وصف الناقد الكبير الدكتور عبدالمنعم تليمة في تصريح خاص ل"محيط" تعليقاً على رحيل أستاذ الدراسات الأندلسية محمود على مكى بأنه كان أستاذه في قسم اللغة العربية، مؤكداً ان الجميع تلامذته، فقد كان أحد العلماء النادرين في تخصص الأدب الأندلسي، فقد كان على وجه الدقة ثاني أبرز متخصص على مستوى العالم في الأدب الأندلسي. وأضاف تليمة أن الراحل أبحر في علوم اللغة العربية واللغة الإسبانية وما يحيط بهاتين اللغتين من لاتينية القرون الوسطى، التي كان يعلمها جيدا، بالإضافة إلى ما ينبثق عن اللغات الأوروبية القديمة كاللغة الإسبانية الحالية والايطالية والفرنسية من ناحية الجذور. فقد أمضى وقتا طويلا في إسبانيا حيث حصل على الدكتوراة وكان مديرا للمعهد المصري في مدريد لسنوات طويلة، تزوج من إسبانية وبناته منها يجمعن بين الجنسية المصرية والإسبانية، وله مجموعة كبيرة جدا من المؤلفات في الأدب العربي عموما، والأدب العربي الأندلسي خصوصا، ولتفوقه في اللغات القديمة والحديثة، له مجموعة كبيرة من الترجمات إلى اللغة العربية من الإسبانية والفرنسية. شغل الراحل كما يؤكد تليمة مجموعة من المناصب المهمة فكان مديرا لمعهدنا المصري في مدريد وكان رئيسا للشعبة المصرية لليونسكو وكان رئيسا لقسم اللغة العربية آداب القاهرة، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وهو مرشح الآن لجائزة النيل في الأدب. ولفت الناقد الكبير إلى ان الراحل كان يعاني المرض منذ حوالي ثلاث سنوات، لذلك فضل الاعتكاف التام والبعد عن أية حياة اجتماعية أو صلات. نقلت وكالات أن أصدقاء أستاذ الدراسات الأندلسية محمود علي مكي أكدوا مساء أمس الأحد أنه توفى فى صمت فى إسبانيا وشيعت جنازته "الجمعة" الماضية ودفن فى العاصمة مدريد، عن عمر يناهز 84 عام. يذكر أن مكى الذى يعد من أعلام الدراسات الأندلسية تعرض لأزمة صحية إذ وقع مغشيا عليه أثناء استضافة مكتبة الإسكندرية له عام 2006 فى برنامج "الباحث المقيم" المخصص للعلماء العرب البارزين فى تخصصاتهم. ثم سافر إلى أسبانيا للعلاج إلى أن توفى. ولد مكى فى محافظة قنا بصعيد مصر عام 1929 وتخرج فى كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1949 وفى العام التالى أوفده عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين إلى إسبانيا ضمن أول بعثة مصرية لدراسة الأدب الأسبانى، ونال مكى درجة الدكتوراه عام 1955 من كلية الآداب والفلسفة بجامعة مدريد.