بموجب اتفاق السلام الذي أبرم العام الماضي، بين الرئيس الأفغاني أشرف غني وزعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار، عاد الأخير إلى أفغانستان. وبحسب تصريح أدلى به حشمت الله أرشد المتحدث باسم الحزب الإسلامي، الخميس، فإنّ حكمتيار وصل إلى ولاية لاغمان شرق البلاد، أمس. وأضاف أرشد أنّ حكمتيار سيلتقي بأنصاره الجمعة في حفل حاشد وسيزور بعده ولاية ننکرهار، قبل توجهه إلى العاصمة كابول. وأشار إلى أنّ الدفعة الأولى من أعضاء الحزب الإسلامي الأفغاني المعتقلين في سجون كابول، سيتم إخلاء سبيلهم خلال الفترة القادمة بموجب اتفاق السلام الموقع بين غني وحكمتيار. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وقع رئيس الحزب الإسلامي حكمتيار اتفاق سلام تاريخي مع الرئيس غني. وينص الاتفاق على إخراج اسم حكمتيار، زعيم الحزب، وأعضائه من اللائحة السوداء الدولية، إلى جانب إنشاء ثكنة خاصة بهم في كابول، ليتمكنوا من الإقامة فيها بأمان، مع إمكانية استفادتهم من الدعم الحكومي، وإطلاق سراح أعضاء الحزب من السجون الأفغانية. كما يقضي الاتفاق بعدم خضوع حكمتيار لأي محاكمات سياسية أو عسكرية تتعلق بما قام به في الماضي. وفي أعقاب الاتفاق، عاد معظم أنصار حكمتيار الى البلاد، بما فيهم نجله، حبيب الرحمن حكمتيار، بعد أن كانوا يقيمون بمخيمات اللاجئين الباكستانية. وفي منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي، أرسلت الحكومة الأفغانية طلباُ رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لرفع أسماء قادة الحزب الإسلامي من قائمة العقوبات الدولية، وسط مخاوف من معارضة روسية، إلا أن موسكو أكدت مؤخراً أنها تؤيد هذه الخطوة في إطار دعمها لعملية السلام الأفغانية. ورفعت الأممالمتحدة، مطلع شباط/ فبراير الماضي، اسم حكمتيار، من قائمة العقوبات المتعلقة بدعم تنظيمي "الدولة الاسلامية" و"القاعدة" الإرهابيين. ووضع حكمتيار على قائمة العقوبات الدولية بقرار من مجلس الأمن عام 2015، وصنفته الولاياتالمتحدة إرهابياً عام 2003، ووضعت الأممالمتحدة اسمه على القائمة السوداء. ولعب حكمتيار، دوراً مهماً في الكفاح ضد القوات السوفيتية التي احتلت البلاد عام 1979، فضلاً عن دوره البارز في الحروب الداخلية، ولجأ إلى إيران، عقب سيطرة طالبان على البلاد عام 1996، ثم عاد إلى أفغانستان بعد الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2001، وحارب مع فصائل "المقاومة" الأخرى، ضد قوات التحالف. ومنذ 14 عاماً، يقاتل "الحزب الإسلامي" الحكومة الأفغانية في مناطق مختلفة بأرجاء البلاد، ونفذ هجمات انتحارية استهدفت القوات الأفغانية والأجانب خاصة في كابول، قبل ان يبرم اتفاق سلام مع الحكومة العام الماضي.