قام السيناتور دافيد دراير رئيس لجنة المشاركة الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكى اليوم ترافقه السيناتور السابقة جان هيومان رئيسة مركز ويلسون بتفقد اللجنة الانتخابية بمدرسة فتحية بهيج المركزية التى تم فيها تجميع صناديق اقتراع عدد من اللجان الفرعية بعد اغلاق صناديق الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية. وأعربت جان هيومان فى تصريحات صحفية من أمام اللجنة عن سعادتها لأن تكون ضمن وفد الكونجرس الذى يعتبر مراقبا رسميا لهذه اللحظات التاريخية قائلة انها والوفد المرافق فخورون لحمل بطاقات الهوية التى تعطيهم صفة مراقبين رسميين.
ما سمح للوفد على مدى يومين بزيارة عدد من مراكز الاقتراع والتحدث الى القضاة والناخبين وبعض المراقبين من بعض الأحزاب السياسية.. وقد رأى الوفد من داخل اللجنة عملية فتح أحد صناديق الاقتراع بعد انتهاء عملية الاقتراع وبدء عملية فرز الأصوات على الطاولة.. وأضافت أنها تشعر بالفخر الشديد من مصر والدور الكبير الذى قام به شعبها فى الانتقال بهذا البلد الى الديمقراطية الحقيقية.
وأشارت الى أن الوفد لا زال عليه أن يرى اذا كانت كل الاجراءات عادلة مؤكدة أن لا أحد يعرف من سيكون الرئيس المصرى القادم ولا أحد يعرف ما اذا كانت ستكون هناك اعادة .. وما هى السلطات التى ستكون مخولة للرئيس الجديد،وماذا سيحدث للدستور والبرلمان والللجنة التأسيسية للدستور.
وأوضحت أنها كمراقبة فى انتخابات بدول أخرى مثل تونس لابد أن تؤكد أن هذه العملية التى تمت على مدى الخمس أيام الماضية التى قضتها فى مصر كانت عملية مبهرة.. واضافة للشعب المصرى سواء الرجال أو النساء الذين شاركوا ولديهم آمال كبيرة فى المستقبل.
وقالت ان الولاياتالمتحدة تريد أن تعمل مع القيادة المصرية الجديدة وتعتقد أنه اذا استمر هذا النسق فاننا سيكون أمامنا مستقبل أكثر اشراقا لأطفال مصر الذين اصطف الكثيرون منهم برفقة أهاليهم فى الصفوف أثناء الانتخابات والذين شاهدوا للمرة الأولى ماذا تعنى كيفية الاختيار الحقيقى للمستقبل.
من جانبه وجه السيناتور دافيد دراير التهنئة للشعب المصرى قائلا بالعربية "مبروك للشعب المصرى .. ونحن نهنئه على يومين مبهرين"، مشيرا الى أن الديمقراطية صعبة وليست بالسهلة لكن ينبغى أن تكون من خلال كفاح لتحقيقها.
وأضاف أن مصر تعانى منذ 25 يناير من العام الماضى حيث فقد مليونا مصرى عملهم .. وأكد أن أفضل أمل لهم أن يحظوا بقيادة قوية تركز على اعادة بناء الاقتصاد المصرى وعلى تأكيد حقوق الأقليات والنساء وبناء المؤسسات التى ستضمن كل هذه الحقوق.
وأشار الى أنها كانت تجربة مثيرة لنا فى جولاتنا عبر مراكز الاقتراع بالقاهرة على مدى اليومين الماضيين حيث التقى وفد الكونجرس مع العديد من الأشخاص. وقال انه تأثر للغاية اليوم عندما نظر اليه أحد الناخبين المصريين بعد أن سأله عن العملية الانتخابية.. ورد المواطن المصرى قائلا " أستطيع الآن للمرة الأولى فى حياتى أن أتنفس، لأنه يستطيع الآن أن يلعب دورا فى تحديد مستقبل بلاده.
وأضاف أن الأمل والتفاؤل الذى نراه كلما التقينا بالناخبين .. وفى عيون رجال الاعلام هو مصدر الهام لنا وللجميع فى الولاياتالمتحدة والعالم بأسره المحبين للديمقراطية وحقهم فى اختيار قائدهم.
وردا على سؤال عما اذا كان الدستور المصرى خطوة أهم من اجراء الانتخابات قال السيناتور دراير ان كل تلك الخطوات مهمة .. والأمر متروك للشعب المصرى ليحدد ما هو الأكثر أهمية فهناك ملايين المصريين الذين قاموا بالتصويت خلال اليومين الماضيين لانتخاب الرئيس الجديد .. ونحن لا نعرف ما اذا كانت ستكون هناك جولة ثانية للانتخابات أم لا .. لكن وبعد اعلان الانتخابات فى النهاية سيكون هناك وضع للدستور وسنتطلع لبذل كل ما نستطيع للعمل مع القيادات والمعنيين بهذه العملية.
وأضاف أن الولاياتالمتحدة لا زالت تتعلم كيف تقوم بديمقراطية كاملة ولكن لدينا 223 عاما من تاريخ الديمقراطية .. وسنكون على أهبة الاستعداد اذا أراد المصريون أن نشاطرهم آراءنا وأن نفعل كل ما نستطيع للاجابة عن أى اسئلة يضعونها لنا ولكن الأمر متروك فى النهاية للشعب المصرى ليقرر كيفية السير فى العملية الديمقراطية.
من جانبها عقبت السنياتور هيومان قائلة ان وفد الكونجرس تحدث مع سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب منذ يومين عن وضع الدستور .. وقد قلت له اننى آمل فى مشاركة المرأة سواء فى الناحية التقنية أو السياسية لوضع الدستور المصرى الجديد .. وأضافت أن الكتاتنى قال إنه يعتقد أن العديد من النساء سيشاركن فى هذه العملية .. وأضافت أن واشنطن تتطلع الى ذلك وتأمل أن يحدث بالفعل.
وحول دور الأقليات والمرأة قال السيناتور دراير انه يشعر بشكل قوى أن النساء المصريات ملتزمات بحقوقهن ونحن نساندهن للتأكد من الاعتراف بحقوق المرأة .. وأضاف أن كل من التقى بهم الوفد بغض النظر عن مواقفهم السياسية قد أكدوا لنا الالتزام بحقوق المرأة .. والأمر متروك لشعب مصر فى نهاية الأمر للتأكد من هذه الالتزامات.
وحول ما اذا كان لشعوب الشرق الأوسط أن تتنفس الديمقراطية أيضا بعد الانتخابات المصرية .. وهل يمكنه القول الآن أن الانتخابات المصرية كانت حرة .. قال السيناتور دراير بالطبع اننا مؤيدون بقوة للسلام فى الشرق الأوسط .. وقد لاحظنا الحماس الكبير لدى المصريين الذين شاركوا فى العملية الانتخابية وشعروا بمشاعر جيدة لتمكنهم من التصويت لكن من المبكر للغاية لنا أن نحكم على الانتخابات نفسها وعلينا أن ننتظر لنرى .. ولكن من خلال عيونى فان ما شاهدته هو سعادة عالية من المصريين .. وقد بدأت عملية الفرز الآن.
من جانبها، قالت السيناتور هيومان ان هذه الانتخابات قد صححت بعض الأخطاء التى حدثت فى الانتخابات البرلمانية .. وقد كان هناك مثلا شرائط جيدة لاحكام اغلاق الصناديق وعلامات مائية .. وكان هناك تأمين أكبر لتلك الأصوات .. وأضافت أن دور المرأة مهم فالمرأة أغلبية وليست أقلية، لكن الديمقراطية عملية تحترم حقوق كل الأقليات .. والتسامح مع الآخر،والديمقراطية لا تعنى أن يفوز حزب ويقوم هذا الحزب بفعل ما يريده فالديمقراطية عملية طويلة ولدينا لآن بداية جيدة كما نأمل، والعالم يراقب ما يحدث فى مصر أكبر دولة عربية .
وأضافت أننا نأمل أن تضع مصر النموذج للتغيير فى هذا المكان من العالم وفى كل أنحاء العالم .. وقالت ان الاستيقاظ العربى ما زال عملية قائمة .. ومصر من أوائل الدول التى سيظهر فيها اذا كان يحدث هو ربيع عربى أم لا.
وحول ما اذا كان وفد الكونجرس اختار مراكز الاقتراع التى زارها قال السناتور دافيد دراير ان الوفد تحرك بشكل عشوائى .. والبطاقات التى منحتها لنا اللجنة العليا للانتخابات تسمح لنا بالتنقل فى أى مركز اقتراع نريده .. قائلا إننا غيرنا كذلك من خططنا وذهبنا الى عدد من مراكز الاقتراع التى حددناها وأعطيناهم اخطارات قبل الزيارة بدقائق.
وأضاف أنه يعلم أن السفيرة الأمريكية آن باترسون قامت بزيارة مراكز اقتراع خارج القاهرة ونحن زرنا مراكز بالقاهرة وهى مدينة كبيرة.
وحول سؤال عن ادعاء اسرائيل الدائم بأنها الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط وما اذا كان هذا الادعاء الاسرائيلى أصبح واقعا الآن بعد الانتخابات المصرية الناجحة قال دراير ان اسرائيل كانت دائما تؤيد بشكل قوى توسيع الديمقراطية فى الشرق الأوسط .. وقد سمعنا ذلك من عدة قادة اسرائيليين .. وقد رحبوا برؤية تفتح الديمقراطية فى الشرق الأوسط .
وأضاف أن مصر الآن ديمقراطية ولكنها ما زالت ديمقراطية تنمو .. ومصر دولة كبيرة ولهذا نتطلع للعمل معا للتشاور حول العديد من هذه الموضوعات
من جانبها قالت السيناتور هيومان ان تونس أيضا ديمقراطية وليدة .. وقد قمت أيضا بمراقبة الانتخابات هناك .. وتونس لديها حزب اسلامى حصل على النسبة الأعلى فى البرلمان لكنه تم أيضا اشراك أحزاب أخرى فى الحكومة ورحبت بالأقليات .. ولذلك فان تونس لديها رؤية،ومصر وهى دولة أكبر بكثير نأمل أن يكون لديها أيضا رؤيتها.
وقال السيناتور دافيد دراير انه راقب الانتخابات البرلمانية ويعتقد أن الرئاسية سارت بشكل أفضل .. والشعب المصرى يحقق تقدما على مسار الديمقراطية.
وأشار فى رده على أسئلة الصحفيين الى أن العمل الحقيقة يبدأ بعد الانتخابات .. وهذا هو ما نتطلع اليه.
وقد اصدر دافيد دراير عضو الكونجرس وجين هارمن مدير مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء وكلاهما شهد الانتخابات الرئاسية المصرية بيانا اليوم بعد انتهاء عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية أكدت خلاله ان الشعب المصري اكد مرة أخرى إصراره على بناء أول حكومة منتخبة ديمقراطيا في تاريخ مصر الحديث.
وقال دراير وهيومان " لقد كنا في القاهرة لنشهد هذه الخطوة التالية والمهمة،كان ملهما لنا أن نرى الحماس الواضح على جميع أطياف المصريين وهم مصطفون للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم ولتشكيل الاتجاه المستقبلي لهذا البلد العظيم".
وأضاف دراير وهيومان فى بيانهما ان الناخبين والقضاة الذين التقيناهم كانوا سعداء بكيفية العملية الانتخابية. كما تم تصحيح عدد من الأخطاء التي ارتكبت في الانتخابات البرلمانية.
واعربا عن اعتقادهما بان أداء مصر كان جيدا في ظل تحديات الظروف الاقتصادية والسياسية.
واختتم البيان بالتأكيد على انه يجري الآن فرز الأصوات. ونحن نتطلع إلى متابعة الخطوات التالية في هذه الانتخابات عن كثب ومصر تكمل تحولها إلى ديمقراطية نيابية وبها دستور يضمن حقوق الرجال والنساء."