كشفت مصادر حدودية عسكرية أردنية عن عبور 390 عسكريا سوريا انشقوا عن الجيش النظامي السوري السياج الحدودي إلى الأردن خلال الأيام الخمسة الماضية. وقالت المصادر، في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية الصادرة اليوم الاثنين ، إن المنشقين العسكريين من الجيش السوري وصلوا بصحبة عدد من عائلاتهم مع أفواج كبيرة من اللاجئين السوريين حيث تم استقبالهم ونقلهم من الحدود إلى إحدى الوحدات الأمنية للتحقق من إثباتات العسكرية إضافة إلى استلام أسلحتهم التي هربوا بها إلى الأراضي الأردنية.
وأضافت المصادر أنه بعد التحقق من هوياتهم تم نقلهم إلى مخيم "الراجحي" للمنشقين من الجيش السوري بمنطقة "منشية العليان" في محافظة المفرق"75 كم شمال شرق عمان" وذلك لتأمين المسكن والعيش الكريم لهم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في مخيم الراجحي "أن المخيم أصبح يضم بعد موجة اللجوء الأخيرة قرابة 2190 عسكريا منشقا عن الجيش النظامي السوري من مختلف الرتب العسكرية".
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المئات من المنشقين العسكريين السوريين بمخيم "الراجحي" قد نظموا أمس مسيرة احتجاجا على انقطاع المياه والكهرباء وعدم توفير الخبز في المخيم لهم منذ حوالي أسبوع .
من ناحية أخرى ، أعلن الناطق الإعلامي لشئون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود عن بدء الاستعداد لاستقبال اللاجئين السوريين في مخيم "مريجب الفهود" بمحافظة الزرقاء(23 كم شمال شرق عمان ) نهاية الشهر الجاري.
وقال الحمود إن طبوغرافية المنطقة التي يقع عليها المخيم الجديد أفضل من مخيم"الزعتري" بمحافظة المفرق، مشيرا إلى أن مساحة المخيم البالغة 210 دونمات تتسع لقرابة 7 آلاف لاجئ في مرحلته الأولى وهو قابل للتوسعة إلى 40 ألفا حيث أن المساحة الكلية للمخيم هي 13 ألف دونم.
وأشار إلى توجه لإقامة محطة تنقية للمياه إضافة إلى حفر بئر في المخيم الجديد واستحداث محطة تنقية خاصة به، مبينا أن أعمال تجهيز البنية التحتية للمخيم متواصلة حيث سيتم نقل من أسماهم ب "الأكثر ضعفا" إلى المخيم الجديد من النساء والأطفال وكبار السن.
وقال الناطق الإعلامي لشئون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود إن جهة إماراتية غير حكومية تبرعت ببناء مستشفى ميداني داخل مخيم "مريجب الفهود"، مشيرا إلى أنه يتم انتظار موافقة الحكومة الأردنية على ذلك.
وأضاف الحمود إن مخيم "مريجب الفهود" يحتوي على جميع البنى التحتية من ماء وكهرباء وصرف صحي نافيا ان يكون المخيم بديلا عن "الزعتري" حيث سيكون رديفا له خصوصا بعد تخفيض الطاقة الاستيعابية لمخيم "الزعتري".
وأشار الحمود إلى تواصل تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأردنية بأعداد أقل من الأيام التي سبقت المنخفض، وفق الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين أنمار الحمود.
وقال الحمود إن عدد اللاجئين السوريين الذين عبروا إلى الأردن خلال أسبوع بلغ 10 آلاف و857 لاجئا سوريا، تم نقلهم إلى مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق، لافتا إلى أن عدد اللاجئين في المخيم ارتفع ليصل حاليا إلى 63 ألفا و 113 لاجئا ولاجئة سورية.
وبين أن السلطات المختصة في مخيم "الزعتري" سمحت خلال الأحوال الجوية الماضية لنحو 667 لاجئا سوريا بالعودة الطوعية إلى بلادهم بعد تعبئتهم نموذج طلب العودة إلى الوطن، مشيرا إلى أنه تم منح ألف و 515 لاجئا في المخيم كفالات وفقا لنظام الحالات الإنسانية.
ولفت الحمود إلى أن هناك 70 لاجئا سوريا طلبوا العودة إلى مخيم "الزعتري" بعد أن كانوا حصلوا على كفالات للخروج منه، مؤكدا أن نقل مخيم "الزعتري" من مكانه الحالي إلى آخر أكثر ملائمة يتطلب أماكن مجهزة أخرى، مشيرا إلى أن موقع المخيم مناسب جدا ولا حاجة لنقله.
وأضاف الحمود أن موقع مخيم الزعتري موقع جيد جدا ولم نشهد حالة وفاة واحدة من جراء الظروف الجوية،لافتا إلى أن من تضررت أماكن مسكنهم تم نقلهم إلى بيوت أخرى.
وتشير الأردن إلى أنها تستضيف نحو300 ألف لاجئ ولاجئة سورية منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011 وتحملت العام الماضي مبلغ 600 مليون دولار جراء ذلك.
ويقيم اللاجئون السوريون في ثلاثة تجمعات رئيسية في الأردن في مدينة "الرمثا" الحدودية بمحافظة إربد "95 كم شمال عمان" ومخيم "الزعتري" في المفرق فيما يتوزع الآلاف منهم في محافظات المملكة من بينها إربد وعمّان والمفرق ومعان لدى أقاربهم وفي الإسكانيات الإيوائية التابعة للجمعيات الخيرية المحلية.