وصفت وزارة الخارجية الأمريكية القرار الذي اتخذته الحكومة السورية بطرد السفير الأمريكي روبرت فورد و16 دبلوماسيا أجنبيا من أراضيها ردا على طرد الدبلوماسيين السوريين من العواصم الأجنبية في أعقاب مجزرة الحولة بأنه يشكل "انتهاكا لروح الخطة التي المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان لضمان وجود مراقبين أكثر على الأرض في سورية لمعرفة حقيقة ما يحدث في هذه المرحلة الحساسة". وقال المتحدث الرسمي باسم دائرة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في الخارجية الأميركية أندرو هالوس لراديو "سوا" الأمريكي إنه "مهما حصل سيبقى السفير فورد ممثلا للولايات المتحدة لدى الشعب السوري".
وأكد هالوس أن "فورد يواصل من واشنطن نشاطه كصوت أميركا إلى السوريين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام".
وكانت دمشق قد قررت أمس الثلاثاء طرد عدد من السفراء والدبلوماسيين من أراضيها. فقد أعلنت السلطات السورية طرد عدد من الدبلوماسيين على رأسهم سفراء الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وتركيا ردا على إجراء مماثل قامت به هذه الدول.
وعدد بيان لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية السفراء والدبلوماسيين الذين اعتبروا "أشخاصا غير مرغوب بهم". ومن هؤلاء السفير الأمريكي روبرت فورد والسفير البريطاني سايمون كوليس الموجودان حاليا في بلادهما للتشاور، والسفير الفرنسي ايريك دوشوفالييه.
كما أورد البيان بين الدبلوماسيين المطرودين السفير التركي عمر أونهون وكافة أعضاء السفارة التركية في دمشق من دبلوماسيين وإداريين.
وطاول الإجراء أيضا سفراء سويسرا وايطاليا واسبانيا ودبلوماسيين في سفارات فرنسا وبريطانيا واسبانيا وبلجيكا وبلغاريا وألمانيا وكل أعضاء السفارة الكندية.
وكانت الدول التي شملها الإجراء السوري قد أقدمت على طرد السفراء السوريين من أراضيها احتجاجا على مجزرة الحولة بمحافظة حمص في 25 مايو/أيار التي قتل فيها 108 أشخاص، بحسب الأممالمتحدة. تدخل اجنبي
في هذه الاثناء، أعلنت روسيا والصين رفضهما لأي تدخل أجنبي في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين "بالنسبة إلى القضية السورية، لا تزال الصين وروسيا على اتصال وتنسيق وثيقين سواء في نيويورك (الأممالمتحدة) او موسكو وبكين".
واضاف أن "موقف الطرفين واضح للجميع: من الضروري التوصل الى وقف فوري لاعمال العنف, على ان تبدأ عملية الحوار السياسي في اسرع وقت ممكن".
كما أعلن التلفزيون الصيني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني هو جين تاو حثا المجتمع الدولي على دعم خطة كوفي أنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.
وجاء ذلك خلال الزيارة التي يقوم بها بوتين إلى الصين وتستمر ثلاثة أيام.
وفي الإطار ذاته صرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف غداة لقائه كوفي عنان في جنيف بأن روسيا "لم تقل ابدا. أو تفرض شرطا بأن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يبقى في السلطة عند انتهاء العملية السياسية" في سوريا.
وأشار إلى أن "هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بأنفسهم".
إلا أنه اعتبر ان المشكلة تكمن في رفض المعارضة الدخول في "مفاوضات سياسية مع الحكومة ما يحول دون التقدم نحو تحقيق تسوية".
اشتباكات عنيفة
وميدانيا ، أفاد نشطاء سوريون بأن اشتباكات عنيفة متواصلة تدور بين الجيش السوري ومنشقين في عدد من المناطق السورية وبخاصة محافظة اللاذقية إضافة إلى أعمال عنف أخرى راح ضحيتها 34 قتيلا الثلاثاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن 15 جنديا نظاميا قتلوا في اشتباكات في بلدات وقرى ريف اللاذقية إضافة إلى مقتل ثلاثة عناصر من المجموعات المسلحة المعارضة.
وأوضح المرصد أن القوات السورية استخدمت في الاشتباكات راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وحوامات".
وذكر المرصد السوري أن الاشتباكات هي الأعنف حتى الآن في المنطقة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس / اذار من العام الماضي.