يبين الحديث ان النبي إبراهيم –صلى الله عليه وسلم- تعرض لمواقف أجبرته على استخدام صور ظاهرية من الكذب مع اتفاق بين العلماء أنه ليس كذب حقيقي كالآتي:
1- كانت تأتي إبراهيمَ حُمَّى تُقْلِعُ عنه مُدَّةً من الوقت ثمّ تعود إليه.. وفي ذلك الوقت لمَّا خرج قومُه لعبادةِ الأوثان طلبوا منه أن يَخْرُجَ معهم، فقال لهم "إنِّي سقيم"، أي جاء الآنَ وقتُ الحُمَّى التي تصيبُني.. وكانت علامةُ اقتراب الحُمَّى ظهورُ نَجمٍ معهودٍ في السماء، "فنَظَرَ نظرةً في النجوم[88].. فقال إنِّي سقيم" الصافات88 :89 فقد استخدم التورية في التعبير عن الموت في المستقبل ، ولكنه بصورة كذب الحقيقة في وقت الكلام الذي لم يكن فيه سقيما.
2- وقوله لقومه "بل فعله كبيرهم" ذلك لأن كبيرهم هو الذي تزعمه الكفار علي سائر الأوثان فاغتاظ من ذلك سيدنا إبراهيم وكان كبيرهم هذا سبب أن أقدم عليه السلام على تكسير الأوثان، فقد استخدم المجاز المرسل في التعبير بصورة الكذب.
3- نزل النبي إبراهيم الي بلد يحكمها رجل متجبر ظالم، وكانت معه زوجته السيدة هاجر، وخوفا منه عليها لشدة جمالها وأدبها، أوصاها ان تقول أمامه أنها أخته باعتبار الإخوة في الإسلام، وألا تعرفه أنها زوجته حتى لا يطمع فيها وهو لن يستطيع التغلب عليه، فليس من مسلم إلا هو وامرأته ولن ينصره أحد. ففعلت ونجاها الله من كيد ذلك الحاكم الظالم، فهذا الوصف هو حقيقة في الأصل ، لكنه في صورة الكذب أو إبراز صفة وإخفاء الأحرى بالذكر.