أستاذة عواطف أرجو الرد على بأسرع وقت لأني في حيرة من أمري سأدخل في الموضوع ولا أطيل عليك لكي يسمح وقتك للآخرين غيري و جزاك الله خيرا على إجابتك الحاسمة الموضوع ببساطة إني أحب شخص يكبرني 3 سنين علما أنني في ال 30 من عمري لكن لم يصل هذا الحب إلى الجنون ولك لأنه منذ فترة قصيرة ولكن أحس منه الارتباط بي ولكن صارحني انه تزوج قبل ذلك ولم يستمر هذا الزواج الا لمدة شهر لانه لم يكن يحبها وكان زواج سريع وقد عرفت أيضاً ان بعد هذا الزواج كان له علاقة بآخري من غير زواج وفعل معها ما يفعله الرجل مع زوجته ولكن تركها لأنها كانت تكبره في العمر. وفي نفس هذا الوقت تقدم لي شاب يكبرني 8 سنين على خلق ومتدين ويحبني ويتمنى الزواج مني وشخص جاد في الزواج مني ولم يكن لديه تجارب قبل ذلك ولكنني لم أحس بأي مشاعر تجاه هذا الشخص لم أتمناه مثل حبيبي لم أحس تجاهه بأي نوع من المشاعر مثل ما أحسه مع الآخر... هل اقبل الزواج بالشخص الذي لم يوجد لديه اي علاقات قبل ذلك ام أتزوج حبيبي ولكنني أخاف أيضاً أن لا يكون على قدر المسئولية ويكون مسألة الطلاق والزواج أمر سهل لديه علما أن أهلي لا يعرفون عن هذا الشاب الا انه كان متزوج قبل ذلك فقط ولم احكي ابدا انه على علاقة بآخري من غير زواج، وإنهم مقتنعين بالشخص الذي لا أحس بأي مشاعر من ناحيته.. أرجو أختي الرد عليا بأسرع وقت ممكن لكي أقرر لأني في حيرة من أمري وجزاكي عني وعن الآخرين كل خير.. سلام عليكم
ش- م - ع / القاهرة جزانا الله وإياك كل الخير ، ليست المشكلة في قناعات أهلك بمن تتزوجين فهم لا يعرفون ما تعرفين ، وهم يحكمون بما لديهم من ظواهر الأشياء فالشخص الآخر بالنسبة لهم شخص ليست له تجارب لم يسبق له الزواج وذاك في حد ذاته ميزة كبيرة ونوع من التكافؤ المناسب لك هذه هي وجهة نظر الأهل . اما الشخص الآخر الذي سبق له الزواج ووالذي تحبينه وتفضلينه زوجاً انفصل خلال فترة قصيرة فهذا يعني أنه غير متحمل للمسئولية لا يصبر علي شيء ، مستهتر إلي حد كبير ، هذا هو ظن أهلك به ، رغم أن الحقيقة قد تكون غير ذلك لكن الله وحده يعلمها ، والمشكلة انك تعلمين عنه خطيئة ما كان ليجاهر بها فقد ستره الله وفضح هو نفسه وصار من المجاهرين ، وكما في الحديث الشريف "كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، قيل من يا رسول الله ، قال الذي بات يستره الله فأصبح يفضح نفسه " فقد كان بإمكانه أن يتوب عن هذه العلاقة بينه وبين ربه ولا يحدث بها أحداً ، لكن أنا لا أعلم هل هو حدثك عنها كنوع من الاعتراف وغسل الذنوب أو نوع من التباهي ، علي كل الأحول ومهما كانت نيته فقد أخطأً ، وهو ما يؤكد وجهة نظر أهلك فيه ، وهو انه قد يكون شخص مستهتر ميال لعدم تحمل المسئولية ، يهوي الاستسهال ولا تمنعه حرمات أو مقدسات ، ولأنه ليس لحب وحده الذي يحكمنا ويحكم علاقة عمر ومشروع زواج ، بل يجب أن يحكم هذا المشروع أسس أخري أهم واقدر من الحب ، فالحب لا يلبث أن ينزوي وتنطفئ جذوته ، ويبقي الاحترام والتقدير ويبقي التفاهم والتواصل والرغبة في مواصلة كلا الطرفين الإبحار في سفينة الحياة معاً ، وهذا كله لا يتأتي من دون الإحساس بالثقة والأمان وأن يكون الطرف الآخر احرص منك علي استمرار هذه العلاقة ودوامها عن طريق إيمانه بالله وخوفه منه ذلك الخوف الذي منعه من أن يظلمك أو يبخسك حقك ، فعندما سأل رجل أحد الصحابة لمن أزوج ابنتي قال له "زوجها لمن يتقى الله إذا أحبها أكرمها وإذا كرهها لم يظلمها" هذا هو خلق المؤمن الحق يتقي الله في زوجته أحبها أم كرهها ، فاختاري من يتقي الله لا من يحبك فقط ، لأن تقوي الله وخشيته هي الباقية والدائمة أما الحب فيأتي ويذهب كما يأتي ولا يبقي إلا المعاملة الطيبة والعشرة الحسنة ، فلا تجعلي حياتك رهناً بحب قد يذهب في أي وقت إن لم يجد ما بدعمه من الود والتفاهم وحسن المعاشرة . وفكري جيداً ، لأن الزواج حياة قوامها الصراحة والصدق والوضوح ، وكل هذه الأمور من دون الأخلاق وتقوي الله لا معني لها ، كما أن الحب المجرد من أي روابط أخري أيضاً لا معني له ، فليس بالحب وحده تقام أعمدة البيوت وتؤسس شراكة العمر وتبني الحياة الزوجية السوية ، ولكي يتم ذلك يجب أن ننحي العواطف جانباً ونستمع جيداً لصوت العقل او نشرك القلب والعقل معاً في الاختيار فلا يكون الاختيار عقلي صرف كعملية حسابية جافة ، ولا يكون الاختيار قلبي بحت فيكون مائع عاطفي ينكسر مع أول هبة رياح ، بل مزيج من العقل والقلب والتوافق بينهما يوفر عليك العناء في المستقبل والتخبط في دروب الحياة . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك