الرياض: أظهر تقرير مالي حديث تحقيق البنوك السعودية نمواً في أرباحها خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 2.9 % لتسجل بذلك 6.47 مليار ريال، ليصبح بذلك إجمالي أرباح النصف الأول من العام 12.76 مليار ريال بنسبة تراجع بلغت 4.4 % مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. وعزا تقرير مركز "معلومات مباشر" تراجع أرباح البنوك السعودية بنسبة 4.4% خلال النصف الأول من العام مقارنة بالنصف الأول من العام السابق إلي أن عدم ظهور بوادر الأزمة المالية العالمية خلال الأشهرالستة الأولي من عام 2008، وهو ما دعا البنوك السعودية كغيرها من المؤسسات والشركات إلى تجنيب مخصصات كبيرة تحسبا لما قد تواجه من مصاعب نتيجة لتراجع قيم استثماراتها سواء في شركات الأسواق المالية أو قيم الاستثمارات خارج الأسواق المالية. وجاء مصرف الراجحي في المقدمة من حيث نسبة نمو الأرباح في النصف الأول من عام 2009 وذلك بعد تحقيقه نموا بنسبة بلغت 4.8 %مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي 2008، تلاه المجموعة المالية سامبا بنسبة نمو بلغت 3.7 %، في حين حقق "العربي الوطني" نموا في النصف الأول بنسبة 1.19 %. وعلى الجانب الآخر تراجع بنك البلاد بنسبة 54.4 % ليكون أكثر البنوك تراجعا على مستوى الفترة، تلاه "السعودي الهولندي" بنسبة تراجع بلغت 38.3 % حسبما ذكر تقرير "معلومات مباشر"، وكان أقل تراجعا على مستوى النصف "السعودي الفرنسي" بنسبة تراجع بلغت 4.9 % وجاء بنك الجزيرة على رأس البنوك السعودية من حيث نمو أرباحها حيث حقق نموا بنسبة 21 % وذلك في الربع الثاني من عام 2009 مقابل ما حققه في الربع المقابل من عام 2009، إضافة إلى أنه استطاع تحقيق نمو ربعي بنسبة 18 %، وهو مخالف في ذلك لبقية البنوك حيث إن عدد البنوك التي حققت نموا على مستوى الربع الثاني مقارنة بالربع الثاني المقابل من العام الماضي أقل من تلك التي استطاعت أن تحقق نموا عند مقارنة ما حققته في الربع الثاني من عام 2009 مقارنة بالربع الأول منه. وصاحب بنك الجزيرة في عملية النمو في الأرباح سنويا "الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي" كل من الراجحي بنسبة نمو 1.7 % وسامبا بنسبة نمو 1.6 % والرياض بنسبة 1.3 %، أما عن بقية البنوك فقد تراجعت أرباحها بنسب متفاوتة حيث كان أكثرها تراجعا السعودي الهولندي الذي تراجع بنسبة 72 %، تلاه بنك البلاد بنسبة تراجع 52.8 % ثم بنك الاستثمار بنسبة بلغت 32.8 %، وتراجع ساب بنسبة 15 % والفرنسي ب 10.5 %وكان أقلهما تراجعا العربي الوطني الذي تراجع بنسبة 0.8 %. أما على مستوى النمو الربعي للبنوك أرباح الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالربع الأول منه فقد جاء بنك الرياض في المقدمة، فعلى الرغم من أنه كان أقل البنوك نموا سنويا فقد حقق نموا ربعيا بنسبة بلغت 108 %، تلاه بنك البلاد ثاني كثر البنوك تراجعا سنويا حيث استطاع أن يحقق نموا بنسبة 20 % على مستوى النمو الربعي وهو مؤشر ربما يكون جيدا إذا كانت هذه بداية للنمو في الأرباح، وكان أقل البنوك نموا «ربعيا» الراجحي حيث نمت أرباحه بنسبة 2.3 % فقط. وظل السعودي الهولندي على رأس قائمة المتراجعين حيث تراجع ربعيا بنسبة 68 %، تلاه السعودي للاستثمار بنسبة تراجع 22 % حسبما ذكر التقرير الذي أوردته صحيفة الاقتصادية وكان أقلها تراجعا سامبا بنسبة تراجع بلغت 2 %. وتزامنت هذه النتائج مع توقعات تقرير مصرف كريدي سويس العالمي بأن تنجح البنوك العاملة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تحقيق عوائد مالية جيدة عن أعمالها للفترة الربعية الربع الثاني، لكنه توقع تقلص معدل الأرباح مقابل النتائج المحققة في الفترات الماضية. وأكد تقرير المصرف العالمي الذي أعده محمد هوا وديجفياجي سينف المحللان الماليان أن الوضع في المملكة ربما يكون أقل انخفاضا، ولا سيما أن عمليات الإقراض لا تزال في مستويات منخفضة، موضحا تطلعه إلى أن يدعم التوجه نحو عمليات الإقراض مستقبلا ولا سيما للقطاعات والمنشآت دفعة لأداء البنوك دون إعطاء أي تفاصيل متعلقة بذلك. وانتقد التقرير الانعكاسات المتأتية من ارتفاع حيز الفاقد الربحي من جراء انخفاض العوائد المتحصلة من الوساطة لمعظم البنوك في المملكة، في وقت يرى فيه بروز مظاهر لارتفاع تكاليف الائتمان على المنطقة بشكل عام، مضيفا أن ذلك ربما يكون فرصة لخلق موازنة في السوق عبر توسيع هوامش الربحية من خلال الخدمات خلال الأرباع المقبلة.