أعادت محاولة الاغتيال التي تعرض لها الداعية الإسلامي السعودي الشيخ عائض القرني في 1 مارس 2016 في الفلبين إلى الأذهان عمليات وقعت قبل سنوات لمفكرين وسياسيين سعوديين اغتيلوا خارج بلادهم، ورغم القبض على عدد من مرافقي منفذي الحادث وكشف هوية المسلح وهو طالب فلبيني إلا أن الغموض لا يزال يكتنف الحادث. كان صاحب كتاب "لا تحزن" قد تعرض بعد انتهائه من إحدى المحاضرات العلمية في الفلبين إلى إطلاق نار أدت لإصابته ومرافقه الدبلوماسي السعودي الشيخ تركي الصايغ الملحق الديني بالسفارة السعودية في مانيلا، نقلا على إثرها لمركز "زامبوانجا أرتورو أويستكويو" الطبي قبل أن يوجه الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية بنقل القرني إلى الرياض. أول تعليق له كانت أول تغريدة له عقب الحادث تتضمن طمأنة متابعيه بأنه بخير، قائلا "أبشركم أني طيب وبخير والحمد لله" عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الذي تجاوز عدد متابعيه أكثر من 12 مليون، قابلها شريحة عريضة منهم بحمد الله على نجاته من الحادث والثناء على شخصية الشيخ القرني. وكشف الداعية الإسلامي في تغريدات تالية له تفاصيل ما تعرض له، قائلا "أُطلق عليّ 6 طلقات من مسافة المتر الواحد ونجاني ربي "قُلْ لنْ يُصِيبَنَا إِلا ما كتب الله لنَا". وأضاف محدثا متابعيه"قُلْ لنْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لَنَا، إخوتي وأحبابي لكم سلامي وتحياتي، شكراً لكم على لسؤال والدعاء غفر الله لي ولكم"، وفي تدوينة أخرى "كم أسعد يوم أقرأ تعليقاتكم ودعواتكم غفر الله لي ولكم، جزاكم ربي خيراً". القرني أوضح أن من أجرى له العملية عقب تعرضه للحادث في زانبوانغا هو طبيب مسلم، مضيفا"وشاهد اختراق الرصاص لجسمي مع نجاتي بكى والله، وقال: "هذا لطف من الله"، مؤكدا أنه تم إخراج رصاصتين من جسده أصابته في المعدة واليد اليمنى أما الطلقة الثالثة فلم تصبه". التحقيقات وفقا لصحف فلبينية فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد تدخلت في عمليات التحقيقات بعد ما وصفته بأن التحقيقات الفلبينية غير واضحة ولم تكشف عن أسباب وقوع الحادث، ناقلة عن السفير الأمريكي تصريحه بأن "الجميع ينتظر معرفة أسباب هذا الهجوم، ومَن يقف وراءه؟ وما الدوافع التي جعلت الطالب الفلبيني يقدم على جريمة كهذه؟". وأضاف السفير الأمريكي فيليب جولدبرغ أنه يجب معرفة من هم هؤلاء الأشخاص؟ وهل لهم علاقة بالتنظيم الإرهابي داعش؟ وأن الأمر مثير للقلق، خاصة أن بعض المتدينين المتطرفين موجودون في جزيرة مينداناو (ثاني أكبر الجزر الفلبينية)، ويعيش فيها جميل يحيى الذي يعرف ولاءه لداعش. كانت"دابق" المجلة الناطقة باسم تنظيم "داعش" قد طالبت في مقال "اقتلوا أئمة الكفر" في إصدار لها الشهر الماضي بقتال مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ وعدد من الدعاة أبرزهم عبد الرحمن السديس، الداعية عائض القرني، الداعية صالح المغامسي، والداعية محمد العريفي فضلا عن إمام المسجد الحرام وآخرون. ولا تزال جميع الاحتمالات مطروحة في ظل عدم تدخل الشيخ عائض القرني في المعترك السياسي، لكن ترجيحات أخرى بأن المنفذ وهو روغسان مسيواري، طالب هندسة، يبلغ من العمر(21 سنة)، في حين أن الشرطة اعتقلت متهمَين آخرَين هو أحد عناصر خلية تابعة للحرس الثوري الإيراني بعدما نشرته صحيفة الحياة اللندنية إنها تحقيقات تجريها السلطات الفيلبينية حول تورّط6 يمنيين على ارتباط بالحرس الثوري الإيراني في التخطيط لهجمات إرهابية على طائرات سعودية، والتخطيط لعمليات في دول عدة شرق آسيا. من هو عائض القرني؟ للشيخ عائض القرني العديد من المؤلفات في علوم الحديث والفقه والسيرة أبرزها كتابه "لا تحزن"الذي لاقى انتشارا وقبولا في العالم العربي وبيعت منه أكثر من مليوني نسخة وترجم إلى عدة لغات، كما أن له العديد من الدواوين الشعرية منها لحن الخلود وتاج المدائح. ولد القرني بقرية "آل شريح" بمحافظة بلقرن في مطلع يناير 1959، وحصل على الشهادة الجامعية من كلية أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم حصل على الماجستير من جامعة الإمام في الحديث النبوي، وشغل منصب الأمين العام لمؤسسة لا تحزن للإعلام والنشر.