وضع القدر الشاب اليمني عرفات القاضي والفتاة السعودية هدى آل نيران، في سجلات أساطير العشاق الذين يردد أسمائهم من جيل إلى جيل، لينتصر حبهما على السياسية، رغم قوتها؛ إلا أن الحب كان أقوى، ليحوزا على لقبي "قيس وليلى العصر ، ورميو وجوليت". بدأت قصة عرفات " يمني الجنسية – يعمل في السعودية" وهدى "من أبناء عسير السعودية" قبل ثلاث سنوات، عندما ذهبت الأخيرة مع أخيها وأختها إلى محل الجوالات الذي يعمل فيه عرفات لتشتري جوال جديد، وقبل مغادرتها المكان أخذت كارت المحل، وبعد أربع أيام اتصلت بعرفات لتستفسر منه عن برنامج، وبعد عشرين يوم اتصلت به وقالت له "أنت ابن ناس وأنا حبيتك من كل قلبي ونريد حبا صادقا ووفاء ونتزوج على سنة الله ورسوله". وبعد ذلك ذهبت هدى إلى المحل الذي يعمل فيه عرفات وعاهدته ب"كتاب الله" أنه ما يأتي يوم أن تتخلى عنه وعندما وجدها أنها صادقة و"بنت ناس" وعدها أنه لن يتخلى عنها وأن تصير زوجته وشريكة حياته.. بحسب رواية "عرفات". وأكد عرفات في حواره لصحيفة " الوسط " اليمنية، أن أهل هدى كانوا يعرفون أن بينه وبينها حبا كبيرا، وهي من كشفت لهم عن حبها بشجاعة ولكنهم حاولوا أن يرغموها على الزواج من شخص آخر بمختلف الوسائل. ولكن هدى رفضت وتحملت العنف والضرب والسجن وقالت لهم والله لن يلمسني واحد غير اليماني، وكانت كلما تذكرني أمامهم تتعرض للضرب وكانت تتصل بي من منزلها الذي تم سجنها فيه لتبلغني ما تعانيه وتؤكد أن كل تلك الممارسات التي تتعرض لها لن ثنيها عن حبها لي. تهديد وتزوير وقال عرفات أن هدى طلبت منه قبل ثمانية أشهر أن يذهبا إلى اليمن ويتزوجا فيها، لكنه رفض؛ إلا أنها أصرت على أن يتقدم لزواجها بشكل رسمي ومباشر، وعندما فعل ذلك رفض أهلها وقالوا له: " أنت يماني ونحن مانزوج اليمانيين". وأكد عرفات أن هدى لم تتصل به ولم تبلغه أنها ستهرب بسبب معاناتها من أهلها إلى اليمن، ولكنها سبقت أن قالت له، قبل 15 يوما من هروبها "بيني وبينك إني باوريك من هي هدى" وبعدها تركت أهلها، وتفاجأ بأنها تتصل به من الجوازات في اليمن. وعند وصول هدى لليمن حققت معها الجوازات لدخولها اليمن بطريقة غير شرعية، وقالوا لعرفات "الله يستر عليك ما عليك أي قضية"، فقال لهم "والله العظيم ما اتركها حتى وإن كانت على جثتي"، وسلم نفسه لهم فحولوه إلى الجوازات وحققوا معه بتهمة خطف هدى وسحرها. في المقابل اتهمت الفتاة السعودية هدى آل نيران شرطة منطقة حرض بتزوير أقوالها بأنها مخطوبة ومتزوجة، وكشفت عن معلومات جديدة عن كيفية خروجها إلى اليمن، وقالت إنها خرجت من منطقتها مع شخص سعودي ومع عائلة، مدعية أنها يمنية. وأضافت "هدى" في حديث لصحيفة يمنية: «تم إيصالي إلى حرض وفي الصباح أخذت تليفون من جندي يمني واتصلت ب"عرفات" وقلت له أنا في حرض، لكنه صاح عليِّ قائلا : ليش عملت هذا يا "هدى"، ولم يمر سوى ساعات إلا وعرفات في حرض، وتم القبض علينا هناك، وتم فتح محضر معي وترحلينا إلى صنعاء، وتم إيداعي في سجن الجوازات». ونقلت صحيفة "الأولى" اليمنية عن هدى قولها إن "ما جاء في محضر أقوالها مع الشرطة في حرض أغلبه كذب ولا يمت للحقيقة بصلة" ، مشيرة إلى أنه تم تزوير أقوالها عندما قالوا أنها مخطوبة ومتزوجة في المحضر، نافية أنها قالت مثل هذا الكلام أو أنها مخطوبة أو متزوجة. وتابعت: "أنا في سجن الجوازات مع حبشيات وصوماليات ولا يوجد يمنية في السجن، مؤكدة أن الأكل الذي يتم تقديمه غير جيد ويسبب لها ألاما وأن السجن قذر جدا ولا يصلح لبني أدم". السعودية تحتج وبعد الإفراج عن هدى قالت وسائل إعلام يمنية إن هناك ضغوطا دبلوماسية وجهودا حثيثة للسفارة السعودية بصنعاء لاستعادة وإبطال الحكم القضائي الذي رفضت فيه محكمة جنوب شرق أمانة العاصمة تدخل السفارة السعودية، وقضى بالإفراج عن الفتاة ومنحها ثلاثة أشهر لإكمال معاملة لجوءها الإنساني في اليمن. وقالت المصادر: إن "مسئول رفيع في السفارة السعودية التقى يوم الأربعاء 27 نوفمبر، بمسئول كبير في الخارجية اليمنية وابلغه احتجاج حكومة المملكة على الحكم القضائي التعسفي الذي اسقط حق السفارة في متابعة ورعاية احد مواطنيها المختطف في اليمن". وأضافت :"أن الدبلوماسي السعودي طالب المسئول بالخارجية اليمنية التدخل المباشر لترحيل الفتاة السعودية وإغلاق ملف القضية ووضع حداً للحملة الإعلامية التي تخدش عرض وكرامة الشعب السعودي". وأكدت المصادر أن الدبلوماسي السعودي حذر موظف الخارجية اليمنية من عواقب تمرير القضاء اليمنية لقضية الفتاة السعودية وتحويلها إلى قضية إنسانية، مشيراً إلى "إن القضية ستؤثر على العلاقات الثنائية والدعم السعودي"-حسب المصادر. عرس أسطوري من جهته قال الشاب اليمني عرفات القاضي إن حفل زفافه سيكون أسطوري في محافظة تعز اليمنية، وذلك عقب الإفراج عن هدى، وأعلن حزبان يمنيان عن تبرعهما بتحمل كافة تكاليف الزفاف "الأسطوري" للشابين الذي سيتم تنفيذه خلال الأيام القادمة. وأوضح حزبي الاتحاد الجمهوري, والعدالة والحرية في بيان مشترك صدر عنهما، أن الضغط الشعبي والجماهيري بشأن القضية نجح في إحباط المؤامرة "الدنيئة" التي كانت تحاك في الكواليس ضد الفتاة "هدى" بهدف إعادتها إلى السعودية. الدين والعرف أصدرت عشر فقيهات يمنيات يمثلن مختلف المذاهب بينهن الشيخة أسماء الزنداني، بيانا تضمن رأيهن العلمي حول قضية "هدى وعرفات" وبيّنّ فيه حكم الهروب. وذكر البيان أن الهروب قد يكون واجبا في بعض الحالات، فمن هربت من البيت فرارا من شخص يهددها بالقتل أو بفعل الفاحشة ولم تجد من يحميها ممن حولها؛ فهروبها واجب إنقاذا لنفسها وحفظها لعرضها. وأكد أن هروب الفتاة من بيت وليها وكافلها حراما باتفاق العلماء، إذا كان في الأمر ريبة وتهمة التعرض للفساد، وعليه فإن الفتاة "هدى" ارتكبت إثما لهروبها من بيت أبيها وخروجها ليلا معرضة نفسها للخطر، فضلا عن سفرها لوحدها بدون محرم. وحث البيان "هدى" على أن تتوب إلى ربها وتصلح ما أفسدت في حق أبيها وأمها وأسرتها، وأقترح عليها أن ترجع لأهلها بواسطة لجنة من العقلاء والوجهاء من السعودية واليمن لكي تحل القضية مع أهلها بالتي هي أحسن "لكلا الطرفين"، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. وحث البيان "عرفات" على التحلي بالخلق الإسلامي النبيل، باسترضاء أهل الفتاة، فما لحق بهم من أذى بسبب هروب ابنتهم كبير جدا، لا ترضاه لنفسك كأب في المستقبل، ولا ترضاه لأختك. الشارع السعودي أثارت قصة الفتاة السعودية هدى آل نيران والشاب اليمني عرفات القاضي، اختلافات شتى بين أوساط المجتمع في كلا من اليمن والسعودية بل وتعدت ذلك إلى العالم العربي كله ووصل صداها إلى دول عدة حول العالم. وأهدر السعوديون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ،الذي يعد أكثر مشتركيه من السعودية، دم هدى مطالبين والدها بغسل شرف العائلة. في حين اعتبرها الكثيرون بداية أجنده لتفكيك المجتمع فمن أرادت أن تهرب فالطريق للجوء سهل، وأعلن الكاتب والناشط السعودي مخلف بن دهام الشمري تضامنه مع "هدى وعرفات" مادام حبهما عفيفا والهدف الزواج على سنة الله ورسوله. وقال في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أعلن التبرع بعشرة الآلاف ريال للزوجين "هدى السعودية" و"عرفات اليماني" إذا تمكن القضاء اليمني من تزويجهما وأعلنا الزواج". وأكد أن الشاب عرفات اليمني إذا لم يستطع حماية "هدى" السعودية، وضمان سلامتها بقوة الشرع والقانون فهو لا يستحقها وسوف يشوه صورة الرجل اليمني. وأشار إلى أن قصة قيس وليلى تتكرر اليوم في عصر الماديات ، وأنها قصة حب غريبة علينا في هذا العصر ولهذا تفاعل الكثير مع قصة هدى السعودية وعرفات اليمني وقال : «أحييهما على التضحية في سبيل الحب الذي لا يعرف الحدود». غير أن الدكتورة أميره البعداني قالت إن قضية هدى وعرفات هي قضية شرف وليست لعبة ومهاترات بالكلام الغير لائق بكل يمني أصيل ،وأضافت: "إذا كان الحب يدنس سمعة أهلي ويهين كرامة شعبي يلعن ابوه حب لغير حب الله ورسوله". وتابعت: «أقول لهؤلاء الذين يقولون الحب الحب اسمعوا تخيل انك تصحي الصباح ولم ترى اثر لأختك او ابنتك في البيت، وبعد أيام تسمع أنها هربت مع شاب إلى احد الدول هل تستوعب الحكاية بروح رياضية؟ أم أن الغيرة ستعمي بصرك ولم تدرك ما تقول؟. وقال أحد المغردين السعوديين، إن قضية هدى وعرفات لو حدثت بالعكس، فكانت يمنية هاربة مع سعودي إلى السعودية فإن أول ما سيفعله السعوديين هو القبض عليهما في خلوة غير شرعية. وحول أخر مستجدات قضية عرفات وهدى أكد محامي الدفاع عن هدى أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منحتها أمس الأربعاء شهادة اعتراف رسمي بصفة لاجئة. وقال المحامي عبد الرقيب القاضي: إن مفوضية اللاجئين منحت الفتاة السعودية هدى آل نيران شهادة اعتراف رسمي بصفة لاجئة التي تحتجز في سجن الجوازات والهجرة بالعاصمة اليمنية صنعاء. وأضاف المحامي: إن إجراءات تتبع الآن لإطلاق سراحها من السجن بعد منحها صفة رسمية بلجوئها إلى اليمن. وتحمي شهادة الاعتراف بصفة لاجئة الفتاة السعودية بالحماية الدولية وكافة البنود المقرر بالاتفاقيات الدولية التي وقّعتها اليمن بشأن اللاجئين بينها استحالة ترحيلها من البلاد. ولا تزال قضية عرفات وهدى محل للجدل في السعودية واليمن، فهناك المعارض للقضية بشكل كامل، وهناك المؤيد لقصة حبهما التي وصفوها بقيس وليلى العصر الحديث، وقاموا بإنشاء صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي لكسب أكبر عدد من المؤيدون لقصة الحب العذري بين السعودية واليمن.