التقط المصور المحترف ناي دي روي صورا مذهلة لسمكة حررت نفسها من شبكة لتبتلعها بجعة، وقالت وكالات الأنباء أن المصور المذكور التقط الصورة الرائعة من تحت المياه في جزر جالا بوجوس قبالة سواحل الإكوادور في المحيط الهادئ، ووفق الوكالات قال دي روي (58 عاما) من تكاكا نيوزيلندا:" إن طيور البجع تستخدم مناقيرها الطويلة لملاحقة الأسماك، وتقترب من قوارب الصيد لالتقاط الأسماك، وأشار إلى أنه بعد أن هربت سمكة البوري من شبكة الصياد التهمتها بجعة، وقد رصدت اللحظة التي فتحت فيها البجعة الجائعة فمها لتبتلع السمكة كلها". ولو تأملنا تلك الواقعة وأسقطناها علي مجريات حياتنا السياسية الآن نجد أن ثورة مصر التي حررت نفسها من سجون مبارك وديكتاتوريته وطغيانه، تتعرض الآن لعمليات سطو واسعة النطاق من قبل فلول الفريق أحمد شفيق، وجماعة الإخوان المسلمين للهيمنة عليها وابتلاعها، مثلما التهمت طيور البجعة سمكة البوري.
إذن ما الحل؟...نري أنه طالما أن الجيش هو الأمين علي تلك الثورة، وطالما أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو مصدر ثقتنا فيتوجب علينا أن نرفض تلك الخيارات المرة، ونتمسك بجيشنا ونثق في رجاله، ونعمل علي مقاطعة انتخابات الرئاسة المقبلة والتحرك نحو تنظيف المجتمع من الفلول، وتشييد أحزاب ومؤسسات ديمقراطية علي أسس سليمة تأخذ وقتها الكافي لتبني نفسها ثم تنظم انتخابات حرة ونزيهة من خلالها يصل الثوار للحكم.
وذلك نقوله لكون أن كافة الكيانات الحزبية والجماهيرية التي قامت بعد الثورة، قبيل أن تبني تلك الأحزاب والكيانات نفسها تمت ممارسة أنواع من عمليات الإرهاب عليها وعلي المجتمع وعلي المجلس العسكري ذاته، وذلك عبر مليونيات تمت تنظيمها، تحت شعار تسليم السلطة للشعب، وللأسف كانت تلك مقولة حق يراد بها باطل، لأن الفلول والإخوان كانا يتصارعان ويتحفزان لاختطاف الثورة، حيث استغلت جماعة الإخوان قدراتها التنظيمية في عمليات حشد جماهيرية غير مسبوقة، ورأينا تلويح من قبل فصائل إسلامية، وعناصر مدعومة من خارج الحدود، بالاشتباك مع الجيش الوطني.
ولأن إخواننا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة كانوا يتوقون لتسليم السلطة للشعب بالفعل، والخلاص من المسئولية الملقاة علي عاتقهم، سارعوا إلي تحديد موعد للانتخابات الرئاسية قبيل أن يتم وضع دستور تجري علي أساسه تلك الانتخابات، والآن بعد نتيجة المرحلة الأولي لتلك الانتخابات، تقف غالبية أبناء شعبنا تضرب أخماس في أسداس وهي تري صراعا انتخابيا يجري بين الفلول والإخوان، لن تكون نتيجته علي الإطلاق لصالح وحدة الوطن، أو حتي لصالح هويته الحضارية والثقافية، إنما ستكون لخدمة مصالح ذاتيه ومصادرة لحريات المجتمع وحقوقه.
ونعم لا نستطيع أن ننكر دور الإخوان الحيوي في الثورة، ومشاركتهم المؤثرة في نجاحها، لكن هذا الدور لا يبيح ل«الإخوان» التعدي علي حقوق غالبية الفصائل الثورية، وعلي حقوق شباب الثورة، وكان من المفترض أن يتم منح الثوار فرصة كافية حتي يكونوا قادرين علي المنافسة في أية انتخابات حقيقية تعقب ثورة 25 يناير المجيدة، لكن تلك الفرصة لم تتم بسبب الإرهاب الذي تمت ممارسته ضد رجال المجلس العسكري، والذين حرصوا علي أمن مصر واستقرارها ووحدتها وسلامة أراضيها قبيل أي مكاسب ذاتية أو شخصية.
وكان اللواء محسن الفنجري، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مساعد وزير الدفاع، أكد أمس أن القوات المسلحة لن تدخل في أية تحالفات مع «الدكتور محمد مرسي» أو «الفريق أحمد شفيق» خلال جولة الإعادة، مشيراً خلال حضوره حفل تأبين الدكتور علاء فايز، رئيس جامعة عين شمس، أن القوات المسلحة ليست ضد أي مظاهرات سلمية تعبر عن رأيها بحرية، مشدداً على أننا ضد أي مظاهرات تعمل على تخريب منشآت الدولة وممتلكات الشعب.
وأوضح اللواء الفنجري بشأن إلغاء العمل بقانون الطوارئ، أن إلغاء هذا القانون أو تجديد العمل به في يد البرلمان فقط، مشيراً إلى أن المجلس العسكري لن يتدخل في أعمال مجلس الشعب قائلاً «مجلس الشعب صاحب القرار في هذا». ونحن من جهتنا نصدق كل كلمة قالها اللواء الفنجري ولاحظوا من خلال كلامه أن إلغاء قانون الطوارئ في يد الإخوان بمجلس الشعب لكنهم تجاهلوا هذا الإلغاء لغرض في نفس يعقوب.
والآن يجد المرء نفسه مطالب إما بانتخاب ممثل للفلول كرئيس للجمهورية وهو الفريق أحمد شفيق، أو ممثل ل«الإخوان» وهو الدكتور محمد مرسي والملفت للانتباه أن الممثلين يدعي كل منهما أنه إسلامي وأنه ثوري ويتهم الآخر بسرقة الثورة، وبغض النظر عن صحة كلام شفيق من عدمه، وعن أيهما سرق الثورة، فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطالب خلال الفترة المقبلة أن يستجيب لإرادة الشعب، ويبادر بفرض الأحكام العرفية، ومواصلة إدارة البلاد من أجل تسليم السلطة لمن يستحق، وهذا واجب علي جيشنا تجاه شعب ثار من أجل حياة كريمة ترفرف خلالها رايات عيش حرية عدالة اجتماعية. *-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-* تلغراف كلمة حق تطاول علينا أحد الصغار وعايرنا لأننا أبدينا دعماً... بالرأي ..للسيد اللواء عمر سليمان عندما طرح نفسه مرشحاً رئاسياً، ونحن نقول لهذا الصغير ومن يفكر علي شاكلته أن السيد اللواء عمر سليمان نختلف معه سياسيا في بعض المواقف، والتي جعلتنا نتراجع عن دعمه ونعتذر عنه وقتها، وأعلنا عن هذا الاختلاف معه بوضوح والاعتذار عن دعمه، لكنه هذا الرجل النظيف لم يكن متهم باللصوصية كغيره، أو لم تكن يداه ملوثة بقتل الثوار، كما أن موقعه لا يعطيه الحق في إصدار قرارات بالقتل، وهو رجل نحسبه يعرف ربه جيدا، وقبيل ثلاثة شهور زار بيت الله الحرام، ويداه بيضاء جدا علي الإخوان تحديدا، والذين واجهوا كرمه نحوهم بالغدر والخسة والنذالة، كعهدنا بهم تجاه كل من يمد يده إليهم، وليتهم كانوا ينافسون اللواء عمر سليمان الآن ونسقوا معه كما نصحناهم وقتها، كان الأمر أشرف لهم ألف مرة من منافسة شفيق.. لذلك نقول للصغير الذي عايرنا .. أن دعمنا للواء عمر سليمان نفتخر به..، كما نفتخر بخلافاتنا السياسية معه التي جعلتنا نسحب هذا الدعم قبيل يومين من انسحابه، وهو كان لاعتبارات خاصة بالأمن القومي المصري، لكون أننا نعلم دوره في تلك الاعتبارات جيداً، وكان من الواجب علينا بناء علي تلك الاعتبارات دعم الرجل، نقولها دائما ولا يهمنا كلام من يرصدون الظاهر، ويتجاهلون بواطن الأمور، إننا نرضي الله، والعقيدة ملك لكن من اتقاه وامن بوجوده وبملائكته وكتبه ورسله.
لم تكن تجارة خالصة مع الله من أسباب فقداني الثقة في كل قيادات التيار الإسلامي التي ترشحت في الانتخابات الرئاسية وحركاته وجماعاته، أن نواياهم لم تكن خالصة لوجه الله، وأن تجارتهم مع الرحمن كانت لغير وجهه الكريم، وإنهم مثل أي حركة سياسية أو حزب أو جماعة أُخري.. كانوا ينشدون مصالح شخصية، والدليل علي ذلك أنهم طرحوا أربعة مرشحين، وعجزوا عن اختيار واحد منهم ممثلا لهذا التيار، لأن تجارتهم لم تكن خالصة لوجه الله، ولو كانت تلك التجارة خالصة، كانت مصر تحكم الآن بأول رئيس إسلامي علي مدار تاريخها الحديث، حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم أجمعين، وندعوه أن يستبدل بهم من ينصره ويعز دينه. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- استمع إلى تلاوة إدريس بكر.. " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا" [email protected]