عمان: قال د. غالب الفريجات أن الثقافة هي وعاء الأمة التي تشكل محددات تكوينها، فيما تمثل التربية عامل تجديد فعليا للمجتمع، وهي أكثر قدرة على تغيير الواقع، لأن التربية تستطيع تحديد الإنسان الذي نريده، جاء ذلك في ندوة نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين، حول مقاومة التطبيع الثقافي والتربوي التي أقامتها لجنة مقاومة التطبيع في الرابطة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاغتصاب فلسطين أدارها الكاتب محمد محفوظ جابر. واقترح د. الفريجات في ورقته كما نقلت عنه صحيفة "الدستور" الأردنية استراتيجية للتصدي لذلك التطبيع تقوم على ضرورة الوعي بأن الصراع العربي الصهيوني هو صراع حضاري يتعلق بمستقبل الامة العربية، وأن هذا الصراع يحتاج إلى حشد كل الطاقات على الصعيدين: الرسمي والشعبي، مع رفض أي شكل من أشكال التعامل الثقافي والتربوي مع الكيان الصهيوني، وتزويد المواطن بثقافة المواجهة للتطبيع، مع العمل على قيام جبهة لمقاومة التطبيع مع العدو على مستوى الوطن. داعيا إلى اعتبار التطبيع خيانة وطنية ووضع ميثاق شرف يحرم الاتصال مع العدو ورصد الكتاب والمثقفين الذين يقومون بالاتصال مع العدو مع الاهتمام بنشر الثقافة المعادية للصهيونية ومحاربة المطبعين ونبذهم. وقدم د. الفريجات قراءة في العقل الصهيوني من خلال الاستشهاد ببرامجه التربوية والثقافية التي وصفها بالعنصرية. قدم الباحث عبدالله حمودة قراءة في المناهج التربوية الأردنية بعد توقيع اتفاقية وادي عربة مقدما استشهادات من كتب المرحلة الأساسية والثانوية في المدارس وكيف تتعامل مع نتائج الاتفاقية وتروج لها، مؤكدا ان العدو هو وحده المستفيد من هذه الاتفاقيات التي عادت على الأمة بالخسارة. وأشار حمودة إلى وثيقة صهيونية تم توزيعها على طلبة المدارس العربية في القدسوفلسطينالمحتلة 1948 وكيف تقدم الحركة الصهيونية نفسها لعقول الطلاب العرب مؤكدا أن تل أبيب رصدت ما قيمته 28 مليون دولار للمدارس العربية في القدس لتمرير ما تريده من مواقف وسياسات عنصرية. داعيا إلى عقد مؤتمر وطني من خلال رابطة الكتاب لممارسة الضغط على الحكومة لمنع تغيير المناهج الدراسية، مضيفا أن هذا التغيير لم يشمل المناهج الاردنية فحسب بل شمل المناهج التربوية في معظم الأقطار العربية الذي جاء تلبية لرغبة وتعليمات أمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.