أصبح يوم 11 سبتمبر يوم إكرام ضحايا تفجيرات البرج العالمي الذين قتلوا فى هذا اليوم وثانيا لتوجيه رسالة إلى العالم عن الإسلام المتطرف ، بداية من ظهور صيحات أصوات في الولاياتالمتحدة، وعلى خلفية أحداث سبتمبر 2001، تطالب بتعليق كل الانتكاسات والمخاطر التي تهدد العالم على خلفية ما أسموه "الإرهاب الإسلامي"، كلٌ حسب فهمه وحساباته السياسية والإيديولوجية الخاصة كل ذلك تزامن مع نمو تيار اليمين المتطرف الذي أدار دفة البيت الأبيض لمدة ثماني سنوات كللت بحربين شنهما الرئيس بوش على دولتين من العالم الإسلامي هما أفغانستان والعراق وما جره ذلك من شد وجذب بين تيارين أحدهما معاد للمسلمين وآخر ليبرالي وطني موال للأمن القومي الأمريكي ومعارض للتمييز بكل أصنافه
حرب قيل إنها ضد الإرهاب وسرعان ما اتضح أنها تحولت إلى حرب ضد القوت اليومي للمواطن وضد صورة الغرب الديموقراطي المنفتح, حرب كرست الكراهية بين الشعوب وغذت الصراع بين المعتقدات .
ثم ظهرت أمامنا حالة «شاذة» من الهوس الدينى رجل دين يسعى لاستفزاز المسلمين وتلويث علاقتهم بالمسيحيين القس الذى أصبح مثار اهتمام الإعلام العالمى بعدما دعا لإحراق القرآن الكريم فى ذكرى تفجير برجى التجارة العالمى 11 سبتمبر و يرى أن فعلته هذه إذا دفعت المسلمين فى اتجاه دموى، فإنها بذلك ستثبت عليهم تهمة الإرهاب كما يؤمن هو نفسه. وفي الأخيركان" تيري جونز" هو نتيجة طبيعية لمشروع يتجاوزه كشخص كل همه هو الوقوف أمام كاميرات تلفزيونية متعطشة للخبر .
و تستمر لعبة الكراهية الى أن تصل بعقد أقباط المهجر فى الولاياتالمتحدة ودعاة تقسيم مصر وإقامة دولة قبطية، وأبرزهم موريس صادق، الذى أُسقطت عنه الجنسية المصرية، وعصمت زقلمة، المعروف برئيس الهيئة العليا للدولة القبطية، المزعومة، بالاشتراك مع القس الأمريكى المتطرف، تيرى جونز، صاحب دعوى إحراق المصحف الشريف، اليوم، ما سموها «محاكمة شعبية للرسول»، عليه الصلاة والسلام، فى ذكرى أحداث هجمات سبتمبر، داخل كنيسة القس فى ولاية فلوريدا، وسط تغطية إعلامية كبيرة من القنوات التليفزيونية الأمريكية المحلية
وتشكل المحاكمة من القس وايتنى ساب وتيد جيت وأسامة دقدوق، ويشترك بها كمراقبين موريس صادق، وإيليا باسيلى، وإيهاب يعقوب هم أقباط خارجون عن الكنيسة الأرثوذكسية التى سبق وتبرأت منهم ، وتسعى لتحميل الرسول عليه الصلاة والسلام مسئولية هجمات سبتمبر، والتشكيك فى الإسلام، وأنه ليس رسالة سماوية بل هو اختراع بشرى، وأنه لا يحمل سلاماً للأرض بل يحرّض على كراهية البشر وسفك الدماء، وذلك من أجل إصدار حكم بالإعدام فى حق الرسول عليه الصلاة والسلام، وأطلق المتطرفون على المحاكمة "اليوم العالمى لمحاكمة محمد"
لكن وعلى الرغم من تفاهة فكر هؤلاء الاشخاص وعمق الكراهية التي يحملونها للمسلمين وجهلهم بتعاليم الدين الإسلامي وما يتضمنه القرآن الكريم من آيات تمجد المسيح وأمه مريم، كان لابد من النظر لهذه الضجة من زوايا متعددة، نظرة يمليها التحول الكبير الذي طرأ على المشهد السياسي والاجتماعي والإعلامي سواء في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو في العالم بشكل عام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 وربما منذ حادثة تفجير مركز التجارة العالمي للمرة الأولى في منتصف تسعينيات القرن الماضي و السؤال هنا هل أحداث 11 سبتمبر "أكذوبة" صنعتها أمريكا، لتمرر مسلسل الإرهاب، التي أرادت به فرض هيمنتها على الشرق الأوسط !!!.