في إطار فعاليات ملتقى "السرد العربي الدائم" أقيمت الندوة الثانية من ندوات الملتقى بمكتبة "مصر" العامة بالدقى، وسط حضور جماهري ضخم من الأدباء والنقاد والإعلاميين؛ حيث ناقشت الندوة رواية "إغواء يوسف" للروائي عمرو علي العادلي. بدأ الأديب الناقد السعيد عبد الكريم بتقديم النص وكاتبه مشيرا إلى تميز رواية "إغواء يوسف" بموضوعاتها الإنسانية، وبنائها الروائي المحكم، فضلا عن تجسيد الشخوص بمهارة فنية كبيرة، وإن أشار إلى غموض بعض المقاطع والمشاهد.
فيما أشارالناقد حسام عقل في مداخلته إلى تمكن قيمة الموت على النص الروائي، وتوظيف رمز يوسف وخصوصا في أبعاده التاريخية والدينية يحيل إلى ضفيرة من الأحلام، فضلا عن براعة الكاتب في توظيف الشخوص الثانوية في النص، كشخصية "مجاور". كما برع الكاتب في تصوير شخصية "تادرس" في إطار فانتازي ثري شديد الابهار. واكتمل الإطار الروائي بالأجواء الصوفية المثيرة التي خلقتها تجمعات الدراويش.
وأكد الناقد د. إيهاب عبد السلام براعة الكاتب الفنية للنص في صناعة الرمز بأبعاده الجمالية الثرية، برغم تحفظه على بعض الأخطاء اللغوية البيسبطة. ومن جانبه نوه د. عايدي على جمعة إلى تمتع النص ببنية زمنية متداخلة؛ ليستهى البنية الزمنية المعتادة، ولجؤ النص أسلوبيا إلى اسقاط أدوات الربط اللغوية؛ حيث رأى النص في مجمله نموذجا ناصعا للواقعية السحرية في الرواية العربية. ثم توالت مداخلات الحضور حيث علق كلا من الإعلامى والقاص محمد جراح، د. حسين عبد العظيم، فاتن فاروق، الروائي والناقد محمود عبد الوهاب، محمد عبد العال رئيس رابطة الأدب الحديث، ممدوح عبد الستار، الأديبة اللبنانية تغريد فياض، الشاعرة محبوبة هارون وعدد كبير من الحضور على النص في بنائه ولغته.