أعرب ياسر عبدربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية عن اعتقاده في أن فرص نجاح المفاوضات مع إسرائيل معدومة وأنها إذا استمرت بهذا الشكل "ستؤدي إلى كارثة سياسية." ونقلت وكالة "قنا" القطرية للأنباء عن عبد ربه في تصريحات إذاعية في رام الله اليوم إن الكل يعرف أن احتمال نجاح المفاوضات بالطريقة التي تجري فيها وبالأسلوب الذي تجري فيه ضئيلة جد،ا بل إنها معدومة بسبب ما نشهده من ممارسات احتلالية على الأرض وفي مجال المفاوضات والمجال السياسي." وأشار إلى أن "العملية التفاوضية ستنتهي إلى كارثة سياسية في ظل استمرار سياسة إسرائيل الحالية". وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أجرى مساء الأحد بلندن محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطلب منه "تكثيف" المفاوضات المباشرة مع إسرائيل التي استؤنفت هذا الصيف. ورأى عبد ربه أن الطرفين الأمريكي والإسرائيلي هما الوحيدان المستفيدان من هذه المفاوضات، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تريد إعطاء انطباع في ظل الأوضاع الراهنة بالمنطقة بأن هناك عملية سياسية تجري. وأضاف أن إسرائيل تريد أن تستمر المفاوضات بهذه الطريقة في ظل صمت دولي وعربي وفلسطيني عن ممارساتها على الأرض. وتابع أن "إسرائيل تقوم بانتهاكات على أوسع نطاق، مثل بناء استيطاني ومصادرة أراض وانتهاك يومي للمسجد الأقصى، وتعطي ضوءا أخضر لعصابات المستوطنين وتشجعهم وتدعمهم لخلق واقع جديد في الأقصى على غرار ما تم في الحرم الإبراهيمي في الخليل"، مشددا على أن الوضع لا يشير إلى أي تقدم في المفاوضات لكن التقدم الوحيد في مجال التوسع الاستيطاني. وأشار إلى أن اسرائيل تحاول استغلال المفاوضات للتأثير على مواقف دولية وعربية خاصة تجميد قرار الاتحاد الاوروبي بمقاطعة منتوجات المستوطنات. وكان كيري دعا الأحد الاتحاد الأوروبي إلى وقف العمل بالتعليمات الجديدة التي أصدرها في يوليو والتي تستثني المستوطنات في الأراضي المحتلة من تعاونه مع إسرائيل. وفي هذا السياق أعرب عبد ربه عن استغرابه لموقف كيري، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعرض لضغوط أمريكية وإسرائيلية للتراجع عن قراره، متهما حكومة نتنياهو بأنها تقوم بحملة تضليل وكذب وخداع على العالم بأنه يوجد مفاوضات، لكن بالحقيقة ما يجري هو استمرار الاستيطان والانتهاكات في ظل عدم وجود مفاوضات جدية.