قال «اتش ايه هيلر» زميل بريطاني غير مقيم في معهد بروكينجز الأمريكي، أن الجيش المصري ربما يتدخل في السلطة وعلى ما يبدو فالجميع يعرف هذا وينتظره عدا الإخوان المسلمين بالرغم من أنه سوف يكونوا الخاسر الأكبر، موضحًا أن هناك من يوافق على هذا سواء نجح الإخوان في المضي قدمًا بمصر أم لا وهناك من يفضلون تدخل الجيش لأنه يزيل الإخوان من الحقل السياسي وهذا يعطيهم ميزة سياسية ربما ليست لديهم الآن. أوضح « هيلر » في مقالته المنشورة بصحيفة « ديلي نيوز إيجيبت » أن هناك البعض لا يطالبون بالضرورة بالتدخل ولكنهم يتوقعون حدوثه مع حدوث انهيار فليس من المرجح أن تحافظ القوات الأمنية على الأوضاع وفي هذه اللحظة ربما يشعر الجيش بأهمية التدخل.
أكد المتخصص في الشئون العربية أن الشعب يجب عليه ألا يكون مثاليًا للغاية بشأن الإمكانية التي قد يكون عليها هذا السيناريو، فإدارة الجيش خلال الثمانية عشر شهرًا تعد نموذجًا لكيفية عدم إدارة عملية انتقالية، موضحًا أنه في الواقع فأغلب المشكلات التي تواجه مصر الآن سببها سوء إدارة الجيش لهذه الفترة، مضيفًا إلى أنه بالرغم من أن « عبد الفتاح السيسي » وزير الدفاع شخص ذكي للغاية فما يبقى هو رؤية إذا كان سيكون قادرًا على إدارة تدخل سوف يجعل الدولة أفضل حالا من ذي قبل.
أضاف « هيلر » أن الجيش لا يريد التدخل، فبالرغم من أن موقفه في الدولة مع نهاية فترة حكمه كان جيدًا بشكل كبير - ولكن كان لا يزال أقل بشكل ملحوظ مما كان عليه في الأشهر التي أعقبت سقوط الرئيس السابق « حسني مبارك » ومن ثم فالجيش لا يريد أن يكون في مثل هذا الموقف مجددًا، ولكن من الصعب رؤية الجيش يقف على الهامش إذا تطورت الأوضاع للأسوأ فسوف يكون من الواجب عليه التعامل مع تحديات بعينها.
أولى هذه التحديات هي حاصل الديمقراطية والتعددية في السياسة المصرية، فإن أي حركة مستقلة من قبل الجيش تعني أنه سوف يستكمل بقاءه فوق السيطرة المدنية وسوف يكون بالطبع ضد أمنيات الحكومة المنتخبة وهذا أخلاقيًا ونوعيًا لا يعد طريق جيد لبدء إجراء تحول، مشيرًا إلى أن موقف الجيش في الدولة والرأي العام هو موضع حسد لأي قوة سياسية في أي مكان، موضحًا إذا كان الأمر لبناء قصة لائقة فإن التدخل يمكن تعبئته كدعم للديمقراطية وسوف يرغب العديد من الأشخاص داخل وخارج مصر في المضي قدمًا في هذا.
وسيكون التحدي الثاني هو كيف سيتم إعادة الاستقرار الاقتصادي وهي المهمة التي ستطلب من الجيش التعامل مباشرة مع إجماع سياسي، فسوف يحتاج لبناء إجماع على القضايا الاقتصادية مع القوى السياسية الرئيسية في الدولة ولكن هل تتعاون هذه القوى ؟ من المحتمل أن يكون هناك البعض الذين سوف تدفعهم مبادئهم لعدم المشاركة مع مجلس عسكري ولكن هذا من الممكن أن يشجع الجيش على خلق خريطة طريق مناسبة تضمن الإصلاح وإعادة الهيكلة أثناء الانتقال بالإضافة إلى إستراتيجية خروج في غضون فترة زمنية معينة.
وهذا سوف يضع الجيش أمام التحدي الثالث وهو خريطة طريق سياسية تعمل بالفعل، ففي الوضع المثالي سوف يجلب هذا جميع المرشحين الرئاسيين الرئيسيين باستثناء «أحمد شفيق»، وهذا سوف يستلزم إشراك السيد « عمرو موسى » لإحضار القوى المرتبطة بالنظام السابق بدون أن يحصلوا على لقب مرشحين « فلول ».
أما الدكتور « محمد البرادعي » فسوف يكون مهمًا من أجل الاعتراف العالمي، والاعتراف الدولي لهيئة مدنية سيكون ضروريًا لمساعدة الاقتصاد الكلي، أما مشاركة الدكتور « عبد المنعم أبو الفتوح » و « حمدين صباحي » ، إذا وافقا على ذلك ، سيكون أمرًا هامًا لضمان أن تحمل خريطة الطريق السياسية وجهًا مدنيًا، وبطريقة مثالية فهذا سوف يعني أيضًا مشاركة « مرسي » ولكن من الصعب اعتبار كيف سيكون هذا محتملا إذا قفز الجيش على السلطة كما سيفعل في هذا السيناريو.
أضاف « هيلر » أنه من الصعب التعرف على كيفية تدخل الجيش إذا استدعى الأمر بينما يبقي منصاعًا للرئيس « مرسي »، وعلى العكس تمامًا من المحتمل أن يكون أكثر سهولة على الجيش أن يضعه هو وأعضاء قيادات الإخوان تحت الإقامة الجبرية، موضحًا أنه في مثل هذا السيناريو لا يعلم أحد ماذا سيكون رد فعل الإخوان ولكن الجميع يعلم أن مصر الآن دولة مسلحة على مستوى أكثر انتشارًا مما كان عليه في الماضي.
في النهاية يقول « هيلر » أن قيادة الإخوان مقتنعة بأن بإمكانها المضي قدمًا والاستمرار في الطريق الذي قامت به حتى الآن، فليست على ما يبدو مدركة أنها في الواقع في موقف انتقاد وهجوم، مختتمًا بأنه من الممكن الهروب من هذا الانهيار ولكن يعتمد الأمر على الرئيس « مرسي ».