كان التواجد المصري في الصين على مدار 60 عاما هم عمر العلاقات المصرية الصينية قويا، فقد توطدت العلاقات خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت مصر من أول الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية عام 1953 وبعدها أجرى وزير الصناعة المصري محمد أبو نصير زيارة إلى الصين، ووقع الجانبان اتفاقا تجاريا أقيم بمقتضاه مكتب تجاري لكل جانب لدى الآخر، حتى بدأت العلاقات الدبلوماسية رسميا عام 1956. وعلى الجانب السياسي كان الدعم المتبادل بين الدولتين هو سيد الموقف، فكانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، وكانت الصين من الداعمين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد تعرض مصر للعدوان الثلاثي، وكانت قبلها من المبادرين بتأييد قرار عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وكانت مصر هي أول وجهة للرئيس الصيني وقتها شو إن لاي للقارة الإفريقية عام 1963. ومع عهد الرئيس الراحل أنور السادات كانت زيارة نائب رئيس الجمهورية السيد حسين الشافعي للصين عام 1973، وأجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين الصينيين أطلعهم خلالها على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود مصر لاستعادة أراضيها المحتلة، ومع حرب أكتوبر أعلنت الصين تأييدها التام لمصر في استعادة أراضيها واستقلاليتها. وبعدها توجه نائب رئيس الجمهورية آنذاك حسني مبارك للصين في زيارتين عامي 1976 و1980 وبعد توليه رئاسة الجمهورية زار بكين، وكانت أول زيارة لرئيس مصري، واستمرت الزيارات بين الطرفين على مدار عقود والاحتفالات بين البلدين في ذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهم، كان آخرها الذكرى الخمسين عام 2006 حينما زار رئيس وزراء الصين "ون جيا باو" القاهرة في يونيو 2006، ثم قيام مبارك بزيارة لبكين في نوفمبر 2006. وشهدت تلك الزيارات التوقيع علي عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية، حتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي السابقة إلى الصين بعد توليه رئاسة الجمهورية بشهور قليلة. وعلى الجانب التجاري شهدت العاصمة الصينيةبكين توقيع أول اتفاق كان بمثابة بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال عام 1955، وبعدها تواصلت البروتوكولات بين الطرفين وتجديدها وتبادلت زيارات الوفود التجارية، ووصل عدد الاتفاقيات بين الجانبين إلى 63 اتفاقية تجارية تشمل مجالات عديدة حتى أن المفوض التجاري الصيني في مصر قال في تصريحات سابقة إن "الحكومة الصينية تتوقع زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والصين إلى 11 مليار دولار بنهاية عام 2014، بزيادة تتعدى المليار دولار، خصوصا مع استضافة الصين لمعرض كانتون". وعلى الجانب الثقافي وخلال الفترة من 1932 إلى1941 زار الصين عدد من الباحثين المصريين في مختلف المجالات، وأقاموا روابط وعلاقات مع المؤسسات العلمية والتعليمية في الصين، وبعد الاعتراف المصري الرسمي بجمهورية الصين تم توقيع اتفاق التعاون الثقافي عام 1956، وتواصلت هذه الاتفاقات حتى بلغت 6 برامج تنفيذية للتعاون الثقافي حسبما تشير الهيئة العامة للاستعلامات. ففي عام 1956 وصلت أول بعثة تعليمية مصرية إلى الصين/ وبعدها تأسست جمعية الصداقة المصرية الصينية تحت اسم "جمعية الصداقة العربية الصينية"، واستمرت العلاقات واللقاءات بين الجانبين وعقدت في عام 1987 بالقاهرة اجتماعات الدورة الأولى للتعاون العلمي والتقني بين مصر والصين، وتم توقيع ما يزيد عن عشر اتفاقيات بين الجانبين، ومع مطلع التسعينات أقامت مدينة تشينغداو الصينية معرضا لها في القاهرة واستضافت بكين أسبوعا ثقافيا مصريا في عام 2002. ومع وجود عدد من المنصات الإعلامية الصينية منها، وكالة الأنباء شينخوا وصحيفة الشعب الصينية والمكتب الإقليمي للشرق الأوسط لمجلة الصين اليوم، تصدر أيضا بعض المطبوعات المصرية في الصين ويتولى هذه المهمة المكتب الإعلامي للهيئة العامة للاستعلامات، ومع دوره في نشر كل ما يهم مصر في الصين يُصدر أيضا مجلة مصر باللغة الصينية كل ثلاثة أشهر، وكتاب سنوي يضم عددا كبيرا من المعلومات حول مصر في مختلف المجالات. ويُصدر أيضا عددا من الأسطوانات الإلكترونية خاصة بالتعريف عن مصر في المجال السياحي والثقافي، وكذلك يُنظم المكتب الإعلامي شهريا الندوات الإعلامية واللقاءات الثقافية يعقدها في الصالون الثقافي المصري بالسفارة المصرية، كما يتواجد في بكين تمثيل لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. وفي مايو من العام الماضي أعلنت البعثة المصرية في مدينة شنغهايالصينية، إنشاء صفحة رسمية على الإنترنت باللغة الصينية على أحد أكثر المواقع الصينية انتشارا وهو موقع weibo للترويج لمصر، والأماكن السياحية بها.