شلت العمليات التي قامت بها جماعة بوكو حرام المتشددة في بعض ولايات شمال وشمال شرق نيجيريا خلال الأعوام الماضية ، الأنشطة الإقتصادية في العديد من هذه الولايات التي تقطنها أغلبية سكانية مسلمة وتنشط فيها الجماعة. ويقول خبراء الإقتصاد أن الإقتصاد النيجيري يخسر بوجه عام مليارات الدولارات بسبب عمليات الجماعة ، مشيرين الي التقرير الذي اصدرته منظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (يونكتاد) ، والذي أكد أن نيجيريا خسرت 6 مليارات دولار في عام 2011 بمفرده بسبب أنشطة الجماعة. وقال رجل الأعمال النيجيري شيدراك مدليون ، الذي يباشر عمله من الشمال الذي تنشط فيه الجماعة ، في تصريحات نشرتها صحف نيجيرية اليوم ، إن انشطته التجارية والزراعية أصبحت شبه متوقفة وأن عمليات الجماعة أدت الي هروب المستثمرين ، مشيرا الي انه كان يباشر أعمال يومية تقدر ب 3 ملايين نيرة أما الآن فإن حجم الأعمال التي يباشرها لا تزيد عن 80 الف نيرة (الدولار الواحد يباع ب 157 نيرة). وأضاف أن المزارعين بولايات "بلاتو" و"كادونا" و"سوكوتو"، علي سبيل المثال ، لا يستطيعون الذهاب الي مزارعهم بسبب التدهور الأمني الأمر الذي اثر علي الأنشطة الإقتصادية والزراعية في مزارع هذه الولايات واحتمال ارتفاع فاتورة الإستيراد من الخارج. وحول الأوضاع الاقتصادية في ولاية "بورنو"، المعقل الرئيس للجماعة ، أكد رجل الأعمال النيجيري أن الوضع في الولاية هو أسوأ من الأوضاع في الولايات الآخري ، مشيرا الي الأنشطة الإقتصادية متوقفة تماما وخاصة بعد إعلان حالة الطوارئ في هذه الولاية وبعض الولايات الأخري. ونوه رجل الأعمال النيجيري شيدراك مدليون ، بأن المواطنين الذين قدموا من مناطق الجنوب الذي تقطنه أغلبية سكانية مسيحية للعمل في الشمال، قاموا بتصفية اعمالهم وهربوا بسبب انعدام الأمن والتوتر ، مؤكدا في الوقت نفسه أن البنوك تعمل في ظروف صعبة ويتم التعدي عليها. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان - التي زارت أبوجا منذ أيام لحضور أعمال اللجنة النيجيرية الأمريكية المشتركة ان الأعمال التي تقوم بها بوكو حرام تعطل عملية التنمية في البلاد وتشعل التوتر الطائفي فيها وتؤدي الي هروب المستثمرين منها ، مطالبة بوضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع العنف. وأكدت المسئولة الأمريكية استعداد بلادها لمساعدة الحكومة النيجيرية في المجال الأمني ، في إشارة الي دعم جهود السلطات الأمنية لمحاربة أنشطة الجماعة ، حيث ذكر مصدر بوزارة الخارجية النيجيرية أن هذا الإستعداد جاء خلال اجتماع عقده وكيل أول وزارة الخارجية النيجيرية السفير مارتين اموبهي مع شيرمان ، بحضور ممثلين من مكتب مستشار الأمن القومي النيجيري ووزارتي الدفاع والداخلية ومنظمات مجتمع مدني. ورغم أن الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان قد حث في وقت سابق المستثمرين الأجانب علي القدوم الي بلاده من أجل إنشاء المزيد من المشروعات الإستثمارية وعدم الخوف من الأوضاع الأمنية التي قال انها بدأت تتحسن ، فإن العديد من المستثمرين الأجانب يتجنبون الإستثمار في مناطق الشمال. وطمأن جوناثان المستثمرين الأجانب بأن ادارته تعمل علي الحفاظ علي أرواح المواطنين والأجانب المقيمين وممتلاكاتهم ، مؤكدا في الوقت نفسه ان اقتصاد البلاد يتقدم ولكنه يتطلع الي مستويات أعلي من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتوفير العيش الكريم للمواطنين.