ووكالات- توقع العديد من الخبراء أن يبلغ إنفاق الأمريكيين على شراء الهدايا خلال عطلة عيد الميلاد هذا العام أكثر من 154 مليار دولار رغم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. ويتوجه عشرات الملايين من الأمريكيين إلى الأسواق لشراء هدايا عيد الميلاد التي يتبادلونها عادة مساء اليوم الثلاثاء، 24 ديسمبر بعد تناول وجبة من الأسماك في الغالب، أو في صباح غد ( 25 ديسمبر) قبل وجبة دسمة يتصدرها الديك الرومي واللحوم والكثير من المقبلات وأطباق البطاطس المهروسة والقرع العسلي والذرة المسلوقة، إضافة إلى الفطائر المحشوة بالتفاح أو التوت البري والجواز والحلويات الأخرى وفقا ل أ ش أ.
ويلتهم الأمريكيون أكثر من 22 مليون ديك رومي في عيد الميلاد، حسب موقع "إيت تركي" الأمريكي. اللافت هو أن جميع المحلات التجارية في أمريكا تعج بلافتات دعائية ضخمة بمناسبة عطلة عيد الميلاد تعلن عن تنزيلات كبيرة في أسعار الملابس والأجهزة الإلكترونية وباقي البضائع المختلفة قد تصل أحيانا إلى 70%.
ويعتبر المسيحيون عيد الميلاد ثاني أعيادهم أهمية بعد عيد الفصح، وهو اليوم الذي يقولون إن السيد المسيح ولد فيه في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، ويتم الاحتفال بهذه المناسبة في ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الجريجوري واليولياني، إلا أنه نتيجة اختلاف التقويمين ب13 يوما، فإن هذا العيد يقع لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير.
ويحتفل المسيحيون العرب في كل من مصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق والأراضي الفلسطينية بهذه المناسبة إما في ال25 من ديسمبر أو السابع من يناير، كل حسب كنيسته، ويحرصون على شراء شجرة الميلاد وتزيينها، وصناعة حلويات الكعك وتبادل الهدايا وزيارة الأقارب والجيران، إضافة إلى الاستمتاع بالموسيقى والأفلام التي تحيي هذه المناسبة.
وكما هو الحال في كل عام، يحتدم الجدل في الولاياتالمتحدة مع اقتراب موعد عيد الميلاد بسبب الاختلاف بين الكنائس المسيحية التي تنتقد بشدة المظاهر التي بدأت تطغى على هذه المناسبة التي من المفترض أن تكون دينية لاقترانها بميلاد السيد المسيح، وبين المنظمات التي تدافع عن علمانية الدولة في أمريكا. وقد نجحت هذه المنظمات في منع بعض المدارس والمكاتب الحكومية وحتى الخاصة من وضع تماثيل تمثل ميلاد السيد المسيح أو وضع العلامات الدينية المسيحية خلال فترة الاحتفال بعيد الميلاد، كما تمكنت من فرض تعبير "أيام عطل سعيدة" بدل "عيد ميلاد سعيد".
كان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش قد أثار جدلا حادا في عام 2008 عندما اعتمد بطاقة المعايدة الخاصة بالبيت الأبيض مكتوبا عليها "أطيب التمنيات بمناسبة موسم الأعياد" ولم تشر البطاقة إلى كلمة "كريسماس"، وهو ما دعا مواطن أمريكي غاضب من مدينة نيويورك إلى التساؤل عن السبب الذى دعا بوش إلى عدم الإشارة إلى كلمة كريسماس رغم أنه مسيحي ملتزم، ووصف ذلك بأنه شيء مخجل ومهين للأمريكيين.
ويقول المدافعون عن فصل الدين عن الدولة في الولاياتالمتحدة إن الملايين من الأمريكيين الذين يعتنقون المسيحية أو الإسلام أو أية ديانة أخرى، لا يجب أن يشعروا بأن عيد الكريسماس مفروض عليهم، ولهذا وجب تفادي ذكر كلمة "كريسماس" في التهاني الخاصة بهذه المناسبة، ولكن الكنائس المسيحية تشدد على أن هذه المناسبة مسيحية خالصة ويجب أن يتم الاحتفال بها كما هي، وتدعو أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى إلى احترام مشاعر المسيحيين والسماح لهم بالاحتفال بعيدهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.نهار 7 يناير.