غزة: ذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" غير مستعدين لعمليات عسكرية واسعة في الوقت الراهن،على الرغم من ان إسرائيل صعدت من هجماتها العسكرية على قطاع غزة خلال الأسبوعين الأخيرين، مستهدفة المدنيين والمنشآت ومحيطها في محاولة لتسخين الوضع الميداني. وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية اسرائيل تبرر هذه الهجمات بالرد على قصف فلسطينيين بلدات إسرائيلية بالصواريخ،وللافت ان التقديرات الإسرائيلية عن هوية مطلقي الصواريخ متطابقة مع تقديرات حركة "حماس"، وهي "جماعات دينية سلفية متشددة، مرتبطة بتنظيم القاعدة ومنظمات الجهاد العالمي"، ولا علاقة لحركة "حماس" بها. ويذكر ان طائرات حربية إسرائيلية، أمريكية الصنع،شنت سلسلة من الغارات على أنفاق للتهريب أسفل الحدود الواقعة بين مصر والقطاع، وورش صناعية، وحتى آبار مياه الشرب التي لا تصلح 90 % منها للاستخدام الآدمي بحسب منظمة الصحة العالمية، والآخذة في التناقص أصلا. ولوحظ أن الغارات الجوية استهدفت مناطق مختلفة من مدن القطاع وقراه، ما أدى الى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة، بينهم أطفال. ومن الجانب الفلسطيني تقف وراء عمليات إطلاق الصواريخ على بلدات إسرائيلية، في إطار هذا التصعيد الميداني، جماعات دينية سلفية متشددة، فيما التزمت فصائل المقاومة الفلسطينية التقليدية بالتهدئة غير المعلنة السارية المفعول. وعلى رغم أن هذه الجماعات تشدد على أن إطلاق الصواريخ المحلية الصنع على البلدات الإسرائيلية في إطار "مقاومة الاحتلال" الإسرائيلي، إلا أن لدى حركة "حماس" والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة التي تقودها تقديرات أخرى. وترى الحركة والأجهزة أن الهدف من وراء إطلاق الصواريخ في ظل مناخ التهدئة السائد يهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي، وإضعاف قبضة الحركة التي تسيطر على القطاع منذ 14 يونيو/حزيران 2007 تدريجيا. واستندت الحركة في تقديراتها الى "معلومات مؤكدة" استقتها من أوساط الجماعات السلفية المتشددة التي تتبنى فكر تنظيم "القاعدة"، فضلا عن إعلانات إعلامية صادرة عنها. وقالت أوساط في "حماس" إن الجماعات السلفية تهدف من وراء التصعيد الى الرد على طريقتها على اعتقال عدد من ناشطيها وعناصرها في القطاع. وأضافت ان هذه الجماعات الصغيرة المرتبطة ب "القاعدة" قررت توحيد راياتها تحت لواء تنظيم الجهاد العالمي، وأعلنت إطلاق حملة "النصرة والانتصار لمجاهدينا الأبطال في سجون حماس". وأشارت الى أن المعلومات المتوافرة تؤكد نيتها شن هجمات مسلحة على مقرات أمنية تابعة للحكومة، ومكاتب ومنازل تعود ملكيتها الى الحركة وقادتها وكوادرها، من خلال توجيه ضربات مباغتة ومنسقة. وعممت الحركة والأجهزة الأمنية على عناصرها وموظفيها بضرورة أخذ الحيطة والحذر من وقوع مثل هذه الهجمات. وجدير بالذكر ان ان التقديرات الإسرائيلية عن هوية مطلقي الصواريخ متطابقة مع تقديرات حركة "حماس"، إذ كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قبل يومين أن "الفهم السائد الآن في وزارة الأمن الإسرائيلية يبين أن نحو 20 صاروخاً أُطلق أخيراً نحو إسرائيل أطلقتها مجموعات إسلامية تابعة لتنظيم القاعدة وما يسمى منظمات الجهاد العالمي". وأضافت الصحيفة أن "حركتي حماس والجهاد الإسلامي تملكان أكثر من عشرة آلاف صاروخ ومخزوناً كبيراً من القذائف التي يمكن أن يصل بعضها الى مدينة تل أبيب". وأشارت الى أنه "على رغم استمرار إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل من غزة، فإنه لا يبدو أن الجيش الاسرائيلي يستعد للقيام بعملية عسكرية واسعة". ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن "هناك ثلاثة أسباب تحول دون الرد على عمليات إطلاق الصواريخ، أولها أنه ليس لحركة حماس صلة مباشرة بها". واضافت "ان السبب الثاني يرجع الى عدم إصابة أي إسرائيلي بجروح في عمليات الصواريخ الأخيرة، على عكس ما جرى في شهر ابريل/ نيسان الماضي، عندما أطلق مسلحون صاروخا مضادا للدبابات نحو حافلة، أسفر عن مقتل إسرائيلي". ويعود السبب الثالث الى أنه "في الوقت الراهن لا يبدو أن حماس أو إسرائيل معنيتان بعملية عسكرية كبيرة".