أرسل حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، اليوم الاثنين، خطابا إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عقب قراره باستدعاء سفيره لدى القاهرة للتشاور، وذلك بغرض توضيح الصورة عن الأحداث في مصر ومجرياتها. وأكد صباحي -في رسالته والتي حصل "محيط" على نسخة منها- "بالنظر إلى الصداقة والتعاون بين مصر وفنزويلا نثق في أن موقفكم من الأحداث في مصر والذي دفعكم لاستدعاء سفيركم في القاهرة لا يمكن أن يكون تعبيرا عن موقف سلبي تجاه شعب مصر أو حكومته الانتقالية، وإنما نتصورها خطوة تستهدف استكمال الصورة وتدقيق المعلومات. وشدد في خطابه بقوله "أود بخطابي هذا أن ألفت نظركم إلى حقائق تخالف ما تروج له جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأوضح المرشح السابق للرئاسة أن الواقع المصري أبعد ما يكون عن الصورة التي يروجها الإخوان المسلمين من أن ما يحدث في مصر هو قمع من الجيش والشرطة لقوى مدنية معارضة تستخدم الوسائل السياسية السلمية، مشيرا إلى أن شعب مصر بجماهيره ونخبته السياسية وبدعم من مؤسسته العسكرية يقف أمام قوة فاشية الأهداف، استبدادية الوسائل، متحالفة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومدعومة بأصدقائها في العالم، تحالف كاد أن يطيح ليس فقط بالحرية والدولة بل أيضا بالهوية والحضارة المصرية. وأشار مؤسس التيار الشعبي إلى أن ما دفع أكثر من 30 مليون مصريا للنزول في 30 يونيو 2013 في تجمع بشرى غير مسبوق، هو رفضهم لاستبداد الإخوان المسلمين، واستهانتهم بحياة المصريين وحريتهم، وفشلهم الذريع في إدارة الدول، بل وتهديدهم للأمن القومي المصري في تحالفات خارجية مريبة. وأكد صباحي أن الرئيس المعزول هو السبب الرئيسي في الوصول للطريقة التي تم إنهاء حكمه بها بعد أن رفض كل دعوات القوى الوطنية للحل طوال فترة حكمه، مضيفا "بنفس الإصرار رفض الإخوان المسلمون إنهاء ما أسموه بالاعتصامات السلمية والتي كانت في حقيقتها مستعمرات مسلحة قطعت على مدى ما يقرب من الشهرين أهم الطرق الرئيسية في القاهرة ، وكونوا مستعمرات رصدت فيها مختلف أنواع الأسلحة وعمليات التدريب عليها وانتهكت فيها حقوق الإنسان والطفولة". وكان صباحي قد أجرى اتصالا أمس بالسفير الفنزويلي بالقاهرة انطونيو ايرناديس، للتأكد على أن مصر تشهد ثورة شعبية بامتياز وليست انقلابا عسكريا، كما تحاول جماعة الإخوان المسلمين أن تروج له لاستجداء عطف الخارج، مشيرا إلى أن القوى الوطنية تصطف خلف مؤسسات الدولة لمواجهة جماعات مسلحة تمارس العنف ضد المصريين ومؤسسات الدولة. تجدر الإشارة، إلى أن صباحي يقوم باتصالات ولقاءات مكثفة مع سفراء الدول الأجنبية لتوضيح حقيقة ما يجري في مصر، وتصحيح الصورة الخاطئة التي تحاول جماعة الإخوان المسلمين توصيلها للخارج والمنظمات الدولية. ومن المقرر أن يلتقي صباحي اليوم الاثنين سفيري ايطاليا والهند، تعقبها عدة لقاءات أخرى خلال الأيام القليلة القادمة.