تحتفي مكتبة ميريت بالشاعر الراحل أسامة الدناصوري إحتفالاً بصدور كتاب الأعمال الكاملة، بعدما رحل عن دنيانا في صمت مطلع العام الجاري عن عمر يناهز 47 عاما بعد صراع طويل مع المرض. ويعد الشاعر المصرى أسامة الدناصورى أحد شعراء قصيدة النثر المبدعين، الذي استخدم لغة شعرية مفعمة بالإحساس عميقة المعني بسيطة الكلمات جمعت بين المتناقضات بين الرقة والقسوة لتنفذ الي القلوب دون معاناة. وصدر للدناصوري أربعة دواوين هي "حراشف الجهم" 1991، و"مثل ذئب أعمي" 1996، و"عين سارحة وعين مندهشة" 2003،، بالإضافة إلى ديوان بالعامية "علي هيئة واحد شبهي" 2001، ونشر كل أعماله في طبعات خاصة ومحدودة لتجنب مواجهة الرقابة. وأسامة الدناصوري من مواليد 1960 حصل علي بكالوريوس علوم البحار في جامعة الإسكندرية سنة 1984، وتوفي بعد معاناة طويلة مع مرض "الفشل الكلوي" دون أن يترك إرثا كبيرا مكتفيا بأربعة دواوين. ومن إبداعات الدناصوري "مرآة الشاعر" : أيها الشاعر: انتبه هل ستخرج على هذه الصورة؟! هل ستخرج من وكرك قاصدا المدينة هكذا؟ ألن تنتهي أولا من القصيدة التي بدأتها لتوك؟ أنت أيها الهارب.. من تظن نفسك؟ أتظن أنك قادر على الفرار، ثم الفرار، هكذا إلى الأبد! أيها الأحمق ألا ترى ! هناك شيء ما يطل من بين جنبيك ياإلهى! إنه حي، نابضٌ، زلقٌ، رخوٌ، دافىءٌ يخفق لامعا في الضوء ألا تشعر حتى بقليل من الألم!! يالك من مسكين! خذني معك إذن أيها الشاعر سأدور خلفك من مقهى لمقهى و من شارع لشارع لألملم تلك الزوائد الروحية التي تتساقط من جسدك على الأسفلت سأملأ لها وعاء عميقا من دمى وأدعها تسبح أمام عينيّ كسرب صغير من الأسماك إنني أبكى لأجلك أيها الشاعر أبكى.. لكنني أقسم أنك لو عرفت حكايتي لبكيتَ أنت.