ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الدور الذي يلعبه أكراد سوريا في الوقت الراهن ، عقب اجتياحهم أربع بلدات في شمالي سوريا خلال الشهر الماضي ، أظهر علامات تعدد وانقسام داخل صفوف المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد. وقالت الصحيفة الأمريكية في سياق تعليق أوردته اليوم الإثنين على موقعها الإلكتروني - أن هذه الهجمات تعد الأولى من نوعها التي يقوم بها الأكراد منذ اندلاع الإنتفاضة السورية ضد الأسد قبل نحو 17 شهرا ، مشيرة إلى أن هذا التحرك الكردي أقلق الجيش السوري الحر "عربي القيادة" والذي لايزال يلعب الدور الرئيسي في هذه الثورة.
وأضافت الصحيفة أن التحركات الكردية أثارت كذلك قلق تركيا نظرا لخوفها من طموحات الأكراد الإقليمية وسعيهم لإقامة دولة كردستان الكبرى - خاصة عقب إقامة كردستان العراق - مؤكدة أن هذا القلق لدى أنقرة يفوق درجة عداءها للأسد.
ونسبت الصحيفة إلى جوست هيلترمان نائب مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية- قوله "إن تركيا في وضع لا تحسد عليه ، فهي تدعم بقوة سقوط النظام في سوريا ، ومن الواضح أن نتائج هذا الدعم ستصب في مصلحة أكراد سوريا".وأشارت الصحيفة إلى أن الأكراد هم من أكبر المجموعات في العالم التي لا تتمتع بدولة خاصة بها ، ولطالما سعت من أجل إقامة دولة ذات حكم ذاتي ، متسببين بذلك في زعزعة الاستقرار في الدول الأربع التي يتواجدون فيها في المنطقة: سوريا والعراق وتركيا وإيران
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن العديد من المسئولين الأتراك أعربوا عن خوفهم من أن يبدأ الأكراد في استخدام المناطق المتواجدين فيها كقاعدة ينطلقون منها لشن هجمات على الجيش التركي كما يفعلون منذ أعوام انطلاقا من العراق الذي حصل فيه الأكراد على حكم شبه ذاتي".
وأوضحت الصحيفة أنه قبل القيام بالهجمات الأخيرة، كان دور الأكراد في سوريا دورا هامشيا في الثورة السورية ، ربما بدافع القلق من أن الانتصارالمحتمل للمعارضة المسلحة التي يقودها الجيش السوري الحر لن ينتج عنه أي تعديل في توازن القوى لصالحهم ، مشيرة إلى أن العلاقة بين الأكراد والجيش السوري الحر اتسمت بنوع من عدم الثقة المتبادلة ، والتعاون فيما بينهما كان في أضيق الحدود.
وأضافت الصحيفة "إن رد الجيش السوري الحر على تحركات الأكراد المسلحة الأخيرة جاء سريعا على شكل تعهد بأن الجيش لن يسمح بحدوث انقسامات طائفية أو عرقية في سوريا ، بينما جاء الرد التركى من قبل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ، حيث أبدى استعداد بلاده لإرسال قوات إلى داخل سوريا لمطاردة الأكراد في حال تحول شمالي سوريا لقاعدة للمتمردين الأكراد.
وقد حذرت الولاياتالمتحدة المجموعات الكردية من العمل مع متمردي حزب العمال الكردي ، الذي يشن حرب عصابات على الحكومة التركية على نحو أسفر عن مقتل 40 ألف شخص.
وأشارت الصحيفة الأمريكية - في ختام تعليقها - إلى أن المجموعة الكردية التي تحركت للسيطرة على مناطق في شمال سوريا هي "حزب الإتحاد الديمقراطي" ، وهي حركة كردية سورية مرتبطة بحزب العمال الكردي التركي ، الأمرالذي دق ناقوس الخطر في أنقرة ، إلا أن مسئولي حزب الإتحاد أنكروا وجود أي علاقة لهم بحزب العمال ، ربما خوفا من التدخل العسكري التركي.