*صغيرات علي الأمومة يحملن صغيرات علي الضياع *البداية التفكك الأسري والنهاية الاغتصاب *قرية الأمل: نحاول إرجاع الفتيات الى أهلهم *مربية : نعلم الفتيات القراءة والكتابة وصنعة ماذا تفعل فتاة ضاقت بها السبل ، حتي حضن الأهل والبيت ضن بها ، واعتقدت ان الشارع حصن وأمان من أسرتها ولكن لم تجد إلا المهانة من الجوع والنوم على الأرصفة والهروب من البوليس ثم الوقوع فريسة فى ايدى من لا يرحم فإما الاستغلال فى أعمال منافية للآداب او ان تصبح أما لطفل لا تستطيع ان تربية او توفرله الأمان التي تفتقده هى من الأساس. اخترقت شبكة الإعلام العربية "محيط "عالم أمهات الضياع بلا أمل ، في قرية الأمل ، حاولنا الاقتراب من عالم الخطيئة.... أين تحدث هذه الجريمة وكيف تتستر هؤلاء الفتيات، بعد ذلك وكيف بتربين أطفالهم علي معهم في عالم الضياع ، وجدنا صعوبة بالغة في تصوير هذا العالم ، حتي تفصيلاته واماكنه ، نجدها دائما مغلقة فهذا عالم يستفيد منه شريحة معينة من الناس ترتزق وتعيش علي آلام هؤلاء الضحايا ، نصطحبكم أيها القراء في هذا العالم المليء بالأسرار والقصص والحكايات . خرجت من أسرة محترمة ابى قال لى لا اعرفك تقول" مى" من عالم أمهات بلا مأواي بعد انفصال والدي عن والدتي لم اعرف إلى أين اذهب فأمي كانت تنهرني وتصرخ فى وجهي انى عبء عليها ولا تستطيع توفير نفقاتي وعند الذهاب إلى أبى كان يطردني ويقول لى اذهبي الى امك نزلت الى الشارع فلم يكن معي مال تعرضت للجوع والنوم على الأرصفة إلى أن قبض على البوليس وسجنت وعندما خرجت عرفت كيف أهرب من البوليس بجرح نفسي حتى أتمكن من الهرب منهم وعندما أردت الرجوع إلى أهلى قال لى أبى ليس لك أب ولا أعرفك وأقيم حالياً فى جمعية قرية الأمل فرع الأمهات الصغيرات منذ إنشاؤه وشعرت فيه بالأمان الذي افتقدته فى أسرتي. أدمنت الشرب والتدخين في حين قالت "منال " تزوج أبى من سيدة لم يكن لها هم سوى أن اترك البيت , أما أمي فقد تزوجت بعد طلاقها ولم تستطيع الإبقاء على لأن هذا يغضب زوجها الحالي وطردتني فلجأت للشارع لأنني لم أجد عنده مأوى لي فتعرضت للجوع فليس لدى عمل أقوم به حاولت البحث عن عمل لكن بلا جدوى وتعرفت فى الشارع على صديقتيوعلمتني كيف أشرب وأدمن وعرفتني على أولاد يقومون ...... حتي وقعت في الحرام ، أصبحت حامل ثم تركتني ولا أعرف أين هى؟وأقيم الآن بالمؤسسة وقد تعلمت القراءة والكتابة وأتعلم الآن كيفية تصفيف الشعر . طفلى لا اعرف من ابيه أما" أميرة" بعد انفصال والدي تزوجت أمي بآخر يقيم معنا في المنزل الذي أراد انيأخذه فظل يضايقني بعدة طرق وفى النهاية ، اتهمني بالسرقة وأبلغ الشرطة ، تركت المنزل ولجأت إلى الشارع الذي قابلت فيه مصيرى المظلم فقد اعتدى على مجموعة من الشباب وكانت النتيجة اننى أصبحت أم لطفل لا أعرف من أبيه وقد قررت بعد ذلك الرجوع إلى والدي الذي حاول قتلى بعد علمه بما حدث لى فرجعت الى الشارع مرة أخرى وتعرفت على مجموعة من الفتيات فى الشارع نجلس معاً نشرب وندخن السجاير بعد ذلك التحقت بالجمعية . زواج عرفى بينما قصة "شيماء" تحمل في طياتها معاني الألم فتقول بعد وفاة أبيها كان زوج أمها يضربها ويحبسها بالأيام بدون طعام ،تقول لم يكن أمامي مكان أهرب إليه إلا شوارع القاهرة وأعرف جيداً أن أهلي لن يهتموا بأمري ولن يبحثوا عني ، ونزلت لأبيع مناديل ورقية ، وتعرفت على زوجي حالياً وتزوجته عرفياً وحملت في ابني الذي عمره عامين الآن ، ولكنه رفض الاعتراف به ثم دخل السجن ، بعدها أتيت إلى هنا ( قرية الأمل) وبالفعل اعتنوا بي أثناء حملي وبعد خروجه من السجن حاولوا إقناعه وتزوجته رسمياًوعشت معه في منزل أهله . حل مشكلات هؤلاء الفتيات في قرية الامل ولا شك أن هناك مجهودان تبذل للحد من هذه المشكلة ومن هذه الجهود ما تقوم به جمعية قرية الأمل وهى مؤسسة أهلية تهدف إلى حماية أطفال الشوارع ورعايتهم . فتقول الدكتورة / عبلة البدري الأمين العام بجمعية قرية الأمل – أهم الأسباب التي تؤدى إلى لجوء الفتيات للشارع هى اليتم والتفكك الأسرى والعنف وعدم قدرة بعض الآباء على التعامل مع أطفالهم فى فترة المراهقة وهنا يأتى دور المؤسسة حيث تسعى إلى محاولة إعادة الفتيات إلى أسرهن أما إذا استحال هذا الأمر فتقيم الفتاة بالجمعية هى وطفلها حتى تستطيع الاعتماد علي النفس. وحدة أبحاث الخدمات المتنقلة وقد تعرفت أغلب الفتيات على المؤسسة عن طريق أبحاث وحدات الخدمات المتنقلة أو من صديقاتهن فى الشارع... ففى البداية يتم إلحاق الفتاة بفرع الاستقبال فيتم استضافتها يومياً من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً وهى فترة مؤقتة لتأهيلها للرجوع إلى الحياة الطبيعية . ومن هنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي الذي يحاول كسب ثقة الفتاة والتعرف منها على أسباب لجوؤها إلى الشارع وتعريفها بواجباتها وحقوقها وكيفية الحصول على هذه الحقوق والتركيز من خلال البرامج وبعد دراسة الحالة لإقناع الفتاة بالإقامة بمركز الأمهات الصغيرات أو لمركز إقامة الفتيات فتحول إلى هناك وفقا لتصنيفها وتشخيص حالتها . كافحنا كثيرا لكي نعدل قانون الطفل المصري لكي نعطي الحق اهذة الأم الصغيرة وطفلها بالعيش معا رسميا وتحت رعاية قانون الطفل المصري . نعلم الفتاة اقرائة والكتابة وصنعة وقد التقينا في مركز الإقامة الدائمة بالأستاذ / محمود الشيخ مدير البرامج فقال لنا : بدأنا نشعر بمشكلة أمهات الشوارع منذ عام 2000 والأم أو على الأصح الطفلة التي ترغب فى البقاء بالجمعية تقوم بكتابة إقرار بذلك وتتلقى عندنا هى وطفلها العناية الكافية التى كان يجب أن تجدها فى أسرتها فتتعلم القراءة والكتابة وصناعة بعض الحرف مثل الشمع والنول وتصفيف الشعر والخرز والوجبات الجاهزة والكيك والكوكز , حتى تستطيع الاعتماد علي نفسها فتعود إلى حياتها الطبيعية بعد أن تكون قد تعلمت كيفية الاعتماد على نفسها في مواجهة صعاب الحياة . نسب الطفل وكانت المشكلة التي نواجهها هى استخراج شهادة ميلاد للطفل - لأن إثبات نسبه للأم يؤدى بها إلى الدخول فى دوامة القضاء لإثبات الزواج ونسب الابن - لذلك فكان يسجل على أنه لقيط ، وبعد العديد من حملات الدعوة وكسب التأييد التي قامت بها الجمعية علي كافة المستويات التشريعية والتنفيذية استطعنا ان نلقي الضوء علي هذه المشكلة وتم عديل مادة نسب الطفل في قانون 126 لسنة 2008 ولكن لم يستطع الموظفين تنفيذ هذه المادة لعدم استلامهم منشور بالتنفيذ .