حصاد 25 إبريل.. القبض على 53 صحفيًا واقتحام البلطجية للنقابة نقيب الصحفيين: سنتقدم ببلاغ ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة للتحقيق في الانتهاكات مؤشر الديمقراطية: مظاهرات 25 إبريل شهد انتهاكات أمنية ضد الصحفيين والإعلاميين الكنيسي: على النقابة أن تتخذ موقف متزن حتى لا تعطى فرصة للمتربصين بالدولة البلشي: لماذا سمحت الداخلية للمتظاهرين مؤيدين لاتفاقية ترسيم الحدود بالتظاهر أمام النقابة جمال فهمي: أجهزة الأمن تستخدم أساليب ضد الصحفيين لا تليق بالدولة المصرية احتجاجا على ما حدث لصحفيين" يوم الأرض هي العرض" تقيم جبهة الدفاع عن الصحفيين المصريين اليوم لخميس اعتصاما مفتوحا في النقابة للدفاع عنها وعن المهنة، و سماع لشهادات الصحفيين على ما قامت به أجهزة الأمن من ترويع للصحفيين . لقد تحولت مظاهرات "الأرض هي العرض"، المعارضة لاتفاقية ترسيم الحدود وإعادة جزيرتي تيران وصنافير لمصر، التي وقعتها الحكومة المصرية مؤخرًا مع الجانب السعودي إلى صراع بين الجماعة الصحفية ووزارة الداخلية، بعد أن ألقت القبض على عددًا من الصحفيين بصورة عشوائية، فضلاً عن ممارسات وانتهاكات من قبل مجهولين حاولوا اقتحام النقابة بحسب البيان الصادر من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين. وشهدت نقابة الصحفيين بشارع ثروت بمنقطة وسط البلد يوم الاثنين الماضي، محاولة عدد من البلطجية اقتحام مقر النقابة، كما منعت قوات الأمن المتمركزة أمام النقابة دخول الصحفيين نقابتهم حتى لمن يحمل بطاقة العضوية، وأغلقت شارع عبد الخالق ثروت ومنع خروج أو دخول الصحفيين من النقابة، وقبضت على عددٍ منهم فضلاً عن حملة الاعتداءات التي تعرض لها الجماعة الصحافية أثناء تغطيتهم أحداث 25 إبريل في مناطق مختلفة. مجلس نقابة الصحفيين عقد اجتماعًا طارئًا ناقش فيه جميع الاعتداءات التي تعرض لها الجماعة الصحفية ومقر نقابتهم ومنع الزملاء من الدخول للنقابة، وقرر المجلس عقد مؤتمرًا صحفياً اليوم الخميس بمقر النقابة بحضور جميع الصحفيين الذين تم توقيفهم أثناء تغطيتهم أحداث 25 إبريل والإدلاء بشهادتهم، تعقبها مسيرة لمكتب النائب العام لتقديم بلاغات ضد وزير الداخلية. ورصد مؤشر الديمقراطية في تقرير له أن مظاهرات 25 إبريل شهد انتهاكات أمنية ضد الصحفيين والإعلاميين بشكل غير مسبوق حيث ألقى القبض على 53 صحفيًا ومصورًا ومراسلاً بشكل عكس هجمة أمنية غير مسبقة ووصف التقرير هذا اليوم بالأسود على حرية الصحافة والإعلام. بلاغ ضد وزير الداخلية وقال يحيى قلاش نقيب الصحفيين تعقيباً على الأحداث التي شهدتها النقابة في تصريحات صحفية، إن مجلس النقابة سوف يرد على جميع التجاوزات والانتهاكات التي تعرض لها الجماعة الصحفية في بيان صحفي. وأوضح "قلاش" أنه سيتقدم ببلاغ ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها بعض الصحفيين أثناء ممارستهم لعملهم، مشيرًا إلى أن رقص أمناء الشرطة أمام نقابة الصحفيين رسالة مستفزة وغير مقبولة. وأكد أن النقابة ليست طرفاً في أي صراع سياسي وليس لأعضائها أجندات خاصة وأن ليس من سلطة نقيب الصحفيين منع تظاهرات أمام النقابة، مشددًا على أن تجاهل التجاوزات وإغفالها يضر بمصلحة البلد ولا يوجد مبرر للدفع بالبلطجية لاقتحام النقابة وهي معقل للدفاع عن الحريات. الإعلامي حمدي الكنيسي قال، إن ما حدث في تظاهرات "تيران وصنافير" نتيجة للحملات الإعلامية لمختلف الوسائل الصحفية والإعلامية لحشد الناس ضد الدولة، وصل الأمر لهتافات تدعو لإسقاطها وخرجت المظاهرات عن سياقها الطبيعي، ولا أحد يدرك أن سقوط النظام يعني سقوط الدولة وهذا هو المخطط الذي نجينا منه بمعجزة. ودعا في تصريح ل"محيط"، النقابة إلى أن تقف موقفًا موضوعيًا ومتزنًا وهادئًا حتى لا تعطي فرصة للمتربصين من الداخل والخارج، وأن لا تخرج الأمور عن الحسابات كلها. ودراسة "الأمور" بهدوء أكثر وبعقلانية حتى لا يكون موقف عدد محترم من أعضاء مجلس النقابة مساعدًا للمتربصين بالبلد. احتكار الحقوق والحريات الكاتب الصحفي جمال فهمي، وكيل نقابة الصحفيين السابق قال، إن ما حدث أمام الصحفيين مؤسف ويعيد تذكرنا بيه أيام " سوداء " كانت فيها أجهزة الأمن تستخدم أساليب لا تليق بالدولة المصرية منها الاستعانة ببلطجية "مأجورين" لممارسة نوع من القمع والإهانة بالمخالفة للدستور والقانون وهي ممارسات بالغة السوء تدفع بالبلاد إلى مزيد من الاحتقان ولن تؤدي إلى نتيجة إلا زيادة مشاكل البلد وتمثل هدية ثمينة لجماعات الإرهابية وعصابات الإجرام التي مازلنا نراها حتى الآن. وأضاف في تصريحات ل"محيط"، أن الصحفيين ينالهم نصيب مما يناله باقي المواطنين العاديين من سياسة احتكار الحقوق والحريات والعصف بالدستور وأحكامه والقانون الصحفيين، وواجهة عاصفة من غير مسبوقة من الانتهاكات يوم تظاهرات 25 إبريل وهم يمارسون واجبهم. وأشار إلى أن القوى المعادية للحريات الصحافة والإعلام وحرية التعبير عمومًا هذه القوى لم تتعلم شيئًا مما جرى من قبل وهي موجود في أجهزة الدولة والسلطة والحكم وهذه القوى تكبد البلد خسائر هائلة وما حدث يوم الاثنين هو نموذج للخطر الذي نواجه في وقت يفترض أن تتفرغ الدولة لمعركة الإرهاب. وأوضح أن رغم أهمية القوانين المنظمة للصحافة إلا أن هناك غياب للإرادة السياسية وعدم اقتناع لدى السلطات بأهمية الحرية والديمقراطية وأهمية الإعلام الحر والحريات وهذا خطير لأنه يدفع لمزيد من الأزمات والاحتقان بينما نحن في أمس الحاجة لوحدتنا الوطنية. وحول أسباب انتقال مظاهرات "تيران وصنافير" إلى صراع بين النقابة والأمن، أشار خالد البلشي رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إلى أن وزارة الداخلية هي المسئول الأول عما حدث مشيرًا إلى أنها دخلت في هذا الصراع واستأجرت "بلطجية" لاقتحام النقابة وقبضت على عدد منهم لمجرد أن النقابة تدافع عن أعضائها وتحتضنهم. وتساءل البلشي في تصريح خاص ل"محيط"، ما هو الدافع من وزارة الداخلية للقيام بمثل هذه الممارسات ضد الجماعة الصحفية، وهل هناك ضغوط من جهات سيادية لقيامها بمثل هذه الممارسات وتقوم بإغلاق الطرق المؤدية للنقابة بحجة أن المتظاهرين يحتمون بها ويعتبرونها منبرًا للحرية، ولماذا سمحت للمتظاهرين مؤيدين لاتفاقية ترسيم الحدود بالتظاهر أمام النقابة؟.