دمشق : شن الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء هجوما ضاريا على إسرائيل ، مؤكدا في الوقت ذاته أن العلاقات مع تركيا أصبحت غنية عن التعريف وأصبحت واقعاً لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بأي حال من الأحوال. ونقلت وكالة الانباء السورية عن الأسد قوله فى المؤتمر الصحفى الذي عقده مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في دمشق الاربعاء : "بحثنا كيفية إخراج عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه بسبب غياب الشريك الإسرائيلي الوهمي الذى يطرح نفسه على أنه لاعب أو شريك في عملية السلام ولكن الحقيقة هي العكس تماماً ولو أردنا أن نؤكد على هذا الشيء فلا أدل على ذلك من المصطلحات الإسرائيلية المستخدمة للمناورة في عملية السلام". وأضاف "الحقيقة أن هذه المصطلحات أصبحت كثيرة لدرجة أنه لا بد من أن نحمل في جيبنا دائماً قاموساً لتفسير وترجمة المصطلحات الإسرائيلية التي تستخدم في هذا الإطار". وعن لقائه بأردوجان ، قال الأسد :" إن ماتحقق من نجاحات بالنسبة لهذه العلاقات خلال السنوات الماضية يرتكز على القاعدة الشعبية للشعبين ولكن هذا العامل غير كاف ولو اجتمعت كل العوامل الأخرى متكاملة هي أيضاً غير كافية إن لم يكن هناك العامل الأهم وهو الإرادة القوية والإرادة المشتركة التي امتلكناها". وتابع أن الشخص الذي يحترم نفسه ووطنه يحصل على دعم شعبه والشخص الذي يقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم بشكل عام وفي منطقته بشكل خاص يحصل على احترام شعب تلك المنطقة ومن يستخدم أوراقه فوق الطاولة وليس تحت الطاولة في الضوء وليس في الظلام يحصل على احترام العالم. وتطرق الأسد إلى الاتفاقيات التى وقعها مع أردوجان فى مختلف المجالات وقال :"إن ما رأيناه من توقيع لأكثر من خمسين اتفاقية ومذكرة ووثيقة هو مؤشر كبير في هذا الاتجاه وهذه الاتفاقيات كانت في المجالات المختلفة في الطاقة والأمن والدبلوماسية والتربية والتعليم العالي والثقافة والاتصالات والإسكان والزراعة والرياضة والشباب والإدارة المحلية وغيرها من المجالات". وكانت سوريا وتركيا وقعتا 50 اتفاقية ثنائية جديدة بينهما خلال الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين والذي بدأ أعماله في دمشق الأربعاء بحضور رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ونظيره التركي رجب طيب أردوجان. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن عطري قوله إن :" اجتماع اليوم جاء تتويجاً طيباً للعلاقات المتميزة بين البلدين، واستجابة للصلات والوشائج التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تربط شعبيهما". وأضاف عطري قائلا: "يعد الاجتماع بمنطلقاته وأهدافه مرتكزا مهما لبناء شراكة عميقة الجذور ترسخ التنسيق والتكامل بين البلدين". من جهته، قال أردوجان :" إن الاجتماع الأول للمجلس المذكور هو يوم تاريخي في العلاقات بين البلدين اللذين يتقاسمان تاريخا وثقافة وقيما مشتركة، ولهذا السبب نرى سورية بلدا شقيقا وصديقا". وأضاف أردوجان قائلا: "لقد حققت تركيا وسوريا خطوات متقدمة ستعززها الاتفاقيات التي سيتم توقيعها اليوم". وأردف بقوله: "لقد أدى إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين واتفاقية منطقة التجارة الحرة بينهما إلى زيادة حجم التبادل التجاري الذي سنعمل على زيادته خلال السنوات القادمة إلى خمسة مليارات دولار". وأكد رئيس الوزراء التركي أن البلدين سيتابعان تنفيذ الخطوات والإجراءات الكفيلة بزيادة انسياب حركة البضائع والأفراد بينهما ، لكنه قال إن مثل هذا الأمر سيحتاج إلى تطوير المنافذ الحدودية والبنى الخدمية وتفعيل الاتفاقيات المبرمة وتعزيز عمليات الربط الطرقي والسككي بين البلدين. وكان أردوجان بدأ الثلاثاء زيارة رسمية إلى سورية التقي خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد ، كما ترأس أردوجان الجانب التركي في الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا. ويرافق أردوجان خلال الزيارة وفد وزاري يتألف من وزراء الخارجية والعدل والداخلية والصحة والنقل والزراعة وشئون الريف والبيئة والغابات والطاقة والموارد الطبيعية إضافة إلى وزيري دولة. يذكر أنه كان قد أعلن عن تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا خلال زيارة الأسد إلى تركيا في 16 أيلول/سبتمبر الماضي وتضمن إعلان التأسيس تشكيل مجلس أعلى على مستوى القيادات السياسية وآخر على مستوى الوزراء في كلا البلدين. وكانت تركيا قد استضافت ورعت العام الماضي مفاوضات غير مباشرة بين سورية وإسرائيل، لكن دمشق أوقفت تلك المفاوضات في ديسمبر/ كانون الأول عام 2008 بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي انتقدته أنقرة أيضا بحدة.