يبدو من الواضح ان الفكر الشيعي بدأ يسير بخطى سريعة في اتجاه دول الخليج ، حيث توجد العديد من الدعوات العلنية الغير مسبوقة للتشيع ، ونشر هذا الفكر على المستوى السياسي والاستراتيجي والعقائدي. وبعض المحللين يرون ان المد الشيعي في العصر الحديث هو مد ايراني أكثر مما هو مد شيعي فاغلب آراء وكتابات المتشيعين الجدد يظهر فيها الجهل بالمنهج والمذهب الشيعي والانبهار الواضح بمقاومة حزب الله وإيران وأيضا المال الذي يضخ للجمعيات الشيعية لتحقيق ترويج اكبر لأفكارها.
البحرين تحذر
من جانبها أكدت البحرين أن المصدر الرئيسي لتهديد دعائم الأمن القومي لدول المنطقة هو الفكر المتطرف الذي يتبناه حزب الله والتيار الشيرازي والتيار الصدري ومن ينتمي إليهم من جمعيات وشخصيات.
وقال وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة :"إن هذا الفكر بكافة اتجاهاته وأطيافه يستغل سياسياً مبدأ "ولاية الفقيه" الذي حول المرجعية الدينية صورتها التقليدية إلى مرجعية سياسية إقليمية، وهو ما يمثل خطورة تتمثل فيما يتسم به هذا الفكر من انغلاق تام، وعدم الإيمان بالمواطنة والتعايش السلمي بالمجتمعات، ويعتمد على تعميق مفاهيم الطائفية السياسية، وعدم الاعتراف بمكونات المجتمع من أجل خلق واقع سياسي ذي أبعاد طائفية والسعي لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس طائفية مذهبية".
وأضاف أن مروجي هذا الفكر المتطرف يمثلون مشروعاً واحداً يقوم على آليات وأطر موحدة يتم توجيهها من خلال بعض المرجعيات الدينية المسيسة، ويتم تنفيذه من خلال تلك المرجعيات وأذرعها المتمثلة بالجمعيات والتنظيمات التي تستغل سياسياً مبدأ ولاية الفقيه لتصدير الثورة وتوفير كافة أشكال الدعم لزعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين ودول الخليج العربي.
وأوضح أن المساعي متواصلة منذ عدة أشهر إلى الآن، للتواصل بين جميع الجمعيات السياسية من أجل خلق تفاهمات في مجال العمل السياسي.
وأشار إلى إصرار بعض الجمعيات السياسية على البقاء في المربع الأول والتمترس وراء العنف، فلا هي أدانت العنف بصورة واضحة ولا امتنعت عن تبريره، وفي ذات الوقت تضع كثيراً من العراقيل في سبيل جلوسها مع كافة القوى السياسية الوطنية.
كما لفت إلى أن الدعم يتمثل في أوجه كثيرة، منها ربط المرجعية الدينية في دول الخليج بمرجعيات إقليمية، وتأمين الغطاء الشرعي للأعمال المرتبطة بالتطرف والإرهاب، والعمل على إنشاء جيل جديد يحمل روح الكراهية لأنظمة الحكم والطوائف الأخرى، وربط التنظيمات السياسية المعارضة بدول المنطقة بأحزاب سياسية متطرفة تتبنى الإرهاب كوسيلة، وكذلك تقديم الدعم المعنوي والإعلامي واللوجستي للحركات والجمعيات والتنظيمات المعارضة.
"ولاية الفقيه"
ومصطلح "ولاية الفقيه" الذي تطرق إليه الوزير البحريني هو مطلح سياسي ظهر حديثا في الفقه الشيعي حيث يعتبرها فقهاء ولاية وحاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحجة، حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام الغائب في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض.
ويجمع كل مراجع الشيعة على أن لكل فقيه ولاية خاصة على مقلديه في الأحكام الفقهية، إلا أن الاختلاف في الولاية في الأمور العامة التي يراها روح الله الموسوي الخميني مطلقة في كل شيء.
أما أهل السنة والجماعة فيرون أنه لا وجود لمثل هذه الولاية لا في القرآن ولا في السنة ولم يفعلها لا الصحابة ولا آل البيت ولا غيرهم ولكنهم يعترفون بخلافة إسلامية تدير جميع أراضي المسلمين بالتوحيد وعبادة الله وحده.
وتشهد البحرين التي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي اضطرابات منذ بدأت الاغلبية الشيعية فيها احتجاجات العام الماضي أخمدها حكامها السنة بتطبيق الأحكام العرفية وبمساعدة من دول الخليج المجاورة.
وتتهم السلطات البحرينية ايران بتشجيع الاضطرابات وتعهدت برد صارم على الاحتجاجات العنيفة بعد توقف المحادثات مع المعارضة.
واعلن وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد ال خليفة الاربعاء الماضي في جنيف، ان بلاده توافق على "90%" من التوصيات التي اعدتها الاممالمتحدة في ايار/مايو على صعيد حقوق الانسان، فيما انتقدت الاممالمتحدة تباطؤ المنامة في تطبيق الاصلاحات.
جيش شيعي بالكويت
من جانبه كشف النائب الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي الشهر الماضي عن مجموعة من الشيعة في الكويت أعلنت عن تأسيس جيش شيعي احتياطي تدّعي أنه "للدفاع عن الكويت وحماية النظام".
وأوضح النائب أن من أعلن عن هذا الجيش "شخصية مما يسمّى تجمع ثوابت الشيعة". وتابع: "نحن ضد إنشاء جيش شيعي في الكويت وضد تسليح هذا الجيش، ولنا في حزب الله وغيره عبرة".
وزاد أنه قدم إلى وزارة الداخلية الكويتية عدة بلاغات "بوجود أسلحة عند أشخاص معينين وفي أماكن معينة، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود إرادة سياسية لدى السلطة في الكويت. فهذه السلطة تجاملهم وتتركهم يعبثون بالأمن".
وعن إيران قال الطبطبائي: "..النظام الإيراني نظام دموي ومجرم ونظام يتدخل في الشؤون الخليجية والعربية عموماً ويحاول أن يتمدد. شر النظام وصل إلينا من خلال شبكات التجسس داخل الكويت وغيرها".
وأضاف أنه "لا يمكن أن نصدق أن إيران تهدد إسرائيل. إيران تهدد المنطقة وتريد القيام بدور شرطي المنطقة. إن نظاماً ديكتاتورياً كذاك القائم في إيران لن يتورع عن استخدام هذه الأسلحة ضد المنطقة وحتى شعبه". وكان نائب إيراني بارز قد هدد باحتلال الكويت بدعوى حماية الشيعة هناك.
واردف الطبطبائي " ما حدث من دخول جيوش من دول الخليج الى البحرين لن يتكرر ولن نسمح بتكرار حدوثه بالكويت، فظروف وموقع البحرين جغرافياً وعسكرياً تختلف نهائياً عن الكويت".
لن تفلح أبدًا
وفي مصر حذر فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية - من نشر المذهب الشيعي في مصر، ناصحًا عقلاء الشيعة من أن نشر التشيع في غير بيئته أى في الدول السنية يؤدى الى الفتنة وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي قائلاً للشيعة "خططكم لتحويل أهل السنة إلى شيعة في مصر لن تفلح أبدًا..اتقوا الله فينا وفي أنفسكم".
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها فضيلة المفتي الاسبوع الماضي ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر للتحذير من الفكر الشيعي، بقاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر.
وأوضح مفتي الجمهورية أن المصريين نشأوا ودرجوا ولا وجود لمذهب الشيعة في مصر، مؤكدًا "أننا نحب آل البيت" وأن الشيعة هم من أهل القبلة ما داموا يتوجهون إلى قبلتنا ويؤدون الفرائض، مشيرًا إلى أن المذاهب قد يصل عددها 80 مجتهدًا، ولكن ما وصل إلينا محررًا ومضبوطًا أربعة مذاهب، بالإضافة إلى المذهب الجعفري الشيعي والإباضي والزيدي.
وأضاف المفتي: "نحن نبحث عن المشترك الذي يوحد الأمة، ويطفئ الفتنة، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الثابت من الدين"، مؤكدًا أن أهل السنة قلوبهم مفتوحة، ويبحثون عن الحق حيثما كان، ولا يضرهم أنا يأخذوا الحق ممن ينتمي لقبلة المسلمين.
الشيعة في الخليج
ويعتبر أتباع الشيعة في دول الخليج العربي من الأقليات الدينية، حيث لا تتجاوز نسبهم في بعض الدول 10% باستثناء دولة البحرين التي يمثل الشيعة فيها نسبة كبيرة، بينما تصل إلى أقل من 5% في سلطنة عمان.
وعلى الرغم من أن عددهم قليل إلا أنهم يحاولون في هذه المرحلة إبراز أنفسهم كقوة شعبية تؤثر على السياسة العامة للدول الخليجية وإلى البروز بشكل اكبر مستفيدين من الأحداث الأخيرة التي حصلت في العراق والتي أدت إلى زيادة نفوذ الشيعة العراقيين .
حكم ذاتي
وتتراوح تطلعات الشيعة في منطقة الخليج حسب الدولة التي ينتمون إليها، ففي حين بدأت تطالب في دولة خليجية بمطالب ومكتسبات قدمت لحكومة البلد، حصلت في بلد آخر على تمثيل برلماني ونيابي، وهم في جميع الأحوال يتطلعون إلى المستقبل القريب للاستفادة من الأوضاع التي خلفها سقوط العراق بيد الأمريكان.
وعلى الرغم من أن الشيعة في الخليج يحرصون على تقديم أشكال الولاء والطاعة لحكام الدول التي يقطنوها، إلا أن هذا لا ينفي تطلعهم نحو إقامة حكم ذاتي شيعي في مناطق تواجدهم كأغلبية، أو حتى قيام حكومة منفصلة شيعية على أبعد تقدير، ذلك أن من سياساتهم الدينية مبدأ (التقية)، حيث يعتبر اتقاء القوي ومجاراته مطلباً دينياً ومبدءاً أساسياً لهم .
وعلى كل التقديرات فإن تحركات الشيعة قد بدأت بالفعل بعد سقوط النظام العراقي السابق، وهي إن أتيح لها اليوم فرصة لاستغلال مكاسب سياسية واقتصادية ودينية، فإنه قد لا يتاح لها فرصة قريبة بها الحجم، لذلك فمن المنطقي جداً والواضح جزئياً أن الشيعة بدأت بالفعل اقتناص هذه الفرصة وعدم تفويتها أو تركها تمر دون استغلال جيد ومثمر. مواد متعلقة: 1. كبار علماء السنة يؤيدون مخاوف القرضاوي بشأن المد الشيعي 2. القرضاوي يجدد التحذير من المد الشيعي الإيراني بالمنطقة 3. محمد حسان يحذر المصريين من المد الشيعي (فيديو)