كثيرٌ من التدقيق والملاحظة لن يضر طفلك، بل على العكس سيساعد في نموه وتطوير مهاراته، كما أن الأم الحريصة على تحليل سلوكيات طفلها بصورة مستمرة، ليست مزعجةً بقدر ما تستحق لقب "الأم المثالية"، لاسيما إذا ما عرفنا بأن هناك بعض الأمراض التي تسهل السيطرة عليها إذا تم اكتشافها مبكراً. وحسب صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، يعد مرض التوحد أبرز الأمراض التي تبدأ أعراضها منذ الشهور الأولى في عمر طفلك، إلا أن الكثيرات يكتشفنه في وقت متأخر بسبب التجاهل، لكنه ما هو ذاك المرض الذي يوصف بالاضطراب العقلي الذي يصيب الإنسان في سن مبكرة جداً، ربما تتأخر الأعراض قليلاً، أو يتجاهلها الأهل إلا أن الاكتشاف المبكر يساهم في التركيز على مهارات أخرى للطفل يمكن استغلالها مستقبلاً. علامات التوحد تبدأ علامات التوحد لدى معظم الأطفال المصابين به قبل سن ال 3، وربما يصاب الصغير بالتوحد ولا تظهر أعراضه قبل أن يتم الثانية من عمره، أي أنه ينمو طبيعياً ثم يبدأ في توقف أو فقدان مهاراته العقلية، أو يصبح أقل قدرة على اكتساب المهارات الجديدة مثل أقرانه في نفس المرحلة العمرية، ويعد تشتت ذهنه وعدم إدراكه للعالم المحيط من أهم علامات التوحد، ويبدأ ذلك بتجنب الاتصال الجسدي والاتصال بالعين، وكذلك التأخر في اكتساب مهارات اللغة. احذري هذه السيناريوهات - إذا لم ينظر طفلك في عينيك، وصرف نظره بعيداً عنك بصورة مستمرة. - إذا لم يكن لديه أي تعبيرات بالوجه، كالابتسام أو الضحك أو التجاوب مع الصور البصرية أمامه حتى سن 9 شهور. - إذا لم يقلد طفلك الأصوات أو يكرر الكلمات والحروف البسيطة حتى سن 12 شهراً. - إذا لاحظت قيام طفلك بالدوران في المكان أو التأرجح بصورة متكررة. - كثير من المصابين يشعرون بالحزن الشديد دائماً بسبب أي تغيير بسيط حولهم. - عادة لا يفضل المصاب التفاعل مع الأصدقاء فهو طفل غير اجتماعي. - لا يستجيب الطفل للأصوات من حوله، ولا يستجيب لنداء أفراد الأسرة باسمه. - إذا عجز الطفل عن التعبير عما يريد إلا من خلال الإشارة، وذلك في عمر عامين، أي أنه مثلاُ إذا أراد الماء لا يعبر عن ذلك بكلمات صريحة أو بديلة تحمل نفس المعنى، ولكن يلح على الأم على الوصول إلى الثلاجة لإحضار الماء. - تأخر النطق من أهم علامات التوحد لدى الطفل خاصة إذا بلغ الثانية من عمره. - من الممكن أن يعاني الطفل الطبيعي من أي عرض من الأعراض السابقة، غير أن وجودها مجتمعة أو وجود أكثر من عرض لدى الطفل بمثابة جرس إنذار للأسرة للتعامل مع المرض. أسباب الإصابة بالتوحد؟ علمياً لم يكتشف العلماء حتى الآن سبباً واضحاً للإصابة بالتوحد، غير أن الأرجح هو حدوث خلل جيني يتسبب في هذه الحالة في المراحل الأولى من الحمل، إلى جانب أسباب وراثية أخرى، كما أن نصيب الذكور من الإصابة أكبر 5 أضعاف من الإناث. هل يمكن الشفاء من التوحد؟ التوحد كمرض عقلي لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن تطوير مهارات الطفل المصاب به، وسرعة اكتشاف المرض تمكِن الأسرة من التعامل مع الطفل وتنمية مهاراته، ومن المعتاد أن المصاب يواجه صعوبات في التعلم والنطق واكتساب المهارات، إلا أن الأمر يتطلب جهداً ومتابعة من الأسرة والطبيب المعالج والمدرسة وأخصائي التخاطب، وهناك حالات قيل أنها قد شفيت مإلا أن العلماء أرجعوا ذلك للتشخيص الخاطئ من البداية، أي أن هؤلاء الأطفال لم يصابوا بل تم تشخيص الحالة عن طريق الخطأ.