أ ش أ - نعى رياضيو مصر ورؤساء الأندية والاتحادات الرياضية الكابتن محمود الجوهري لاعب النادي الأهلي السابق والمدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني والأهلي والزمالك والمستشار الفني للاتحاد الأردني لكرة القدم والذي وافته المنية اليوم بالعاصمة الأردنية عمان. وتقدم رئيس النادي الأهلي وأعضاء مجلس الإدارة واللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية والعاملون بالنادي بخالص العزاء فى فقيد الكرة المصرية آملين في أن يتمغده الله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
كما تقدم الاتحاد المصري لكرة القدم بالعزاء لأسرة كرة القدم المصرية بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره.
ونعى نادي الزمالك بمزيد من الأسى والحزن الكابتن محمود الجوهري جنرال الكرة المصرية وأحد أعظم المدربين على مر التاريخ.
وقدمت وزارة الرياضة ووزير الدولة لشئون الرياضة العامري فاروق نعيا فى وفاة الخبير الكروي والمدرب القدير محمود الجوهري، وأكد العامري فاروق أن الجوهري رحلة عطاء كبيرة منذ كان ضابطا بالقوات المسلحة ورياضيا بارزا مثل مصر لاعبا ومدربا في المحافل الدولية ورافعا علم مصر، وحقق انجازات على الصعيد الوطني والقاري والدولي وامتد عطاءه إلى العديد من الدول العربية الشقيقة بخبرته وعلمه وتتلمذ على يده العديد من اللاعبين والمدربين والإداريين.
وأبدى الدكتور جمال محمد على عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الأسبق والمدير الفني السابق لفريق بترول أسيوط حزنه الشديد على رحيل الجوهري، مؤكدا أنه قدوة لكل المدربين واللاعبين يجب أن يحتذي بها في كل وقت.
وقال جمال محمد علي "الجوهرى علامة فارقة في تاريخ الكرة المصرية بما حققه من انجازات، ولا أنكر مدى اعتزازي بلقب جوهري الصعيد عندما كانت الجماهير تناديني به خلال المباريات فهو بمثابة وسام على صدري سيذكرني دائما بالراحل".
وأضاف جمال محمد علي قائلا "الجنرال علمني أصول التدريب، وعلمني كيفية تطبيق الأسلوب العلمي في التدريب والتعامل مع اللاعبين".
وأوضح أن الجوهري لم يكن مدربا فحسب ، بل على المستوى الإنساني كان رائعا بما تحمل الكلمة من معان فلا أنسى له أنه كان يساعد اللاعبين في حل مشاكلهم الخاصة وكان يدفع لبعضهم إيجار الشقق التي يسكنون بها.
وأشار إلى أن الجوهري زرع في أجيال من اللاعبين والمدربين عادات وتقاليد ما زلنا نسير عليها ونلتزم بها حتى الآن.
من جانبه، أكد الكابتن ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الشباب أن الراحل محمود الجوهري له أفضال كبيرة عليه في مسيرته لاعبا ومدربا لا يستطيع نسيانها.
وأوضح ياسين الذي كان لاعبا في منتخب 1990 تحت قيادة الجوهري أن الأخير كان يسمح له بالتصرف بحرية حتى أثناء التدريب فهو مدرب يعرف كيف يعامل النجوم.
وأضاف أن علاقته بالجوهري لم تنقطع وكان يذهب إليه لمنزله بصفة دورية للاستفادة من خبراته ، واستشارته في كل كبيرة وصغيرة.
وقال ياسين "الجوهري عندما تولى منصب المدير الفني لاتحاد الكرة كنت مدربا لمنتخب 1989 وأرفع له تقارير عن مستوى اللاعبين ولا يهدأ لي بال إلا بعد معرفة ملاحظاته لأحفظها وأطبقها عن ظهر قلب".
وأشار إلى أنه على المستوى الفني لن تنجب مصر مدربا مثل الجوهري بما حققه من إنجازات وكنت أتابع مباريات المنتخب لأتعلم منه خطط اللعب في المباريات خاصة أنه كان من أنصار التجديد باستمرار.
يذكر أن الجوهري من مواليد 20 فبراير 1938 فى مدينة حلوان أهم ضواحي القاهرة، وانضم للأهلي كناشئ عام 1955 وكان يدربه وقتها اليوغوسلافى كازيتش الذى توسم فيه مهارات المهاجم الماهر ، وصعد الجوهرى للفريق الأول عام 1957 ولعب برفقة صالح سليم وتوتو وسيد الضيظوى وشريف الجندى وطه اسماعيل وميمى الشربينى، وساهم فى حصول الأهلى على بطولة الدورى أربع مرات وكأس مصر ثلاث مرات.
وانضم الجوهرى للمنتخب عام 1959 وشارك فى بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت بالقاهرة وسجل ثلاثة أهداف فى مرمى إثيوبيا فى المباراة الأولى وانتهت بفوز مصر بأربعة أهداف والحصول على البطولة بعد الفوز على السودان فى النهائي وحصل على لقب الهداف.
ولكن انضمامه للكلية الحربية جعله يهمل الكرة علاوة على إصاباته المتكررة في الركبة مما استدعى سفره للخارج للعلاج مرتين الأولى عام 1959 والثانية عام 1964 حتى اضطر للاعتزال عام 1966 وهو فى الثامنة والعشرين من عمره.
وعمل الجوهرى بالتدريب بعد اعتزاله وعشق هذه المهنة حتى النخاع ، وبدأ فى تدريب الناشئين بالأهلي ولعب دورا فى استعادة الفريق الأول أمجاده وذلك بتوليه تدريب فريق الأمل وضم أفضل ناشئي النادي الذين أصبحوا بعد ذلك نجوم الكرة المصرية فى السبعينيات والثمانينيات.
وعندما تولى الجوهرى تدريب الفريق الأول بالنادى الأهلي قاده لتحقيق اول بطولة افريقية عام 1982 والدورى ثلاث مرات وأيضا كأس الكؤوس الإفريقية مرتين، وكأس مصر أعوام 83 و84 و1985.
وتولى الجوهرى تدريب منتخب مصر لأول مرة عام 1988 خلفا لفؤاد صدقى وكانت مهمته محددة فى التأهل لنهائيات كأس العالم وكأس أفريقيا 1990، ونجح الجوهرى فى انجاز المهمة على أكمل وجه ووصل المنتخب لمونديال إيطاليا بعد غياب 56 عاما.
وعاد الجوهرى لتدريب المنتخب للمرة الثانية فى نوفمبر 1991 وقاد الفريق للفوز بكأس العرب والميدالية الذهبية لدورة الألعاب العربية التى أقيمت فى سوريا 1992، وضرب الجوهرى المثل فى الاحترافية عندما قبل تدريب الزمالك عام 1993 وهو ابن الأهلي، وقاد الفريق فى ظروف صعبة ورغم ذلك فاز الزمالك بكأس أبطال إفريقيا ثم كأس السوبر الإفريقي.
وبعد غياب 4 سنوات عاد الجوهرى لتدريب المنتخب للمرة الثالثة، وحقق انجازا رائعا بفوزه ببطولة الأمم الأفريقية عام 1998 التى أقيمت فى بوركينا فاسو، ليصبح أول أفريقي يحقق اللقب لاعبا ومدربا ولكن صادفه عدم توفيق فى كأس القارات التى أقيمت فى العام التالى بالمكسيك.
ولم يستمر ابتعاد الجوهرى عن المنتخب الا بضعة اشهر عاد بعدها لموقعه للمرة الرابعة، ثم عمل الجوهرى مديرا فنيا للاتحاد المصرى ثم مستشارا فنيا للاتحاد الاردنى وحظى بمكانة كبيرة لدى المسئولين والجماهير فى البلد الشقيق. مواد متعلقة: 1. وفاة الكابتن محمود الجوهري في العاصمة الاردنية عمان 2. ممدوح عباس: «الجوهري» كان رمزاً للإخلاص والوفاء