اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" إنه من خلال تعيين الأمير بندر بن سلطان كرئيس جديد لجهاز المخابرات السعودي، فإن السعودية تكون أقامت ما يشبه "مجلس وزراء الحرب" في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر مع إيران والمعارضة الداخلية المتزايدة من الأقلية الشيعية. ورأت الصحيفة أن السعوديين زادوا أيضا من مستوى التأهب بطرق أخرى للتحضير لنزاع إقليمي محتمل حيث تم حشد القوات المسلحة السعودية وإعلان حالة الاستنفار وإلغاء الإجازات الصيفية الشهر الماضي.
مشيرة إلى إن ذلك له تفسير واحد وهو إعلان حالة التعبئة العامة، في ظل تنامي توقعات الرياض بحدوث تطور سريع ومفاجئ في المنطقة، واحتمال نشوب حرب إقليمية تتورط فيها تركيا ضد سوريا وتتدخل إيران.
وجاء تعيين رئيس المخابرات الجديد متزامنا مع قيام السعودية بزيادة دعمها للمسلحين في سوريا، في إطار مساعيها لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا والأردن وغيرها من الدول التي ترغب في إسقاط الأسد.
وبحسب الصحيفة فإن الأمير بندر سيكون وسيطا مفيدا، على سبيل المثال، إذا سعت المملكة العربية السعودية للحصول على أسلحة نووية أو تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من الصين للدفاع عن نفسها أمام التهديدات الإيرانية؛ فقد كان له دور بارز في صفقة الصواريخ السرية عام 1987 مع الصين، والمعروفة باسم "رياح الشرق".
كما كان له دور نشط أيضا في مهمات سرية مع سوريا ولبنان على مدى عقود، ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ساعد "بندر" في ترتيب زيارة قام بها مؤخرا الجنرال "مناف طلاس"، المنشق السوري الأعلى رتبة إلى السعودية.
وأشارت إلى أن بندر يتمتع بعلاقات جيدة مع أمريكا وهو ما سيجعل المخابرات السعودية على اتصال جيد مع الولاياتالمتحدة، فقد قضى عقدين من الزمن في واشنطن كسفير للسعودية.
وحافظ "بندر" على علاقات وثيقة مع وكالة الاستخبارات المركزية خلال فترة رئاسة "رونالد ريجان"، وقيل إنه ساعد في تنظيم التمويل السري للأعمال السعودية الأمريكية المشتركة السرية في الشرق الأوسط قبل وبعد حرب الخليج عام 1991.
وكان "بندر" قريبا جدا من الرئيس "جورج بوش" الأب حتى إنه أصبح يعرف باسم "بوش بندر"، وهو اللقب الذي استمر في عهد الرئيس الابن" جورج دبليو بوش".
واستمر "بندر" في لعب دور من وراء الكواليس حتى بعد مغادرته واشنطن في عام 2005، كما لعب دورا في دعم سياسة "ديك تشيني" نائب الرئيس السابق في المواجهة ضد إيران.
ومن المثير للاهتمام، أن "بندر" كان هدفا خاصا لهجمات وسائل الإعلام الإيرانية في الأيام الأخيرة؛ ووصف التلفزيون الإيراني "بندر" بأنه عميل للمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي كما قيل انه تم اغتياله مؤخرا.
واعتبرت إن السعوديين غير قادرين على وقف حركة التمرد في القطيف، بل يبدو أنها تزداد سوءا.
وتوقع الكاتب مزيدا من التصعيد في السعودية في الأيام المقبلة، ويبدو أن المملكة التي ظلت طوال الأشهر الماضية تقاوم رياح الربيع العربي، ستكون هي المحطة القادمة.