اختتمت مهرجانات بيت الدين اللبنانية فعاليتها لصيف العام 2012 مساء الخميس بعرض اوبرالي لرائعة بوتشيني (1858-1924) "لا بوهيم"، قدمته فرقة "لي كوريجي دورانج" الفرنسية العريقة بمشاركة نحو 150 شخصا بين مغن وممثل. رغم اجواء العرض الذي الفه جاكومو بوتشيني في العام 1895 الباردة اذ تدور احداثه في عز الشتاء، اضفت اصوات المغنين والمنشدين دفئا يضاف الى اجواء ليلة لبنانية صيفية بامتياز. وكان هذا العرض الشعبي افتتح هذه السنة مهرجان "لي كوريجي دورانج"، وهو الاقدم في فرنسا اذ يعود تأسيسه الى العام 1869. وهو اول مهرجان اعاد الاعتبار للعروض الاوبرالية في الهواء الطلق. وقد مرت كل الاسماء البارزة في الفن الاوبرالي على هذا المهرجان. ورافقت العرض عزفا، الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية التي قادها المايسترو جان ايف اوسونس مدير العرض الموسيقي. وكانت هذه الاوركسترا رافقت مغني الاوبرا الشهير خوسيه كاريراس الذي استضافه مهرجان بلدة زوق مكايل (شمال بيروت) قبل اسبوع، وكذلك فرقة "كركلا" في عزف حي في افتتاح مهرجانات بيت الدين مع مسرحية "كان يا مكان". وشارك ايضا في العرض كورس فرقة "ليه كوريجي دورانج" وكورس اطفال لبنانيين. العرض الذي يمتد على اربعة فصول في ساعتين ونصف الساعة، اخرجته الفرنسية نادين دوفو وتدور احداثه في باريس في العالم 1830 ليلة عيد الميلاد. ويفتح على مشهد في شقة متواضعة، يجمع الشاعر رودولفو الذي ادى دوره التينور الايطالي باولو فانالي، وصديقه مارتشيلو الذي اداه الباريتون البلجيكي الاصل ليونيل لوت. وقد اضطر الصديقان من شدة البرد الى احراق الاوراق التي كتب عليها الشاعر اخر اعماله في الموقدة. بعد ذلك، تدخل الجارة الرقيقة الخياطة ميمي التي ادت دورها السوبرانو الرومانية انيتا هارتيغ فتقوم قصة حب من النظرة الاولى بين الشاعر والخياطة. ينلقنا الفصل الثاني من العرض الذي وقعت السينغورافيا فيه ايماونيل فافر، الى قلب الحي اللاتيني في العاصمة الباريسية فيخال الحضور الذي زاد عن اربعة الاف شخص، انه فعلا جزء من هذا الشارع النابض حركة رغم البرد القارس. يبدأ رودلوف المتيم بتعريف ميمي على اصدقائه لتظهر عندها "لا موزيتا" المغنية المفعمة حيوية التي ادت دورها بخفة السوبرانو الالمانية نيكولا بيللير-كربون. وتحاول، رغم انها اتت مع عشيقها المسن، استمالة صديقها السابق الرسام مارتشيللو وتنجح في ذلك. تمر اشهر ويهجر رودولفو ميمي، فتطلب مساعدة صديقه مارتشيللو، وتكتشف ان حبيبها هجرها لفقره وعدم قدرته على الاعتناء بها. في المشهد الاخير يجتمع ابطال العرض حول ميمي المريضة المنازعة، وينتهي المشهد على موتها المبكر المفجع لحبيبها. وكانت مهرجانات بيت الدين انطلقت في 28 حزيران/يونيو بعرض لفرقة كركلا بعنوان "كان يا مكان" صمم خصيصا لها، واستضاف المهرجان الراقصة الفرنسية سيلفي غيليم والراقص راسل ماليفانت في عرض للرقص المعاصر والمطرب الحلبي حمام خيري في امسية موشحات وقدود حلبية وفرقة الجاز "زي ديزي غيلسبي".