قال مستشار بارز في مجلس الوزراء العراقي، أن كلا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي فضلا عن الأردن ومصر كان لهم دور بارز في ترطيب العلاقات بين العراق والسعودية. ونقلت صحيفة "المدى" العراقية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عنه قوله "إن التزام الحكومة بقرارات الجامعة العربية تجاه الأزمة السورية أوصل رسائل إيجابية إلى الرياض وهو ما شجعها على تعيين سفير لها وان كان غير مقيم"، في حين أشاد بموقف الدبلوماسية العراقية في التعامل مع هذين الملفين وقال إن نجاح بغداد في استمالة العرب عزز من حظوظ خروج القمة العربية في العراق بنتائج ايجابية.
يأتي ذلك في وقت أكدت الحكومة العراقية أمس عدم تلقيها أي رفض أو اعتذار من أية دولة عربية، لحضور قمة بغداد،، مشيرة إلى أن هناك تأكيدات من الدول كافة على حضور القمة المقرر عقدها يوم 29 مارس المقبل .
وكانت الرياض قد رشحت الأسبوع الماضي سفيرها لدى الأردن فهد عبد المحسن الزيد ليكون سفيرا غير مقيم في بغداد ، وهو أمر رحبت به الحكومة العراقية، وقالت "إنه خطوة نحو الاتجاه الصحيح".
وقال عادل بروراي المستشار بمجلس الوزراء العراقي "كان لواشنطن والاتحاد الأوربي دور كبير في التأثير على دول المنطقة كالأردن ومصر باتجاه إعادة ترتيب العلاقات بين بغداد والرياض"، وهو أمر يحسب أيضا للدبلوماسية العراقية المتمثلة برئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري الذين عملوا خلال الفترة الماضية على توطيد العلاقات مع دول المنطقة كافة.
وأضاف بروراي ، "إن لواشنطن دورا مهما في المنطقة العربية بالتزامن مع التغييرات التي تشهدها لاسيما مع سقوط أنظمة مهمة ، فهي تحاول الاطلاع على ما يحدث والتأثير بما لديها من إمكانات من أجل توطيد العلاقات مع العرب لأجل المحافظة على مصالحها وتابع".
وتابع المسئول العراقي في تصريح خص به (المدى) "استمرت المباحثات بين بغداد والرياض من خلال الاجتماعات المتكررة للجامعة العربية التي كانت تنعقد لمناقشة الملف السوري وأدت إلى اتخاذ السعودية قرار بتعيين سفير غير مقيم لها في بغداد والذي يعد نقطة ايجابية نحو إعادة العلاقات بين الطرفين".
وعن تأثير الموقف العراقي من الأزمة السورية على العلاقات العراقية السعودية قال المستشار الحكومي "إن التزام الحكومة بقرارات الجامعة العربية التي أدانت أعمال القمع التي يمارسها النظام السوري ضد معارضيه أوصل رسائل ايجابية إلى السعودية وبالتالي أسهمت هي الأخرى بتشجيعها على العودة نحو العراق"، وخلص إلى القول "إن الموقف العراقي الجديد يعبر عن حنكة في التعامل مع القضايا ذات الطابع الدبلوماسي العالي من خلال تنقية المواقف مع دول المنطقة لاسيما سوريا باعتبار أن بغداد ستقود قمة العرب".
من جهة ثانية ، زار المملكة العربية السعودية وفد أمني عراقي رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن الوطني وكالة فالح الفياض وعضوية الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي الأسبوع الماضي ، لمناقشة أوضاع المعتقلين في البلدين وسط أجواء وصفتها وسائل الإعلام حينها بالتفاؤل الحذر.
وعلى صعيد القمة العربية المقرر عقدها بالعراق الشهر المقبل ، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ "إن خمسة وفود وزارية نقلت رسائل رئيس الجمهورية جلال طالباني ودعواته إلى الدول العربية لحضور القمة"، وأشار إلى أن الحكومة العراقية لم تتسلم أي رد سلبي بعدم الحضور إلى القمة.
وعن دعوة سوريا لحضور القمة، قال الدباغ خلال مؤتمر صحفي أن العراق ملتزم بقرارات الجامعة العربية وعليه فإن سوريا لن توجه لها الدعوة لحضور القمة ، باعتبار أن عضويتها معلقة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الدعوة لن توجه إلى المجلس الوطني السوري المعارض وأوضح أنه يتوجب على العراق في المرحلة الحالية أن يكون له دور فاعل على الساحة العربية في اتخاذ القرارات بالمنطقة.
وأشار إلى أن الاستعدادات لعقد القمة متواصلة وشبه مكتملة من حيث توفير القاعات الخاصة بعقد المؤتمرات الصحفية واختتم الدباغ حديثه بالقول إن الحكومة العراقية تهدف وتعمل على تذليل الصعوبات والمشاكل التي تعترض نقل الحدث مبينا أن قناة العراقية ستتولى نقل الحدث مباشرة وستقوم بإعطاء الترددات إلى جميع القنوات الفضائية مجانا
وعلى صعيد ذي صلة ذكرت الخارجية العراقية في بيان لها يوم أمس الاثنين إن سلطنة عمان لبت دعوتها للمشاركة في مؤتمر القمة العربية ، وقالت "إن زيباري سلم دعوة حضور القمة العربية إلى فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء العماني لإيصالها إلى السلطان قابوس".
وأضافت الخارجية أن آل سعيد وافق على مشاركة بلاده في قمة بغداد لبحث التطورات الكبيرة التي تعصف بالعديد من البلدان العربية من جراء ثورات الربيع العربي، وجاء في بيان الخارجية العراقية،، أن جامعة الدول العربية أبلغت العراق بأن جميع الدول العربية ستحضر قمة بغداد.