ا ف ب اختتم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية "ميت رومني" الثلاثاء جولته الخارجية، بانتقاد لوضع الحريات في روسيا، وهفوة جديدة ارتكبها احد مساعديه حين شتم الصحفيين. ففي أول زيارة له لدولة كانت جزء من الاتحاد السوفيتي السابق، تعهد رومني بإقامة علاقات وثيقة مع بولندا التي لا تزال علاقتها مع روسيا متوترة بعد أكثر من عشرين عاما على انهيار الشيوعية.
وأشاد "رومني" بالقادة البولنديين ووصفهم بأنهم "مثال يحتذى به ومدافعين عن الحرية، وقال في روسيا تعثرت الوعود بالتقدم نحو الحرية والمجتمع المفتوح.
وفي 24 تموز/يوليو، انتقد "رومني" البيت الأبيض بسبب تخليه عن الأصدقاء، بحسب تعبيره في المنطقة التي لا تزال حذرة إزاء روسيا.
واليوم باتت بولندا البالغ عدد سكانها 38 مليون نسمة والتي نجحت في عملية انتقالية سلمية ولو صعبة من الشيوعية إلى الرأسمالية في العام 1989، اقتصادا مزدهرا في الاتحاد الأوروبي وبلدا رئيسيا في الحلف الأطلسي حيث شاركت في إرسال جنود في الحروب التي شنتها الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان.
وقال رومني ، إن الشعب الأميركي هو أعظم صديق وحليف لبولندا، واعتقد انه من المهم أن نؤيد من وقفوا مع الولاياتالمتحدة، وتواجه أميركا وبولندا المستقبل بتضامن.
إلا أن زيارة المرشح الجمهوري لآخر محطة في جولته والتي تهدف إلى تلميع صورته وإيضاح قدراته في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري في تشرين الثاني/نوفمبر، شابها الهجوم اللفظي الذي شنه احد مساعديه على الصحافيين.
فقد فقد متحدثه "ريك غوركا" أعصابه عندما ضغط الصحفيون على رومني خلال زيارة إلى نصب تذكاري للحرب العالمية الثانية في وارسو بشان الهفوات التي اتسمت بها زيارته إلى إسرائيل وبريطانيا، وشتم "غوركا" الصحفيين أثناء ملاحقتهم رومني للحصول على أجوبة، إلا انه اتصل بهم بعد نصف ساعة للاعتذار منهم ،واشتكى عدد من الصحافيين المحليين من عدم قدرتهم على الوصول إلى رومني أثناء الزيارة.
واتسمت جولة رومني بالعديد من الهفوات، ففي بريطانيا، أثار رومني الذي اشرف على الألعاب الاولمبية الشتوية في يوتا 2002، الاستياء عندما شكك في مدى الاستعداد الأمني للاولمبياد الذي تستضيفه لندن حاليا.
كما سارعت حملته إلى نفي أن احد مساعدي رومني صرح لصحيفة بريطانية أن اوباما لا يفهم "التراث الانغلوساكسوني" الذي تشترك فيه بريطانيا والولاياتالمتحدة.
وفي إسرائيل، أجرى محادثات على مستوى رفيع أيد فيها حق إسرائيل في القضاء على الطموحات النووية الإيرانية، إلا انه تعرض لانتقادات حادة من الفلسطينيين عندما أعلن أن القدس عاصمة للدولة العبرية.
ويوم الاثنين، حصل رومني في غدانسك على إشادة من "ليخ فاونسا" الحائز على جائزة نوبل للسلام، الذي قاد حزب التضامن الذي كان يتزعمه النضال ضد الحكم الشيوعي في الثمانينات.
إلا أن نقابة التضامن التي توصلت عبر المفاوضات إلى إنهاء العهد السوفيتي سلميا في بولندا في العام 1989 تحت قيادة فاونسا، نأت بنفسها عن المرشح الجمهوري.
وكتبت تضامن على موقعها الالكتروني إن "نقابة تضامن لم تشارك بأي شكل في تنظيم اللقاء ولم تبادر إلى دعوة رومني إلى بولندا، وأضافت، مع الأسف ابلغنا أصدقاؤنا الأميركيون في مقر الاتحاد الذي يمثل أكثر من 12 مليون عامل بالدعم الذي يقدمه رومني للهجمات التي تستهدف نقابات العاملين وحقوق العمال.
ويشكل اللقاء مع فاونسا عامل الكهرباء السابق الذي حاز جائزة نوبل للسلام للعام 1983 بعد قيادته نقابة تضامن، فرصة ل "رومني" للتواصل مع الناخبين الأميركيين من العمال والمنحدرين من أصول بولندية.
ولطالما أيد البولنديون الجمهوريين وخصوصا الرئيس الأميركي الجمهوري الراحل رونالد ريغان، مقاتل الحرب الباردة، على دعمه القوي لنقابة تضامن وموقفه الصارم إزاء موسكو.
وفي العام 2009، وجه فاونسا والزعيم التشيكي الراحل المعارض للشيوعية "فاتسلاف هافل" رسالة مفتوحة انتقدا فيها إعادة النظر في الدرع الصاروخية التي قام بها اوباما في بولندا والجمهورية التشيكية.
ووقع العديد من قادة دول المنطقة بيانا يثير شكوكا في سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة إزاء ما وصفوه ب"النزعة التحريفية" لروسيا.