تراجعت، صباح اليوم السبت، حدة الاشتباكات المسلحة، التي تجددت مساء أمس، بين مؤيدين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ومعارضيه في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، وأدت لمقتل 4 أشخاص. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد أوضح مصدر أمني أن "هدوء حذرا" يلف طرابلس مع استمرار أعمال القنص، وخاصة في شارع سوريا، الذي يفصل منطقتي جبل محسن التي يتمركز بها مؤيدون للأسد، وباب التبانة، الذي يتمركز فيه معارضون له. وأضاف المصدر أن وحدات الجيش المنتشرة في المدينة، نجحت ليلا في تضييق الخناق على المسلحين، وإجبارهم على الانكفاء، بعيدا عن خطوط التماس، وملاحقتهم، والاشتباك معهم في بعض الأماكن. وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام "وكالة الأنباء الرسمية"، فقط سقط خلال الاشتباكات 4 قتلى من المدنيين. ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدأت الاشتباكات قبل 5 أيام إلى 10 قتلى. وتعرض الجيش ليلا لهجوم مسلح عند المدخل الجنوبي لطرابلس، كما تعرض لهجوم مماثل عند الطريق المؤدية إلى حي التبانة؛ ما أسفر عن إصابة عنصر بشظايا قنبلة ألقيت على الحاجز الذي كان يتمركز خلفه. ودخلت وحدات من الجيش اللبناني لأول مرة، منذ اندلاع الاشتباكات قبل 5 أيام منطقة القبة ذات الغالبية السنية شرقي طرابلس، وسيطرت على مواقع المسلحين بعد اضطرارهم للانسحاب منها، وانتشر الجيش أيضا في المواقع المقابلة في جبل محسن العلوية. وكانت اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة، والقذائف الصاروخية اندلعت في عدد من الأحياء في طرابلس، الإثنين الماضي، بعد إطلاق مسلحين مؤيدين للنظام السوري في جبل محسن، النار ابتهاجا بمقابلة تلفزيونية للأسد، وردّ مسلحو باب التبانة المعارضون للأسد على مصادر النيران. كما سبق أن ساد التوتر في المنطقة، بعد توقيف أحد سكان جبل محسن الشهر الحالي، على خلفية تفجير مسجدي السلام، والتقوى في طرابلس، وتوجيه اتهامات رسمية له مع ستة آخرين من مناطق أخرى.