عاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع عائلته إلى البيت الأبيض ليواجه عددا من الملفات المهمة من بينها الاقتصاد بعد فوزه بولاية ثانية؛ ووصلت عائلة أوباما من مقر إقامتها في شيكاجو إلى قاعدة اندروز الجوية مساء الأربعاء. ويحتاج الرئيس أوباما إلى العمل مع الجمهوريين في الكونجرس لمنع حدوث "منحدر مالي" يلوح في الأفق يتضمن رفع الضرائب وخفض الأنفاق، وفقا لما ذكرته هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي".
واحتفظ الجمهوريون بالأغلبية في مجلس النواب الثلاثاء، لكن منافسيهم الديمقراطيين سيطروا على مجلس الشيوخ.
وقبل عودة أوباما إلى واشنطن، ألمح رئيس مجلس النواب جون بينر إلى إمكانية التوصل لاتفاق في حال وافق الرئيس على القيام بإصلاحات ضريبية.
وأوضح بينر الذي أجرى مفاوضات مع أوباما بشأن ما يعرف "بالصفقة الكبرى" لخفض الإنفاق والإيرادات الجديدة في عام 2011، أنه سيقبل بزيادة جديدة في الإيرادات في إطار اتفاق للإصلاح الضريبي.
ومن المقرر أن ينتهي سريان قانون خفض الضرائب ، الذي يعود لعهد الرئيس السابق جورج بوش، في نهاية العام الحالي، وستحدث قريبا أيضا إجراءات خفض تلقائية وإلزامية واسعة في ميزانية الجيش والانفاق الداخلي في حال لم يتوصل الجانبان لاتفاق.
وفي أول تصريحات علنية له منذ انتهاء الانتخابات، قال بينر إن الجمهوريين في مجلس النواب مستعدون للعمل مع الرئيس لتفادي المنحدر المالي.
وأوضح أن الجمهوريين، الذين كانوا يعارضون بشدة في الماضي أية إيرادات جديدة تتعلق بالضرائب، سيكونون على استعداد للقبول بحل وسط طالما تم إصلاح قانون الضرائب يرافقه تغييرات في برامج المساعدات الحكومية.
وقال بينر "السيد الرئيس هذه هي لحظتك، إننا على استعداد للمضي قدما ليس كجمهوريين وديمقراطيين، بل كأمريكيين".
من جانبه قال نائب الرئيس جو بايدن للصحفيين على متن طائرة "اير فورس تو" إنه لا يزال هناك الكثير من العمل ينبغي إنجازه.
وأضاف "إننا بالفعل متحمسون للمضي قدما، وفي المقام الأول التعامل مع الأشياء المهمة أولا، "ألا وهي" هذا المنحدر المالي. أعتقد بأنه يمكننا القيام بذلك". لكنه أوضح أن "نجاح" المفاوضات سيتوقف على مدى تعاون الجمهوريين.
وفي الخطاب الذي ألقاه بمناسبة فوزه في الانتخابات، أكد الرئيس أوباما أنه يتطلع للعمل مع الحزبين من أجل خفض الميزانية الحكومية وإصلاح قانون الضرائب ونظام الهجرة. وتابع "إننا أسرة أمريكية، نتحرك صعودا وهبوطا سويا كدولة واحدة".
وقال أوباما بعد تغلبه على منافسه الجمهوري مت رومني إن هناك حاجة للتوصل لحلول وسط من أجل المضي قدما.
وأشار إلى أنه سيجري محادثات مع رومني بخصوص "أوجه التعاون حتى تمضي هذه البلاد قدما".
ودعا رومنى فى كلمة سبقت خطاب أوباما كلا الحزبين إلى "وضع مصلحة المواطنين قبل السياسة".
وكان الاقتصاد الهش على رأس القضايا التي اهتم بها ستة من بين عشرة ناخبين في استطلاعات الرأي عقب خروجهم من مراكز التصويت يوم الثلاثاء، لكن معظمهم ألقى باللائمة في الانكماش الاقتصادي على إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
وحذر خبراء اقتصاديون من أنه في حال حدوث منحدر اقتصادي في ينايرالمقبل، فإن ذلك قد يخفض من الناتج الإجمالي المحلي ويدفع الولاياتالمتحدة مرة أخرى إلى الركود الاقتصادي في النصف الأول من عام 2013.
وأعيد انتخاب أوباما وسط معدل للبطالة بلغت نسبته 7.9 %، وهو الأعلى لرئيس أمريكي لا يزال في منصبه منذ عهد فرانكلين روزفلت. مواد متعلقة: 1. ليبرمان : فوز اوباما يبشر بأربع سنوات من التعاون والصداقة 2. "رويترز": 55% من النساء انتخبن اوباما مقابل 43 لرومني 3. بلير: فوز اوباما إحياء لمفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية