اعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما عن اسفه وحزنه لمقتل 16 مدنيا أفغانيا برصاص جندي أمريكي في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان امس الاحد. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" عن أوباما خلال بيان له قائلا "ان الحادث مأساوي وصادم ولا يمثل الطابع الاستثنائي لجيشنا والاحترام الذي تكنه الولاياتالمتحدة للشعب الافغاني".
وأضاف أنه يقدم "أصدق التعازي" لأسر وعائلات الضحايا وإلى "الشعب الافغاني الذي تعرض لكثير من المعاناة والعنف".
ومن جانبه أعرب وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ايضاعن أسفه وقال إن "تحقيقا كاملا يجري" لتحديد ظروف الحادث.
أما المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فقالت إن "الولاياتالمتحدة تعبر عن اصدق تعازيها للعائلات التي تأثرت بإطلاق النار المأساوي هذا العمل العنيف الذي ارتكب ضد اصدقائنا الافغان يثير حزننا".
وعلى الجانب الاخر أدان الرئيس الأفغاني فى بيان رسمى هذا الحادث ووصفه بأنه جريمة اغتيال متعمدة راح ضحيتها من بين القتلى تسعة أطفال وثلاث نساء مطالبا بوضوع الرؤية من جانب الولاياتالمتحدة.
واضاف الرئيس الأفغاني في بيانه إن الحكومة الأفغانية " سبق وادانت مرارا العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الإرهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. إلا أنه عندما يقتل أفغان عن عمد من قبل قوات أمريكية, فهذا يعني اغتيالا وعملا لا يغتفر".
وأفادت الأنباء بأن الجندي الأمريكي خرج من قاعدته صباح الأحد، وهو مسلح وشرع بإطلاق النار عشوائيا على المدنيين بعد ان اقتحم منزلين على الأقل في قريتي الوكوزاي وغارامباي في منطقة بنجواي.
وتقع القريتان على بعد 500 متر فقط من القاعدة العسكرية الأمريكية.
وقال أحد السكان المحليين، واسمه عبد الباقي، لوكالة "أسوشييتد برس" إن الجندي فيما يبدو فتح النار على ثلاثة منازل.
وقال عبد الباقي "عندما وقع الحادث ليلا كنا في منازلنا. سمعت طلقات ثم عم الصمت ثم سمعت طلقات أخرى".
وأعلن حلف شمال الأطلسي الناتو لاحقا انه شرع بالتحقيق في الحادث الذي وصفه "بالمؤسف، وقال المتحدث باسم الحلف إن الجندي الأمريكي محتجز في قاعدة تابعة للناتو في أفغانستان بينما تم نقل الجرحى إلى مستشفى تابع لقوات الناتو.
وقال الجنرال جون أر ألان قائد قوات ايساف التي يقودها الناتو إن المسؤولين الامريكيين في افغانستان سيعملون مع الأفغان للتحقيق في الحادث.
وقال ألان في بيان "اتعهد لكل الافغان بالتحقيق العاجل والدقيق في الحادث".
وأضاف ألان "هذا الحادث الرهيب لا يمثل بأي حال من الأحوال قيم قوات إيساف وقوات التحالف أو الاحترام الذي نكنه للشعب الافغاني".
ومن بروكسل، أعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عن "ذهوله وحزنه" اثر المجزرة التي ارتكبها جندي أميركي وأودت بستة عشر مدنيا افغانيا.
وقال راسموسن في بيان له "أود ان اعبر عن ذهولي وحزني بعد الحادث المأسوي في ولاية قندهار. واقدم اصدق تعازي الى عائلات واقرباء الضحايا والى الشعب الافغاني والحكومة". واضاف "اقدم دعمي الكامل للالتزام الذي اعلنه الجنرال جون الن قائد قوة الاطلسي في افغانستان بتحديد الوقائع ومحاسبة اي شخص تثبت مسؤوليته". وتابع راسموسن "سنظل عازمين على اداء مهمتنا من اجل افغانستان قوية ومستقرة، معا مع شركائنا الافغان".
وقد خرج المواطنون إلى الشوارع قرب القاعدة الأمريكية في بنجواي احتجاجا على عملية القتل.
ويأتي الحادث ليضيف مزيدا من التوتر على العلاقات الأمريكية الأفغانية بعد حادث حرق المصاحف في قاعدة امريكية أخيرا.
وأدى ذلك إلى موجة احتجاجات في أفغانستان قتل فيها 30 شخصا على الأقل.كما قتل ستة جنود أمريكيين على الأقل في هجمات تبنتها حركة طالبان وقالت إنها جاءت ردا على حرق المصاحف.
يشار إلى أن قوات أمريكية انتشرت في منطقة بنجوي في إطار خطة تعزيز القوات التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2009.
وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية للعمليات العسكرية الأمريكية ضد مقاتلي حركة طالبان.