رأت صحيفة نيويورك «تايمز الأمريكية» اليوم الخميس أن الإطراف المتناحرة في الصراع السوري يبدو أنهم يشددون من مواقفهم التفاوضية مما يضفي المزيد من القتامة على إمكانية إجراء الأممالمتحدة محادثات سلام في الأسابيع المقبلة لوقف نزيف الدم وذلك على الرغم من ممارسة ضغط دبلوماسي مكثف من قبل الولاياتالمتحدة وسوريا على حد السواء. وأوضحت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد أن الرئيس بشار الأسد سيبقى في منصبه حتى يتم إجراء انتخابات في العام القادم وقد يسعى لتولى ولاية أخرى؛ فيما أعلن الائتلاف السوري أنه يرحب بفكرة المفاوضات إلا أنه طالب "بتنحي الأسد وأتباعه من السلطة واستبعادهم من المشاركة في العملية السياسية". وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من إن بيان الائتلاف السوري لم يذكر أن هذه المطالب تعد شروط مسبقة للمفاوضات، إلا أنه لم يتعهد بحضور المؤتمر الدولي الذي ترعاه الأممالمتحدة في جنيف حيث تمارس كل من واشنطن وموسكو ضغوطا لعقده الشهر المقبل. وذكرت الصحيفة أن بيان المعارضة السورية يأتي في وقت أصبحت فيه انقساماتها الداخلية أكثر علنية، وهو الأمر الذي اتصفت به قوى المعارضة المختلفة لنظام الأسد في صراعها الذي بدأ منذ ما يزيد عن عامين. وتابعت الصحيفة أن اجتماع المعارضة السورية في اسطنبول التركية الأسبوع الماضي، الذي هدف إلى التوصل إلى قرار موحد بشأن حضور مؤتمر جنيف واختيار زعيم جديد، لم يتوصل إلى قرار نهائي كما قال المشاركون. وأضافت الصحيفة إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أكد أن العناصر الأساسية لعقد اجتماع من هذا القبيل لم يتم الانتهاء منها، وذلك على الرغم من ممارسة واشنطن وموسكو ضغوطا لعقد الاجتماع في اقرب وقت ممكن. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة : "إن التقدم المحدود في عملية المفاوضات يأتي في الوقت الذي تحقق فيه قوات الأسد، المدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني، تقدما كبيرا تجاه السيطرة على مدن إستراتيجية هامه مثل القصير بالقرب من الحدود اللبنانية".