واشنطن: اعتذرت شركة "جوجل" عن جمعها معلومات شخصية عبر شبكات اتصال لاسلكي بالإنترنت "واي-فاي" خلال بنائها صفحات خرائط الشارع "ستريت فيو"، والمصممة لتزويد المستخدمين بإرشادات تتعلق بوجهاتهم. وفي مايو الماضي، اعترفت "جوجل" بأن أحد مهندسيها ابتكر برنامجاً يجمع كمية كبيرة من المعلومات الخاصة، ومن ضمنها عناوين إلكترونية وكلمات سر، عبر شبكات لاسلكية غير محمية، فيما جابت سيارات "جوجل" الشوارع حول العالم لالتقاط الصور. وكانت السيارات مزودة بكاميرات تصوير، لكنها حملت أيضاً معدات تمكنها على الأرض من ولوج شبكات لاسلكية "واي-فاي"، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي". وأكدت مفوضة الخصوصية في كندا جنيفر ستودارت في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي أن هذا العمل الذي أثار انتقادات شديدة سببه "خطأ ارتكبه مهندس بلا مبالاة، وكذلك نقص في السيطرة لضمان أن الإجراءات الضرورية لحماية الحرية الشخصية قد اعتمدت". وانتقدت دول عدة أخرى "جوجل" واتهمتها بسرقة معلومات بلغ حجمها 600 جيجابايت، أي ما يوازي مكتبة أكاديمية من ست طوابق على مدى أكثر من عامين، حتى تم اكتشاف أمرها من قبل لجنة تحقيق في كندا. ووصفت الجمعية البريطانية للحريات المدنية ممارسات جوجل بأنها "خطة مصممة لالتقاط صور لشوارع، صور لمنازل خاصة، لمساعدة الناس في تنقلاتهم، لمساعدتهم في وجهات السير". وأكدت "جوجل" بداية أنها جمعت أجزاء من انشطة الناس الالكترونية، لكن التحقيق الكندي وجد أن ما جمع هو كامل العناوين الإلكترونية وكلمات السر وعناوين المواقع الإلكترونية التي جمعت وحفظت. لكن الشركة أفادت بانها ستمحي كل ما لديها من معلومات في أسرع وقت ممكن، لكن عليها أن ترجئ ذلك بسبب فتح دول عدة تحقيقات في ممارساتها. وتسبب هذا القلق من ممارسات "جوجل" في فرض البرلمان الايطالي قيوداً على برنامج "جوجل ستريت فيو". وأفاد المشرعون في بيان بأنه "على سيارات "جوجل" أن تحمل علامات واضحة تظهر هويتها عندما تجوب الشوارع لالتقاط الصور". وأضاف البيان: "على "جوجل" أيضاً أن تنشر على موقعها أسماء الشوارع التي تنوي تصويرها قبل ثلاثة أيام من ذلك، وأن تنشر المعلومات ذاتها في صحيفتين محليتين على الأقل وفي محطة إذاعية حتى يعطى المواطنون فرصة لتحديد ما اذا كانوا يريدون البقاء بعيداً.