإسلامية والثقافية والشباب وتنمية المجتمع وبرنامج الشيخ زايد للإسكان. ووجّه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، التهنئة إلى شعب الإمارات وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ال/ 42 / للدولة. وقال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "إن هذا اليوم هو يوم العرفان للرجال الذين وضعوا أساس الدولة الناجحة التي بهرت العالم بانجازاتها وما حققته لمواطنيها مؤكداً حرص الدولة على ضمان حقوق الانسان ورفاهيته وتمكينه من تحقيق تطلعاته".