يتعرض الذهب لموجة من الضغوط المؤثرة على بريقه كملاذ آمن وحافظ للقيمة متأثرا برفع الاحتياطى الفدرالى للفائدة الأمريكية مما دفع الدولار للصعود الأسبوع الماضى، فضلا عن تراجع أسعار النفط. وتستمر تداولات الذهب في التذبذب والضعف بشكل واضح حيث سجل بالأمس1072.0 دولار للأونصة وذلك بعد أن سجلت أعلى مستوى عند 1074.50 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 1070.90 دولار للأونصة يأتي هذا بعد أن انخفضت أسعاره السابقة عند المستوى 1068.10 دولار للأونصة عقب رفع الفائدة الأمريكية نهاية الأسبوع قبل الماضى. ويبدو أن المؤشرات الاقتصادية ليست فى صالح المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة رغم تراجع الدولار أمام سلة عملات ونوايا المركزي الأمريكى لرفع الفائدة مرات أخرى، فى ظل تراجع أسعار النفط وتذبذب سوق الأسهم العالمية. فالتذبذب الحالي في مستويات الذهب يأتي نتيجة ضعف الزخم الصاعد على المعدن الأصفر على الرغم من غياب الضغط السلبي وقوى البيع من الأسواق في ظل انخفاض أحجام السيولة النقدية نتيجة غياب قطاع كبير من المستثمرين بسبب عطلات أعياد الميلاد. وعلى المستوى المحلى فى مصر تراجعت أسعار الذهب وسجل الجرام عيار 24 حوالى 270.79 جنيها، والعيار 22 حوالى 248.22 جنيها بينما اقترب العيار 21 من 237 جنيها والعيار 18 بلغ 203.09 جنيها وذلك بخلاف المصنعية والضريبة بالمحلات. فيما سجل الجنيه الذهب حوالى 1895.52 جنيه، والأوقية سجلت حوالى 8422.46 جنيها أي حوالى 1076.05 دولار. وحقق الذهب أدنى مستوياته خلال عدة سنوات فى ديسمبر الجارى مع استمرار ارتفاع الدولار بعد قرار مجلس الاحتياط الفيدرالى برفع أسعار الفائدة ويؤكد الخبراء أن آلام الذهب مستمرة فى 2016 على الرغم من سنوات من السياسة النقدية فائقة المرونة فإن السبائك الذهبية حققت أداءً سيئًا بسبب وفرة السيولة الرخيصة فى جميع أنحاء العالم من البنوك المركزية. وقال ريتش روس من شركة إيفركور، إن قوة الدولار، وارتفاع معدلات اسعار الفائدة الاساسية والانهيار المستمر فى السلع الأساسية وخام البترول والائتمان هى عوامل تشكل عاصفة مثالية للذهب. ومع نهاية 2015 تكون المعادن اكملت عامها الثالث على التوالى من الخسائر، ومع رفع بنك الاحتياطى الفيدرالى لسعر الفائدة فإن هذه الخسائر ستمتد خلال العام المقبل. وبحسب تقرير ل "سى ان بى سى" فإن السوق يفتقد لعوامل تحفيز المضاربة فى الذهب من الناحية الفنية. ووفقًا لروس، فان مؤشر حركة الذهب يتحرك فى اتجاه الهبوط بشكل واضح المعالم، مشيرًا إلى أنه اقترب من كسر المستوى الحرج دون ال1000 دولار وقد يكون ذلك بحلول نهاية العام. ولفت المحلل الأمريكى النظر الى أن الذهب انخفض بنسبة 11 % خلال العام الحالي، وبنفس المستوى تراجع اليورو أيضًا بنسبة 11%، وكل ذلك على النقيض من الدولار الذى ارتفع بنسبة 11%. ويعتقد الخبراء، ان الذهب فى مرحلة الهبوط الطويل بعد فترة من الصعود وصل فيها للحد الاقصى بما يعنى ان تحركات الذهب ستكون لاسفل خلال الفترة المقبلة، حيث تحتاج السلع الاساسية الى كسر الاتجاه المستمر منذ نحو 100 اسبوع لكى تبدأ فى الصعود. وقال روس: "أنا ببساطة لن اشترى الذهب حتى يكسر نقطة الألف دولار إلى أعلى ليصل حول مستوى 1215 دولارًا للأوقية فى حين ان الأوقية وصلت فى ختام اسبوع التداول الاخير 1065 دولارًا". فبدلًا من محاولة الامساك بمفتاح النزول حذر روس المستثمرين من الانتظار حتى يحول الذهب اتجاهه الى أعلى. وأضاف أن هناك من ينتظر نهاية الشوط الاول (الهبوط) لتظهر علامات الإرهاق، لكن الافضل هو شراء الذهب عندما يبدأ فى طريق العودة للصعود بدلًا من شرائه وهو مستمر فى الاتجاه المعاكس.