كان المعتقل يضم بين جنابته الكثير من الأفكار ، والجماعات ، ولكن كان المهمين والمسيطر هو فصيل قاد الجميع إلى معركة خاسرة ، سواء رضي من رضي أو أبى من أبى . عند بدء المعركة تعامل النظام المخلوع مع جميع التيارات ، كالكلب المسعور ، ينهش كل ما وأمامه دون تمييز. قاد هذا الفصيل الجميع للدخول فى معركة غير متكافئة وهو أيضا الذي لم يتخلى عن قيادته فى الخروج منها خاسرا ملطخ بالعار ومواجهه بالخزي من الآخرين . هو بطل الفيلم المعروض.. ولكن للاسف .. هنا البطل ليس كبطل كل الأفلام ، يبقى واقفا على قدميه وينتصر فى النهاية على أعدائه .. بل بطلنا هنا على النقيض تماما ، تخلى عن قضيته وركع واستسلم بطريقة لا يحسد عليها .. بل الأدهى من ذلك والأمر انه هو الذي قتل نفسه وانهي حياته وكأنه أراد ألا يتعب عدوه ويجهده .. بل ظل عدوه متفرجا عليه وهو ينزف دمه حتى تأكد من نهايته، وان لا عودة ولا رجوع ولا حياة له مرة أخرى .. هذا الفصيل.. قتل نفسه انتحارا ويأسا من حال قد أوصل نفسه إليه ، كالمريض الذي يصل لمرحلة اليأس من العلاج لعدم وجود جدوى منه ، بسبب ان المرض تمكن منه، وكان العلاج فى مرحلة متأخرة .. ولكن كان من الممكن، بل من المؤكد إمكانية العلاج فى مراحل المرض الأولى ،ولكن عدم اعتراف المريض بمرضه تسبب فى ضياع فرصة العلاج .. لذلك استسلم المريض للموت أملا في حياة وسط الأموات. هذا الفصيل.. كان جماعة منظمة لها إفرادها وقادتها وفكرها، وهوما يميزها عن غيرها من بنى جنسها .. فوحدة الفكرة، وانصياع الأعضاء لأوامر القادة ،هو ما يميزها عن غيرها من الجماعات والتيارات الأخرى .
كان قادة هذا الفيصل هم رأسه و المتحكمون فى جسده ،وعلى الجسد الانصياع دون تردد، ولو كان ذلك فوق طاقة الجسد وإمكانياته المحدودة، حتى ولو أدى هذا الى فنائه .. وهذا ما حدث بالفعل. كان أمراء هذا الفصيل يقودون إفرادهم بطريقة شيخ القبيلة، بل يمتاز شيخ القبيلة عنهم ان هناك أعرافا وعادات تحكمه .. اما هولاء الأمراء لا يحكمهم الا اجتهاداتهم.. والاجتهادات غير ثابتة وغير مستقرة وتختلف من وقت لأخر.. بل كانو فى اجتهاداتهم دائما يتجنبون الصواب ، لعدم توافر صفة المجتهد فيهم، سواء من الناحية الدينية وغيرها وهوما اكده الواقع وما وصلوا إليه فى نهاية كل عمل قاموا به . اجتمع الجميع على كراهية هذا الفصيل ، لعدم مراعاتهم لغيرهم ، ولأنهم كانوا لايرون الا انسفهم ، وهو ما ادى بهم الى السقوط فى الهاويه . سقوط من قمة الزيف ، ودنيا الخيال ، الى مستنقع تفوح رائحته كلما ذكر.(فيديو)
** المنسق العام للجنة حقوق الانسان بنقابة المحامين المستشار القانونى لرابطة المعتقلين السياسيين