كييف: تحت رعاية اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بالأقليات الإسلامية في أوكرانيا, احتضن المركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيمفروبل عاصمة إقليم شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا يوما تعريفيا بالثقافة التترية الإسلامية وتاريخ وجودها في الإقليم. حضر وشارك في فعاليات هذا اليوم الثقافي عشرات الباحثين والمفكرين والمستشرقين، وأساتذة عدة جامعات ومعاهد أدبية في القرم وغيره من الأقاليم والمدن، كما شارك فيه العشرات من طلاب تلك الجامعات والمعاهد في فعاليات هذا اليوم. وتضمنت تلك الفعاليات تقديم عدد من المستشرقين والأساتذة بحوثا ودراسات وإلقاء محاضرات عن تاريخ عرق التتار ودخول الإسلام إلى القرم وباقي الأجزاء الأوكرانية، دلت في مجملها على أصالة الوجود التتري الإسلامي في القرم منذ منتصف القرن العاشر الميلادي، وعلى الدور الكبير الذي لعبه هذا الوجود من خلال نقل الحضارة الإسلامية إلى الإقليم ومنه إلى عدة دول وإمارات مجاورة آنذاك. ومن ضمن فعاليات اليوم كذلك كما نقلت فضائية "الجزيرة" القطرية استعراض لبعض المخطوطات التاريخية الأثرية التي نجت من النظام السوفيتي منتصف القرن الماضي الذي دمر وأحرق معظم مساجد وكتب التتار ومؤسساتهم التعليمية، بعد أن هجرهم قسرا إلى دول شرق آسيا عام 1944، كما شملت استعراضا لجوانب عدة من التراث والفلكلور والعادات والتقاليد الشعبية الخاصة بالتتار، من لباس وتحف وأناشيد وغيرها. يذكر أن تعداد التتار في القرم يقارب نصف مليون نسمة، وأنهم يشكلون في هذا الإقليم نسبة تقارب 18% من مجموع عدد سكانه، بينما يشكل الروس نسبة تقارب 40%، والأوكران 30%.