كان نبينا الكريم "صلي الله عليه وسلم" ذو جمال وخلق كريم ، لم يضاهيه أحد في عصره ولن يضاهيه أحد إلي يوم القيامة ، إلا أن الله تعالي أختار من آل البيت الكرام رجلا ليحمل بعضا من جمال الرسول ، واهبا إياه خلق قويم يتناسب مع تلك الهبة الربانية الفريدة الوحيدة ، مما يكمل الصورة البهية لعظمة الله في خلقه ويعبر عن مدى خصوصية وعلو مكانة النبي "صلي الله عليه وسلم عند ربه ، فشبيهه إمام فقيه تقي. وكما ذكر الكاتب سامح كُريِّم "أعلام في التاريخ الإسلامي " أن هذا الرجل هو "يحي بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب" أباه العالم الفقيه القاسم الطيب ويرجع نسبه إلي النبي صلي الله عليه وسلم ، من ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها والإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.
خصه الله تعالي، دون غيره من أل البيت الكرام بميزة فريدة ألا وهي شدة الشبه بجده الأعظم النبي صلى الله عليه وسلم حتي أطلق عليه "الشبيهي" مقرونا باسمه، وتجمع المصادر التاريخية والسير والتراجم قديمها وحديثها علي تلك الحقيقة ،فيذكر الأسعد النحوي النسابة ، والراري، ما خلاصته "أنه كان شديد الشبه بالرسول صلي الله عليه وسلم ".
ويضيف ابن النحوي ما يزيد التأكيد علي هذا الشبه الشريف قائلا : "كان بين كتفي الإمام يحي شامة بها شبه بخاتم النبوة ،وكان إذا دخل الحمام فنظر الناس إلي هذه الشامة التي بين كتفيه كانوا يكبرون ويكثرون من الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم".
وذكرت تلك المصادر التاريخية أن الناس قد سمعوا بذلك وتناقل الخبر بينهم ومن هؤلاء الناس أهل مصر وأميرهم الذي أراد أن يكون لمصر شرف التقرب الي هذا الرجل الشريف والتطلع إليه فبادر بإرسال وفد من مصر محملا بالهدايا والتحف الي الحجاز ،حيث كان يقيم يحي الشبيهي وأسرته راجيا تشريفه مصر بالزيارة أو حتي الإستقرار فيها كما فعل من سبقه من آل البيت.
قد قبل الإمام يحي الشبيهي الهدية ولبي الرجاء بالزيارة ، ويصف الزيات في كتابه "الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة" قدوم هذا اللإمام مصر "ولما سمع أهل مصر بقدوم الإمام يحي الشبيهي خرجوا إلي ظاهرها ليستقبلوه وكان يوم قدومه إلي مصر مع أسرته يوما مشهودا عند المصريين"وتؤكد الدكتورة سعاد ماهر أن الإمام مدفون في مصر في كتابها عن المساجد.