أدانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري العملية الانتحارية التي استهدفت السفارة الإيرانية الثلاثاء، في العاصمة اللبنانيةبيروت، ووصفتها بأنها "عمل إرهابي". واعتبرت القيادة، أن فشل العملية كان أمرا مقصودا، ولم يكن هدفها تدمير السفارة بل إيصال رسالة لإيران، مرجحة أن يكون "صاحب الرسالة (الرئيس السوري) بشار الأسد الذي يعيش حالة ذعر وخشية من أن يكون التقارب الأمريكي الإيراني ضمن صفقة قد تطيح به". وقال فهد المصري المتحدث الإعلامي ومسئول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشاركة للجيش السوري الحر- فى تصريح خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس اليوم /الأربعاء/- "إننا ندين وبشدة أي استهداف للمدنيين الأبرياء، وهذه العملية جريمة إرهابية طالت المدنيين وروعت سكان أبرياء آمنين، وهذا يعتبر استهدافا واضحاً لأمن واستقرار لبنان، وهناك أربعة احتمالات حول من يقف وراء هذه العمل الإجرامي، اثنان قويان واثنان ضعيفان". وأوضح المصري "أول الاحتمالات الضعيفة أن تكون إيران نفسها المسؤولة عن هذا العمل لأسباب عديدة، والاحتمال الضعيف الثاني أن يكون تنظيم القاعدة هو المسؤول، وهو احتمال ضعيف للغاية رغم تبني ما يسمى كتائب عبد الله عزام للعملية لأن تنظيم القاعدة لم يقم في تاريخه أبداً بأي عمل يستهدف إيران أو مصالحها في المنطقة، كما أن جميع المؤشرات تؤكد أن العديد من قيادات القاعدة تتخذ من إيران مقراً لها وترتبط بعلاقات مهمة مع الحرس الثوري الإيراني، وليس سراً الدعم العسكري والمالي والتعاون الإيراني مع هذا التنظيم وأخواته في العراقوسوريا، كما سهلت إيران تهريب مقاتلي القاعدة من سجن أبو غريب في العراق للالتحاق بالحرب في سوريا". وتابع " أما الاحتمالان القويان، فالأول أن تكون ورائه إسرائيل من أجل نشر الفوضى وعدم الاستقرار ولخلط الأوراق في لبنان الذي يعيش على حافة الانفجار نتيجة تورط حزب الله وتدخله في سوريا وأخذه لبنان وشعبه رهينة مغامرات ومشاريع إقليمية". وأضاف: "أما الاحتمال الثاني وهو المرجح برأينا والأقوى فهو أن يكون النظام السوري هو الذي يقف وراء هذا العمل الإرهابي، فالنظام السوري مسئول وفقا لكل التحقيقات اللبنانية عن العديد من العمليات الإرهابية التي حدثت في لبنان ومنها ما جرى في طرابلس، ونتهم الأسد باستهداف سفارة حليفه الإيراني في بيروت كما كان يريد استهداف سفارة روسيا في دمشق وهو يسعى بكل الوسائل لزعزعة الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة بغية توسيع رقعة الحرب ليقنع المجتمع الدولي بأن أمن المنطقة مرتبط بأمنه". واعتبر المصري أن للنظام السوري أهداف متعددة من وراء مثل هذه العملية، منها دفع إيران وحزب الله للمزيد من التصلب والتشدد تجاه الأزمة السورية ودعم الأسد، وهذا ما عبر عنه السفير الإيراني في لبنان عقب الحادث مباشرة، كذلك دفع حزب الله للمزيد من الحشد والانخراط في المعارك في سوريا بالتزامن مع اتساع رقعة المعارك التي يشارك فيها في القلمون والغوطة الشرقية، وأخيرا إعطاء المزيد من الجرعات لشيطنة صورة الثورة والجيش الحر والسنة من المسلمين في سورياولبنان.