القاهرة: أكدت الدكتورة نوال السعداوي الخميس إن نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر ستؤدي إلى خضوعها الكامل تحت سيطرة الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وأن صعود التيار الإسلامي هو مخطط مرسوم بدقة مشابه لما حدث في إيران.
وقالت فى حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته في عددها الصادر اليوم إن ما يفزع "الاستعمار" الأمريكي من مصر هو ثورة مدنية للعدالة الاجتماعية، وأن تكون مصر دولة مستقلة بالفعل، مؤكدة أن هذا يمثل سيناريو مرعب لواشنطن وتل أبيب، لذا يستخدمون كل الوسائل الذكية جدا مثلما فعلوا مع ثورة إيران.
وأضافت السعدواي أن الثورة الإيرانية بدأت كثورة مدنية وسياسية اقتصادية لتأميم النفط الإيراني من تلامذة الدكتور مصدق للنهوض بالشعب، ولكن ما حدث أنهم أتوا بالإمام آية الله الخميني وأرسلوه بالطائرة من باريس إلى طهران تماما مثلما أرسلوا إلينا القرضاوي والسلفيين الذين ظهروا فجأة من تحت الأرض. وتابعت قائلة أن الإسلاميين والسلفيين يقفزون على الثورة في مصر بدعم من رجال الرئيس المصري السابق حسني مبارك والقوى الخارجية، كما تساءلت عن الصعود المفاجئ للسلفيين في المشهد السياسي في مصر وعن مصادر تمويلهم والأحزاب السياسية التي تمثلهم. وقالت السعداوي إن ما كتبه نجيب محفوظ ليس عيبا، ولكن العيب الحقيقي هو التجارة بالدين، وكذلك اعتبار صورة المرأة عورة وفى الوقت نفسه أسعى لدخولها البرلمان. وتساءلت السعداوى عن سبب قدوم الشيخ يوسف القرضاوى إلى مصر، مشيرة إلي أنه جاء ليتزعم ثورة لم يعمل بها، حيث كان في الدوحة عندما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع ، لذا فليس من المنطقي أن يأتي الآن، ويقفز على الثورة مثلما قفز الخميني على الثورة في إيران بدعم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
وأكدت أن الإسلاميين والسلفيين يقفزون أيضا على الثورة في مصر بدعم من رجال مبارك والقوى الخارجية التي كانت تدعم مبارك، وهذه أمور واضحة للأطفال. وأكملت السعداوى أن مشكلة مصر ليست فى "الإخوان المسلمين"، لكونهم جزء من المشكلة وإنما المشكلة الحقيقية في السلفيين، واصفة إياهم ب"الظاهرة الغريبة" في مصر. وجددت رفضها لهذه الانتخابات واعتبرتها بمثابة "خداع" للشعب المصرى مع عدم وضع دستور جديد للبلاد، مشيرة إلي أن الدستور هو العقد الاجتماعي بين المصريين يتم وضعه ثم بعد ذلك تجري الانتخابات. واعتبرت السعداوي حكومة الجنزوري "غير شرعية"، مضيفة أنها لا تؤمن سوى بالشرعية الثورية وبالحرية والكرامة والنظافة والعدالة الاجتماعية. وأوضحت أنها لا ولن تؤمن بأي شرعية ضد الشرعية الثورية، مؤكدة أن حكومة الجنزوري جاءت على جثث الشهداء وعلى حساب عيونهم.
ووصفت السعداوى المشهد السياسي المصرى ب"السيء"، كاشفة عن وجود مخطط لإجهاض الثورة منذ لحظة تنحي مبارك.