تحولت ورشة العمل التي أقامها المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية بالتعاون مع وحدة دراسات الشباب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة إلي مواجهة ساخنة مع السفير مجتبي اماني رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة وبين عدد من الحضور. بدأت المواجهة حين قال السفير الإيراني في كلمته "إننا لا نسعى لنشر المذهب الشيعي فى مصر وما يهمنا هو إقامة علاقات اقتصادية متكاملة وعلاقات مشتركة قائمة على المصالح المشتركة بين البلدين.
فهناك ثمانية ملايين سائح إيراني يغادرون إيران سنويا لمختلف الدول نريد ان يكون لمصر جزء منها ونريد ان يكون هناك تبادل للخبرات بين البلدين فى جميع المجالات .
وحمل السفير الايراني النظام السابق ورئيسه محمد حسني مبارك مسئولية عدم إقامة علاقات طبيعية ووطيدة بين مصر وإيران مشيرا إلي أن المشكلة الرئيسية بالنسبة لإيران هو الكيان الصهيوني وأمريكا الداعمة لها وليس الدول العربية التي تربطها بايران علاقات وحدة الدين والجوار المشترك .
وأشار إلي انه كان يتوقع بعد الثورة ان تعود العلاقات بين مصر وإيران بعد ان تغير النظام الذي كان يعادي إيران ولا يريد إقامة علاقات معها لافتا إلي انه سعيد بثورات الربيع العربي واصفا الثورة السورية بأنها مؤامرة علي نظام بشار الأسد المقاوم لإسرائيل .
وما ان انتهي السفير الإيراني من كلمته حتي بدأت المداخلات التي تنتقد بشدة ما ورد في تلك الكلمة .
الصحفي علي عبد الوهاب تساءل اذا كانت إيران لاتعادي الدول العربية فلماذا تحتل جزر دولة الإمارات وترفض الانسحاب منها ولماذا تساند شيعة اليمن الحوثيين للتمرد والاستقلال عن اليمن
كما انها تساعد شيعة السعودية للتمرد علي الحكومة السعودية وتخرج تصريحات من جانب قادة إيرانيين كبار تقول بأن مملكة البحرين جزء من إيران فضلا عن احتلال إيران لعدد من آبار البترول العراقية علي الحدود بين إيران والعراق ؟
وواصل تساؤلاته قائلا : " وإذا كانت إيران تعتبر الدول العربية صديقة لإيران فلماذا ترسل الجواسيس للتجسس علي تلك الدول كما حدث في البحرين والكويت وأخيرا مصر ؟
ولماذا تساند إيران المليشيات العراقية الشيعية وتمدهم بالمال والسلاح عن طريق فيلق القدس " الحرس الثوري الإيراني"والموجود في العراق لقتل مئات الآلاف من المسلمين العراقيين "السنة" ؟.
للدرجة التي دفعت احد أعضاء مجلس النواب العراقي وهو محمد الدايني لكتابة مقال نشر علي مواقع الانترنت عنوانه " إيران ترتكب جرائم ضد الإنسانية في العراق ".
ووجه سؤالا آخر للسفير قائلا : " اذا كانت إيران تقول انها تعادي الأمريكان والصهاينة فلماذا استوردت قطع غيار وأسلحة من إسرائيل إبان الحرب الإيرانية العراقية ايام صدام حسين بمساعدة أمريكية
وسميت الفضيحة وقتها بفضيحة "إيران كونترا " ولماذا صرح الرئيس الإيراني احمدي نجاد اثناء زيارته للأمم المتحدة بأنه " لولا المساعدات الإيرانية لأمريكا ما استطاعت غزو العراق وأفغانستان والبقاء فيهما "؟
ومن جانبه رفض محمد عباس ناجي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية المقولة التي قالها السفير مجتبي أماني والتي يتهم فيها الثورة السورية بالخيانة والعمالة لامريكا ووصفه لها بأنها مؤامرة أمريكية مؤكدا ان الثورة السورية ثورة شعبية وطنية وليست مؤامرة أمريكية .
وأكد أن سقوط نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه بكل أنواع الأسلحة من شأنه تسديد ضربة موجعة للنفوذ الإيراني وطموحاته في المنطقة باعتبار ان بشار الأسد حليف رئيسي لإيران وتؤكد المعلومات القادمة من سوريا علي لسان الثوار ان ايران وحزب الله يمدون نظام بشار بمقاتلين لقتل السوريين .
وتساءل : كيف يكون نظام بشار مقاوما وهو لم يطلق رصاصة واحدة ضد اسرائبل علي مدي أربعين عاما لتحرير الجولان السوري المحتل ؟
وفي كلمته تناول الدكتور عادل سليمان مدير مركز الدراسات المستقبلية والإستراتيجية بالحديث الإرث التاريخي لكل من مصر وإيران .
وتحدث عن الأوضاع في العالم العربي وموقف إيران السلبي من الربيع العربي الذي تمر به البلدان العربي وشجب التأييد الإيراني للنظام السوري مؤكدا أن الهوية الثقافية المصرية غير قابلة للاختزال وأنها ترفض القبول بالمد الشيعي القادم من إيران.