أ ش أ: أكد الدكتور رفعت الفاعوري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية أن البيئة المناسبة للإصلاح تتطلب ضمان الاستقرار السياسي ومحاربة الطائفية وممارسات الاستحواذ على السلطة ومنع محاولات التهميش والإقصاء، وبالتالي فإن المنظمة تدعو الى الحد من التسييس الشديد لممارسات إصلاح القطاع العام والخدمة المدنية وخاصة ما يتعلق بإعادة الهيكلة والتوظيف، وكذلك الإبعاد لأسباب لا تتعلق بالكفاءة والنزاهة. ودعا الفاعوري إلى ضرورة إصلاح القطاع العام وفق إستراتيجية شاملة ومنهج واضح يستهدف تقديم الخدمات للمواطنين ويعبر عن العلاقة المتوازنة بين الدولة والمواطنين وكذلك إصلاح النظام القانوني وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وإصدار التشريعات التي توفر الحماية المناسبة للقطاع الخاص واستثماراته.
جاء ذلك في كلمة للفاعوري في بداية أعمال المؤتمر السنوي الثاني عشر للمنظمة العربية للتنمية الإدارية والذي يعقد تحت عنوان رئيسي وهو "الإدارة الرشيدة وبناء دولة المؤسسات في العالم العربي".
حضر جلسة الافتتاح الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزراء ووفود تمثل 13 دولة عربية .
وأكد الفاعوري أهمية الحاجة لتنفيذ صارم ودقيق لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد وتعزيز مبادرات المساءلة والشفافية في تقديم الخدمات العامة وضرورة قيام منظمات المجتمع المدني بدورها في تحسين ممارسات الحكومة والإدارة الرشيدة.
وأكد أن هذا المؤتمر يعد إعلانا والتزاما نحو تفعيل ممارسات الإدارة الرشيدة والتي تتضمن بناء دولة المؤسسات وتحقيق كفاءة الإدارة العامة من خلال مبادئ النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد.
و من جانبه، أكد الدكتور أحمد سمير رئيس قطاع السياسات والبرامج بوزارة الدولة للتنمية الإدارية ورئيس وفد مصر في المؤتمر الثاني عشر للمنظمة العربية للتنمية الإدارية أن الطرح الجديد حول الإدارة الرشيدة وبناء دولة المؤسسات سيجد مناخا مواتيا في مصر بعد ثورة يناير حيث أصبحت الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى للسير في هذا الاتجاه نظرا لوجود توجه قومي عام وإرادة سياسية جيدة ورغبة جماهيرية شعبية صادقة لمواجهة الفساد وإصلاح مؤسسات الدولة.
وقال: "إن المد الثوري في مصر مستمر وهو ما يضيف أبعاد جديدة للاهتمام بتطبيق الإدارة الرشيدة بما يضمن لها مكتسبات وضمانات بالتفعيل الحقيقي وتطوير الأجهزة والمؤسسات وتعديل السياسات بهدف إحداث نقلة نوعية لأفراد المجتمع ولتحسين مستوى جودة حياة المواطن".
وأضاف: "إننا في مصر لدينا قناعة كاملة بأن تطبيق مبادئ الإدارة الرشيدة وأية أهداف أخرى بناءة يمكن تحقيقها من خلال إصلاح وتطوير الأنظمة وضرورة المحاسبة والمسائلة والكشف بشفافية كاملة عن وقائع الفساد مع السير قدما في طريق تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع".
وأكد ضرورة أن يتبنى هذا المؤتمر رسالة واضحة ترسم صورة الملامح الأساسية للبناء المؤسسي لأجهزة الدولة التي تتطلبها مبادرة الإدارة الرشيدة.
وأوضح أن هذا التصور يقوم على أسس ضرورة تبني مؤسسة الرئاسة في كل دولة لمبادئ الإدارة الرشيدة وأن يترجم الدستور بكل دولة قدر وأهمية الإدارة الرشيدة وأيضا سن التشريعات وتعديل القائم منها بما يؤدي إلى تنفيذ أهداف الإدارة الرشيدة على أرض الواقع بالإضافة إلى دعم رسالة القضاء بكافة المجتمعات ودوره المهم من خلال الرقابة على الممارسات البشرية باعتباره حصنا للعدالة وتأكيد لسيادة القانون على الجميع وبما يكفل حماية والحفاظ على مبادئ الإدارة الرشيدة.
وعقب ذلك ألقى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق محاضرة رئيسية أمام المؤتمر حول ملامح الإدارة الرشيدة والتي تقوم على أعمدة الشفافية والمساءلة وسيادة القانون والمشاركة المجتمعية والتوافق المجتمعي والكفاءة والإنصاف على أن تكون هناك دعامات كبرى للإدارة الرشيدة تتمثل في ضرورة توافر معلومات جيدة وحق الوصول إلى المعلومات.
وعرض شرف ملامح الخطة الإستراتيجية لتحقيق الإدارة الرشيدة، مشيرا إلى أن كثير من المؤسسات العربية تعاني وطأة الرجعية في الفكر الإداري وتساءل: "هل سنرى في القريب "ربيع مؤسسي جديد في المؤسسات العربية" يلبي الرغبة الحقيقة في التطوير والتغيير وتطبيق مفاهيم الإدارة الرشيدة ؟؟"، مؤكدا أنه لا سبيل لمقاومة التغيير في المستقبل.
كان المؤتمر السنوي الثاني عشر للمنظمة العربية للتنمية الإدارية قد بدأ أعماله اليوم ويستمر لمدة ثلاثة أيام، ويشارك فيه ممثلون عن 13 دولة عربية ومنظمات دولية معنية منها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومنظمة الشفافية الدولية ومنظمة التعاون والتمويل الدولية وعدد من الخبراء البارزين في علوم الإدارة من مصر والدول العربية.
وقد غابت عن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 7 وفود بسبب اضطراب حركة النقل الدولي نتيجة إضراب المضيفين بشركة مصر للطيران أمس، وقال مسئول بالمنظمة: "إن هذه الوفود ستشارك في جانب من أعمال المؤتمر بعد وصولها إلى القاهرة". مواد متعلقة: 1. المنظمة العربية للتنمية الادارية تنظم المؤتمر العربى السنوى الثالث 2. مدير المنظمة العربية للتنمية الادارية: التغيير والشباب هما العمود الفقرى للمنظمة 3. المنظمة العربية للتنمية تنفذ مشروعاً بفلسطين لزيادة إنتاج البيض